من يورد للصهاينة الفسفور الابيض الذي شوه وجوه اطفال غزة
اَفاق نيوز – ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب مختلفة ومتنوعة خلال قصفه المستمر لقطاع غزة، منها الفسفور الأبيض المحرم دولياً الذي ثبت تصنيعه في ولايتي لويزيانا واركنساس الاميركيتين.
في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً قالت فيه إنها تأكدت من صحة مقاطع تُظهر استخدام إسرائيل لقذائف الفسفور الأبيض في ميناء مدينة غزة، وكذلك المناطق الريفية في جنوب لبنان.
وفي مقاطع الفيديو التي راجعتها المنظمة الحقوقية، حددت هيومن رايتس ووتش الذخائر المستخدمة في ميناء غزة على أنها قذائف مدفعية فسفورية عيار 155 ملم. وأنكرت إسرائيل صحة ما جاء في هذا التقرير.
واليوم التالي، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرها، الذي قالت فيه إن لديها “أدلة دامغة توثق استخدام الجيش الإسرائيلي لقذائف الفسفور الأبيض المدفعية في المناطق المدنية المكتظة بالسكان في غزة”. وأضاف التقرير أن الكثير من هذه الاستخدامات يمكن اعتبارها أعمالاً عشوائية غير قانونية.
ووثّق التقرير أيضاً نشر الجيش الإسرائيلي لقذائف مدفعية تحتوي على الفوسفور الأبيض في بلدة سديروت الإسرائيلية، القريبة من الحدود مع غزة. وفي صورة حللتها منظمة العفو الدولية، وجدت أن القذائف تحمل العلامة D528، وهو الرمز التعريفي الذي يستخدمه الجيش الأمريكي لتحديد القذائف التي تحوي الفسفور الأبيض.
وبالتالي، فإن الولايات المتحدة زوّدت الجيش الإسرائيلي بقذائف الفسفور الأبيض، التي استخدمها بعد ذلك في منطقة مكتظة بالسكان، في انتهاك للقانون الدولي. لكن يقول خبراء لموقع Middle East Eye البريطاني إن الدليل الذي يربط بين كل ذلك لم يتوفر بعد.
وقال بريان كاستنر، خبير الأسلحة والمحقق في منظمة العفو الدولية، لموقع Middle East Eye: “حقيقة وجود رمز Dodic أمريكي- أي رمز تعريف وزارة الدفاع الأمريكية- دليل على ما بداخله، وليس على أن الولايات المتحدة صنعت هذه القذيفة بعينها”.
وهناك تشابكات كثيرة بين الجيش الأمريكي وحلف شمال الأطلسي والجيش الإسرائيلي، لذلك تستخدم شركات الأسلحة الإسرائيلية أحياناً التسميات والرموز الأمريكية لأنها أسهل من إنشاء رموز تخصها.
ومعرفة ما إن كانت القذائف المعنية مصنوعة في الولايات المتحدة قطعاً تقتضي الاطلاع على رقم المخزون الوطني (NSN)، الذي يشتمل على رقمين يرمزان إلى بلد المنشأ. والرمزان الأمريكيان هما 00 و01.
وقال كاستنر إن أرقام المخزون الوطني تلك تُستخدم في كل شيء في الجيش، من أغطية الإطارات إلى الشاحنات التي يبلغ وزنها طنين. وقال: “من الضروري رؤية رقم المخزون الوطني محفوراً في معدن القذيفة نفسها. وهذا الرمز سيخبرنا بشيء ما”.
على أنه ليس سراً أن لدى إسرائيل قذائف فسفور أبيض أمريكية الصنع. وقال كاستنر: “الولايات المتحدة تمد إسرائيل بالكثير من الأسلحة، ومن شبه المؤكد أنها أمدتها بقذائف M825 وM825A1 تحديداً، في الماضي”.
ورغم أن الولايات المتحدة قد تواجه مسؤولية أخلاقية إذا ثبت تزويدها إسرائيل بالفسفور الأبيض، فإثبات مسؤوليتها القانونية لن يكون سهلاً بسبب الضبابية المحيطة بتوقيت استخدامه ومعرفتها باستخدامه. فلا يمكن تحديد ما إن كانت قذائف أمريكية الصنع قد استُخدمت في غزة دون دخول المنطقة.