يا غزة .. سيعيد العدو .. الكَرَّه

 

عوض ضيف الله الملاحمه

يا غزة ، يا غزة العزة ، سيعيد العدو الكرة ، مَرة تلو المَرة ، حتى يُنفذ مخططاته ، بالقتل والتدمير ، والتصفيات ، والتجويع ، والتعطيش ، والتهجير . الى متى يمكنكم الصمود يا ابطال !؟ صمودكم حتى الشهر الخامس لم تقدر عليه جيوش جرارة .

ونظامنا الرسمي العربي في سبات . وأنتم تعرفون من هم الذين يعيشون في سُبات . بل أشد خذلاناً منهم . لأنها لا تترك صغارها او احد افراد عائلتها للافتراس من اي كان ، مهما كان جبروته وقسوته وعدائيته .

أُقسم با الله العلي العظيم ، انني أُجهد نفسي لأجد توصيفاً او تفسيراً لهذا الموقف المُذل المخزي . هل للقيادات الرسمية العربية إحساس ؟ هل لديهم مشاعر ؟ هل هم من البشر ؟ واذا لم يكونوا بشراً ماذا يمكن ان يكونوا ؟ إذا كانوا عرباً هل يسري دم العروبة في عروقهم ؟ و إذا كانوا ليسوا عرباً هل دم الإنسانية يسري في عروقهم على الأقل ؟ صدقاً ، أرى انه ليس لديهم دم كما البشر . ربما طغى سُكرهم وعربدتهم وسقوطهم الأخلاقي والقيمي ، فطردت الكحول الدماء ، فاصبحت دمائهم من كحول . والسكير يشبه الخنزير ، عندما يشرب حد الثُمالة ، فيصبح بلا إحساس ولا شعور ولا غيرة ، والقراء الكرام يعرفون المسمى القرآني لمن هو بدون غيرة .

لا أعرف ما الذي أخرس ، وما زال يُخرس النظام الرسمي العربي ؟ ومتى يمكن ان ينطقوا ويفيقوا ؟ الا يكفيهم ان عدد الشهداء إقترب ل ( ٣٠,٠٠٠ ) شهيد ، وعدد الجرحى إقترب من ال ( ٨٠,٠٠٠ ) ، والمفقودون تحت الركام لا يمكن إحصاؤهم ، والمهجرون لجنوب غزة قاربوا ( ٢ ) مليون . ماذا تنتظرون !؟ ما الحدث الذي يمكن ان يحرككم ؟ كيف تقبلون الدنيّة ؟ لماذا تسنمتم المسؤولية اذا لم تدافعوا وتنتصروا لكرامتكم ؟ يبدو انكم جلستم على الكراسي لتنعموا بكل الموبقات .

يا كبار مسؤولي النظام الرسمي العربي ، اخبرونا بالكارثة التي يمكن ان تحرككم . أقطاركم مُنهارة ، وشعوبكم جائعة ، وخدماتكم غائبة ، ولا مشاعر وطنية ولا قومية لديكم . وهذا يذكرني بمقولة القذافي : من أنتم !؟

يا ترى لو كان الشهيد الحي / صدام حسين حياً هذه الأيام هل يبقى مكتوف الأيدي ويتفرج على غزة وهي تُباد ؟ لا أظن ، بل انا متيقن من أنه سيُقدِم على خطوة ستحتل صدارة الاخبار لشهور او ربما سنوات ، هذا اذا تجرأ العدو وأقدم على هكذا خطوة عنصرية إجرامية إبادية تحسباً من ردة فعل أبو عداي العروبي الجسور البطل .

وكذلك أتساءل لو كان الزعيم العروبي قومي الفكر والنهج /جمال عبدالناصر حياً هل يوافق وهل يسمح للنظام الرسمي العربي بأن يتخذ هذا الموقف الخياني البشع ؟ أقول : يستحيل هذا .

تأكد لي ان النظام الرسمي العربي تمتطيه امريكا ، وبريطانيا ، والمانيا ، وفرنسا والكيان ويفرِغون غيضهم في شعوبهم ، إذلالاً ومجاعة واستعباداً .

ما أراه وقد تطرقت له في مقالات سابقة ان العدو سيمضي في مخططاته التدميرية والتهجيرية في قطاع غزة وسيتبعها نفس النهج في الضفة الغربية ، لانه لا رادع له . ولا يغرنكم تصريحات الأمريكان الكاذبة ، لانهم يقدمون الدعم المطلق للصهاينة . ولو انهم جادون بالضغط على العدو لأوقفوا الدعم المالي والعسكري عن العدو ، عندها سينصاع العدو مُكرهاً . وما يدرج على السنتهم لغايات انتخابية . وكذلك بريطانيا واغلب دول اوروبا .

الا تلاحظون معي ان الأنظمة العربية اصبحت ( مثل بقر الحرام ) ، ( كل واحد قاضب مشراده ) . حيث تشعر انهم في شتات ، ومن الصعب ان ترى ولو نظامين عربيين منسجمين ، او على الاقل في حالة اتفاق ولو لمرة واحدة . فكل واحد منها بعيد عن الكل العربي ، يعيش بمعزل عن الاخرين . لا بل غالبيتهم يخططون لانهيار الانظمة الاخرى فيكيدون الدسائس لبعضهم . بالتعاون مع أسيادهم الغرب بتنفيذ اجنداته . لكِ الله يا غزة وشبابكِ الغر الميامين . ولا حول ولا قوة الا بالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى