الأحزاب والشباب السياسي

 

د. محمد عبد الستار جرادات

تحتاج الأحزاب اليوم للمجهود الشبابي من خلال مشاركة الشباب الفعلية وانخراطهم بالحياة السياسية الحزبية كونهم الفئة القادرة على احداث التغير المنشود والأكثر طاقة وحيوية وايجابية وخاصة في هذه المنظومة.

فالتفاعل يصبح اكبر في المؤسسات الحزبية ويجعلها ملاذاً للتعبير عن الآراء والحاجات والطموحات، ورسم ملامح المستقبل الذي يرتبط كلياً بهموم الشباب وقضاياهم، ومنحهم الدور الحقيقي في صنع القرار .

ومما لا شك فيه، أن الشباب في سياق المجتمع والدولة يعد الجوهر والطاقة والأساس لركائز التقدم والنمو والمحرك للتنمية الأكثر استفادة من عوائدها، خاصة وأنها تشكل الجزء الأكبر من العدد الكلي لمجموع السكان في المملكة.

فاليوم اصبح الاهتمام بالشباب، ضرورة من حيث التنشئة والثقافة السياسية والتركيز على تعزيز مشاركتهم وانخراطهم في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالتمكين السياسي للشباب أصبح ضرورة تشترك في تطبيقها كافة المؤسسات المعنية بالعمل الحزبي والمدني والمؤسسات العامة.

ولأن صنع القيادات السياسية الشابة والمؤهلة والمدركة للمتطلبات التي تقتضيها المرحلة السياسية المقبلة يُعد أحد عناصر القوى في بناء المستقبل الديمقراطي في الأردن، والمستند إلى رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني نحو تفعيل دور الشباب، فان تطوير مهاراتهم القيادية والتواصلية واتخاذ القرارات ضمن مبدأ العمل الجماعي وتوسيع شبكاتهم الاجتماعية، تمنحهم فرصاً غير مسبوقة في الوصول إلى مجلس النواب وتشكيل مستقبلهم السياسي، وبهذا نحصل على تغيير جذري للصورة الذهنية عن الأحزاب والعمل السياسي بشكل عام.

كما أن جميع القوانين المستحدثة راعت ضرورة مشاركتهم وأهمية دورهم الكبير والفاعل في العملية السياسية، التي تستهدف الشباب وأن التخوف من دخول معترك العمل الحزبي والسياسي لم يعد كما كان في السابق نتيجة قانوني الأحزاب والانتخاب الجديدين اللذان كانا لهما الدور الأكبر في خلق مساحة كبيرة في مضمون إقناعهم بالانتساب لتولي المراكز القيادية داخل المنظومة الحزبية وتحقيق الأهداف التي يسعى إليها الشباب.

ولن ننسى أيضا الحملة الوطنية لتعزيز المشاركة الشعبية والتي تستهدف عموم الناخبين والشباب والمرأة على وجه التحديد، والتي كانت حريصة منذ اللحظة الأولى على نهج المشاركة مع مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالعمل الشبابي والسياسي، وبالأخص مؤسسة ولي العهد التي زرعت المفاهيم والوجدانيات اللاّزمة لبناء جيل جديد مؤمن بأهمية المشاركة السياسية.

فيما دشنت نتائج وتوصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية مساراً جديداً في نقل الحياة السياسية والحزبية نقلة نوعية ضمن مرحلة تصويب الأوضاع وتحقيق الإصلاح السياسي المنشود.

وتلخيصًا لمسيرة الحياة الحزبيّة الأردنيَّة في مئة عام، منذ ان كانت إمارة شرق الأردن سنرى حجم التطور في الحياة الحزبيّة، وانعكاساتها على البيئة والفعل السياسي للأحزاب على مر العقود التي مرت بها المملكة، وان التغيّر في التشريعات والسياسات الجديدة للحياة الحزبية كانت ضمن حجم التحديات التي تواجه الأحزاب السياسيَّة في يومنا هذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى