هكذا أظهرت ولايتي أيوا ونيوهامشير قوة ترامب.. وضعفه أيضاً

اَفاق نيوز – أظهرت انتصارات ترامب السهلة في ولايتي أيوا ونيو هامشير نقاط قوة الرئيس السابق ونقاط ضعفه أيضا، وأوضح الفوز المريح الذي حققه دونالد ترامب الليلة قبل الماضية في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري في نيو هامشير هيمنته الصارمة على القاعدة اليمينية للحزب ووضعه على ما يمكن أن يكون أقصر مسافة نحو ترشيحه الثالث للانتخابات الرئاسية.

ترامب هو أول مرشح جمهوري سابق يفوز بكل من ولايتي أيوا ونيو هامشير حيث أدت هيمنته على الحزب إلى إذابة المعارضة المتبقية له بين الجمهوريين في الكابيتول هيل، وتشير أرقام استطلاعات الرأي التي حققها إلى أنه ربما لا توجد ولاية في البلاد يستطيع فيها جمهوري آخر أن يهزمه.

لكن نتائج الثلاثاء سلطت الضوء أيضًا على بعض نقاط الضعف المحتملة لترامب، وأهمها المستقلون والناخبون من خريجي الجامعات والجمهوريون الذين لا يرغبون في تجاهل المخاطر القانونية التي يواجهها، حيث صوتوا بأعداد كبيرة لصالح منافسته نيكي هايلي.

ولاية منقسمة سياسياً

وتشير هذه الانقسامات داخل الحزب إلى مشاكل مقبلة بالنسبة لترامب مع دخول السباق الرئاسي إلى جمهور أوسع من الناخبين، الذين رفضوه قبل أقل من أربع سنوات.

ولا يزال ترامب يفوز بسهولة، ولم يتجاوز عدد الناخبين المعارضين لمحاولته عدد الجمهوريين الذين طالبوا بعودته إلى السلطة، لكن النتائج، التي قدمها أكثر من 310 آلاف ناخب في ولاية منقسمة سياسيا، أشارت إلى المشاكل التي تنتظر ترامب وهو يدخل إلى جمهور أوسع من الناخبين خصوصا في الولايات المتأرجحة وغيرها والتي تسببت بخروجه من البيت الأبيض قبل أقل من أربع سنوات.

وعلق حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس يوم الثلاثاء قائلا “عندما يأتي إلي أشخاص صوتوا لصالح ريغان في عام 1976 وكانوا محافظين طوال حياتهم ويقولون إنهم لا يريدون التصويت لصالح ترامب مرة أخرى، فهذه مشكلة ” حيث جاءت هذه التصريحات بعد يومين فقط من إنهاء حملته الانتخابية وتأييده لترامب، مضيفا “لذا عليه أن يجد طريقة لحل ذلك.”

وسيواجه الرئيس بايدن أيضا تحدياته الخاصة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعلى عكس ما كان عليه الحال قبل أربع سنوات، فإن بايدن، البالغ من العمر 81 عاماً، غير محبوب على نطاق واسع، ومعظم الأميركيين لا يوافقون على أدائه الوظيفي.

ويواجه بايدن الذي يكبر ترامب بأربع سنوات، شكوكا عميقة بشأن عمره ويكافح من أجل التمسك بائتلاف الناخبين الذين شكلوا فوزه الأول.

ومن أجل إعادة الفوز فقد تحول إلى قضايا مثل حقوق الإجهاض والديمقراطية، وهي موضوعات يتردد صداها بين قاعدته الانتخابية والمستقلين وحتى بعض الجمهوريين المعتدلين.

شكوك وتحديات

لكن مثل ترامب، يواجه بايدن الكثير من الشكوك من داخل حزبه، فقد أدت الهجرة والتضخم ودعمه لإسرائيل في حربها في غزة إلى تقليص الدعم الذي يحظى به بين الناخبين الشباب والناخبين السود واللاتينيين والليبراليين.

ويقول نيل نيوهاوس، أحد منظمي استطلاعات الرأي الجمهوريين: “الانتخابات العامة بدأت بالفعل الآن، وهناك زعيمان سياسيان لا يتمتعان بشعبية كبيرة وسيواجهان بعضهما البعض.”

ومقارنة بمن لديه مشاكل كبيرة فإن ترامب يتصدر بواحدة من أهم المشاكل الكبرى والتي حرمته من البيت الأبيض 2020 وحرمته الموجة الحمراء عام 2022 في الانتخابات النصفية، حيث أدت هيمنته على الحزب الجمهوري في عام 2016 إلى صد المعتدلين والمستقلين في الضواحي، ولا يوجد أي دليل على أنه وجد طريقة لجذبهم.

وأظهرت ولاية نيو هامشير، أن 44% من الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية كانوا من المستقلين لكن السيدة هايلي فازت بمعظمهم، بنسبة 58% مقابل 39% لترمب.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن العديد من هؤلاء الناخبين لم يكونوا مفتونين بوجه جديد فحسب، بل كانوا يصوتون على وجه التحديد لتسجيل معارضتهم لترامب.

وقال أربعة من كل 10 ناخبين أيدوا هايلي إن كراهيتهم لترامب كانت عاملاً أكثر أهمية في تصويتهم من موافقتهم على هايلي، وفقًا لاستطلاعات الرأي. وقال أكثر من 90% إنهم سيكونون غير راضين إذا فاز ترامب بالترشيح للمرة الثالثة.

ورغم فوزه الساحق واجه ترامب بعض الصراعات نفسها مع الناخبين ذوي العقلية المستقلة في المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا، وهي المنافسة التي تجتذب عادة المزيد من الناخبين المحافظين وقاعدة الجمهوريين.

وأظهرت استطلاعات الرأي هناك أن 55% من الأشخاص الذين عرفوا بأنهم مستقلون يدعمون أحد معارضي الرئيس السابق ترامب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى