هل يُقاس .. الأمر .. على تكساس
عوض ضيف الله الملاحمه
يا رب فتت وقسِّم وجزيء الولايات المتعجرفة ، المتغطرسة ، الدموية الى حارات بعد ان تتفتت الى دويلات . ويا رب أوقع الفِتن بينهم ، وأشغلهم ببعضهم ، ليسفكوا دماء بعضهم حتى تجري أنهاراً ، وشلالات .
كُلي أمل ان يغيب هذا الشيطان عن الوجود ، وأُشاهده بعيني قبل ان أُغادر الدنيا . كتبت مقالات عديدة عن الويلات المتفككة ، آملاً ان تتشظى الى أسوأ من الحال الذي وصل اليه الإتحاد السوفييتي ، الذي أصابنا الحزن والألم على تشظيه .
ليس بعيداً ولا صعباً ، ولا مستعصياً على رب العباد ان تتفكك كما لعب الأطفال . وان يقتتلوا ، وان يمارسوا إجرامهم على بعضهم ، ليصبحوا أقلية ، والهنود الحمر — السكان الأصليين— يصبحوا أكثرية ويعودوا ليحكموا وطنهم كما كانوا قبل ان يأتيهم المهاجرين الأوروبيين ويقتلوا منهم ( ٥٥,٠٠٠,٠٠٠ ) خمسة وخمسين مليوناً خلال الأعوام ( ١٤٩٢ — ١٦٠٠ م ) .
يارب حوِّلها من دولة الأحلام — بالنسبة للغلابة الذين هاجروا اليها من الدول المنكوبة — الى بلد الآلام ، والإجرام .
إذا انفصلت او بالأحرى إستقلت تكساس عن الشيطان الأكبر ، فإنها ستصبح الولاية الثانية بعد ولاية غاب عن بالي إسمها ، وتلك الولاية رفضت الإنضمام الى الولايات المتحدة من البدايات ، وقد فاجأني بتلك المعلومة أحد الأمريكان كنت قد التقيته في نهاية ثمانينات القرن الماضي . مع أنني يائس من ان تتمكن تكساس من الحصول عل إستقلالها او انفصالها عن الشيطان الأكبر ، ولو كلّف الولايات نسفها عن بكرة أبيها وتسويتها بالأرض كما فعل الصهاينة في غزة العِزة .
ما فعلته أمريكا في العالم ، من قتل ، وتدمير ، وإضعاف للقدرات ، وإستهداف ، وطمع في ثروات الغير ، وإفتعال الحروب ، وإشعال حروبٍ بالوكالة ، ونهب الثروات ، لم تفعله أية دولة في تاريخ الإنسانية منذ بدء الخليقة . من حق أي شخص وأية دولة ان تتشفى ، وتتمنى الدمار لأمريكا ، بسبب الويلات التي اقترفتها الولايات ضد الإنسانية جمعاء . حيث شنت أمريكا أكثر من ( ٩٠ ) حرباً وعدواناً ، معظمها ترقى الى مستوى جرائم حرب . رغم انه لم يمر على تأسيسها الا ( ٢٥٠ ) عاماً تقريباً ، الا انها قضت ( ٩٣٪ ) من عمرها ، اي انها قضت ( ٢٢٢ ) عاماً في الحروب المختلفة على الدول الأخرى واحتلالها في كافة أنحاء العالم . بدءاً من غزو نيكاراغوا عام ١٨٣٣ ، الى عدوانها على اليمن بكل الأسلحة المحرّمة دولياً عام ٢٠١٥ . هذا عدا عن الحروب التي خاضتها مباشرة او بالوكالة خلال ال ( ٨ ) سنوات الأخيرة ، التي من اهمها حرب اوكرانيا ، والحرب على غزة .
الأمريكيون الشرفاء ضد عدوانية ، وهمجية بلدهم ، ويوجهون نقداً قاسياً لسياساتها العنجهية . حيث شاهدت فيديو لممثل كوميدي أمريكي يقول : [[ هل أمريكا تقصف العالم من أجل نشر الديمقراطية والعدالة !؟ : قصفنا : كوريا ، فيتنام ، لاوس ، كمبوديا ، لبنان ، غرناطة ، بنما ، العراق ، الصومال ، البوسنة ، السودان ، أفغانستان ، باكستان ، ليبيا ، واليمن قصفناها ( لأن المرة العاشرة مجاناً). أمريكا تجلب الموت من السماء . كيف حولنا هذا العُرف من التزامنا الأخلاقي بنشر العدالة للعالم ؟ هذا غير منطقي على الإطلاق . مدارسنا في إنحدار ، ونريد ان نعلِّم الآخرين دروس ؟ فقط اريد ان أُشير اننا الدولة الوحيدة في العالم ، التي تتسلى بصوتٍ عالٍ ، ونتحدث عن من سوف نقصفه تالياً . إيران : نعم ربما نقصفهم ، نفكر في الموضوع .. ربما ، يعتمد على المزاج ، فعلنا هذا مع العراق ، بعد أحداث ١١ سبتمبر ، مع انهم ليس لهم أية علاقة في ١١ سبتمبر ، نفعلها مع ايران كل يوم ، والآن مع سوريا ، وكأننا ذلك المتنمر في حيّ المدرسة ، الذي يُفزِع كل طفل في الفصل ، ويجعله يظن انه التالي ، ولا اعتقد ان أحداً يجب ان يمتلك هذه المقدرة ، ( هاوارد قال : من باب الإنتقام لهجمات ١١ سبتمبر ، أمريكا عليها ان تقصف بلداً مسلماً ، أي بلدٍ مسلم ، لا يهم اي واحدة ، اتذكر انني كنت أفكر بيني وبين نفسي ، حقاً ؟ قصف اي بلد مسلم ؟ هذه هي سياستكم ؟ فقط احظر خريطة للشرق الأوسط ، وارمي بسهمٍ عليها … الخ . كما انه قد سبق لي ان شاهدت لقاءاً تلفزيونياً مع عدد من الأساتذة الجامعيين الأمريكان ، وسألهم المذيع سؤالاً : هل أمريكا هي الدولة الاولى في العالم في كل شيء ؟ أجاب الحضور : بنعم ، الا واحداً ، حيث قال : أمريكا الاولى في العالم في نهب ثروات الغير ، والإجرام ، والقتل ، و إفتعال الحروب .. الخ .
هذه الدولة المارقة التي لا تراعي لا قيم ولا أخلاق ولا أديان .. دولة ناهبة ، قاتلة ، مجرمة ، ساقطة . أتمنى بعد ان سادت ، ان تكون قد بادت بأقرب وقت ممكن ، لتتخلص البشرية من شرها وعدوانها وغطرستها وجرائمها .
أنا كلي ثقة بان ينطبق عليها ما إنطبق على غيرها من الأمم على مر التاريخ الإنساني ، فما من أمة سادت وازدهرت الا وبادت واندحرت .