الأردن بدأ يُفكّر.. كيف يتخلّص مائيًّا وكهربائيًّا من تحكّم إسرائيل بالمشاريع الحيوية؟

آفاق نيوز
حذّر جلالة الملك عبد الله الثاني بعد رئاسته لاجتماع فني مساء الاثنين من عدم قبول أي تأخير في مشروع الناقل الوطني للمياه تحديدا.
وتضمن البيان الإخباري الرسمي عن الاجتماع الملكي الدعوة الى العمل دون كلل او ملل وقول الملك عبد الله بخصوص مشروع الناقل الوطني بأنه لا مجال لأي تردد في انجاز المشروع من قبل المسؤولين مع الاشارة الى ان مشروع الناقل الوطني يتيح فرصا امام الصناعات المحلية للاستفادة ويوفر بدائل مناسبة لتفادي أي عقبات قد تؤثر على وصول إمدادات المياه للمواطنين.
وصدرت هذه التحذيرات الملكية والمرجعية القاطعة بعد نحو شهرين من توجيهات ملكية للحكومة والمؤسسات بالعمل وفورا على مشروع الناقل الوطني الذي يعتبر من المشروعات الاستراتيجية والأساسية التي سبق أن تجاهلتها حكومتان في الماضي على الأقل.
وفكرة المشروع تحلية المياه من منطقة خليج العقبة وتأمينها لعمان العاصمة وبقية المدن والسكان.
وكانت الحكومات قد تجاهلت هذا المشروع بسبب كلفته المالية لكن القيادة اعتبرته مؤخرا جزءا من العمل الاستراتيجي الاحتياطي في ظل الازمة المتدحرجة بالاتفاقيات مع الحكومة الاسرائيلية ولدى دوائر القرار الاردنية الخبيرة قناعة بان حكومة اليمين الاسرائيلي يمكنها ان تحجب حصة الاردن المتفق عليها من المياه والتي يتم تصديرها او ضخها عبر انابيب خاصة الى سكان المملكة.
ويبدو أن مشروع الناقل الوطني جزء اساسي من استراتيجية الاحتياطات الاساسية في ملفات الخدمات في حال استمرار العدوان العسكري الاسرائيلي وتأثر الاردن والمنطقة بتوترات عسكرية وصدامية طويلة الأمد.
ويكتسب مشروع الناقل الوطني للمياه أهميته من توفيره لفائض معقول يعالج مشكلة النقص الحاد في المياه في ظل مواجهة مفتوحة منذ سنوات طويلة مع الحكومة اليمين الاسرائيلي حول حصص الاردن من مياه طبرية وحول المياه المحلاة التي يتم ضخها بها للأردن.
وتتلاعب الحكومات الاسرائيلية لأسباب سياسية بكمياتها وأسعارها بين الحين والآخر خلافا لأن الاردن يضغط عليه ولا يجد طريقة لتعاون الحكومة السورية في ضخ حصته المتفق عليها من الثمانينيات من مياه نهر اليرموك.
ملف المياه أصبح اساسيا والتركيز على مشروع الناقل الوطني يعتقد سياسيا بأنه جزء حيوي من استراتيجية الاستعداد لأسوأ السيناريوهات في ظل العلاقات مع اسرائيل تحديدا خصوصا وأن الحكومة وجدت نفسها في حال المعاناة بعد حجب نصف كميات الغاز المتفق عليها من الانابيب الاسرائيلية بسبب اعتبارات امنية جراء القتال والحرب مما اضطر رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة للإعلان بأن حكومته تبحث عن بديل للغاز الاسرائيلي الذي توقّف عن الضخ من الأسواق الدولية خصوصا وأن بعض كميات الغاز الاسرائيلي مخصصة لصناعات تصديرية أساسية جدا وضخمة ومهمة للاقتصاد الأردني من بينها صناعات وصادرات مادة البوتاس.
ولم يحدد بعد سقف زمني لمشروع الناقل الوطني فيما أعلنت الحكومة ردا على العدوان العسكري الإسرائيلي ضد أهل قطاع غزة قبل ثلاثة اشهر أنها لن توقع على اتفاقية عرفت باسم الاتفاقية الإماراتية وفكرتها التعاون مع اسرائيل في قطاعي المياه والكهرباء وإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.
يُواصل الأردن استعدادته الاستراتيجية في ملفات اساسية وسط تكرس القناعة أن الاوضاع في فلسطين المحتلة وبالتالي في الإقليم مرشحة للتصعيد المرجح.

“راي اليوم” اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى