ترامب أم بايدن؟.. 6 ولايات بنفسجية تختار وتحسم

اَفاق نيوز – تتجه أنظار العالم هذه الأيام إلى الولايات المتحدة الأميركية، وما يجري فيها من سباق على الرئاسة يجعل الفائز سيد البيت الأبيض.

وكما جرت العادة، فإن حفنة من الولايات ستلعب دوراً حاسماً في السباق بين الحزب الجمهوري الذي يتخذ اللون الأحمر شعاراً، والديمقراطيين الذين اختاروا الأزرق.

في انتخابات 2020، كانت خطوات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مدروسة، حينما سعى إلى قلب النتائج في ميشيغان وجورجيا وأريزونا وبنسلفانيا وويسكونسن ونيفادا التي حسمت فوز غريمه الرئيس جو بايدن.

وإذا انتهت الأمور إلى ما تشبه دورة الإعادة بين المرشحين بايدن وترمب، كما تبدو الصورة حالياً، فستتركز الأنظار مجدداً على هذه “الولايات البنفسجية”، نظراً إلى الفوارق الضيقة نسبياً بين الجمهوريين والديمقراطيين، لا سيما في بعض المناطق بالغة الأهمية التي كثيراً ما تتأرجح بين أن تكون جمهورية حمراء أو ديمقراطية زرقاء.

إلا أن خطرا انتخابيا آخر بات يلوح، حيث يمكن أن يواجه الرئيس الحالي مرشحين مستقلين مما يسمى “الحزب الثالث”، مثل روبرت إف كينيدي جونيور، ومرشحة حزب الخضر جيل ستاين، والباحث الجامعي التقدمي كورنيل ويست، أو غيرهم من خارج الحزبين بدعم من منظمة “نو لايبلز” الوسطية التي يمكن أن تجذب الأصوات من بايدن.

ولا بد من الإشارة أيضاً إلى مجموعة من المفاجآت التي تحصل عادة خلال الانتخابات الأميركية، فخلال عام 2000، جاءت النتيجة لمصلحة الرئيس جورج بوش بعد سباق متقارب مع آل غور في فلوريدا.

وكذلك، وصل الرئيس السابق باراك أوباما إلى البيت الأبيض على موجة زرقاء عام 2008، إلا أن الولايات البنسفجية التي توصف أيضاً بأنها “متأرجحة” لم تكمل معروفها مع الديمقراطيين، بل خذلت المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون عام 2016 لتنقلب حمراء بشكل مفاجئ لمصلحة ترمب.

وفي عام 2020، بدأ الرئيس ترمب وأنصاره عندما اتضح له أنه سيخسر انتخابات، بالعمل لقلب النتيجة، مركّزاً على الولايات الست الحاسمة، حيث زرع نظريات المؤامرة حول حصول عمليات احتيال، فشوّه مع أعوانه سمعة مسؤولي الانتخابات وهددوهم، وشجع المسؤولين المحليين على تجاهل التزاماتهم القانونية، وأرسل أصواتاً انتخابية مزيّفة إلى الكونغرس، وحاول من دون جدوى تعطيل عملية المصادقة على فوز بايدن في الكونغرس.

وحينما تحقّق المسؤولون الفيدراليون في هذه الولايات من النتائج، وثبّتوها عام 2020، تبين أن الهوامش الضيقة سمحت بالكثير من الأخذ والرد في ميشيغان وويسكونسن.

ولا يُستبعد أن تتكرر هذه التكتيكات أو بعضها في انتخابات 2024، مع استهداف الولايات التي تعد ساحات معارك.

ولاية ميشيغان

لاشك في أن ولاية ميشيغان قد بذلت جهداً هو الأفضل بين الولايات الست لمواجهة “الناخبين المزيفين”، إذ حققت القدر الأكبر من التقدم في تعزيز أنظمتها الانتخابية.

بدورهم، اعترف الناخبون في الولاية بتعديل الدستور ليمنع صراحة أي تدخّل تشريعي أو أي تدخل سياسي في الانتخابات.

ويوضح دستور الولاية الآن أن التصديق على نتائج الانتخابات واجب، وليس أمراً تقديرياً على الإطلاق.

كذلك، منح المجلس التشريعي في الولاية المسؤولين مزيداً من المرونة لفتح بطاقات الانتخاب بالبريد وبطاقات الاقتراع الغيابي والتحقق منها ومسحها قبل يوم الانتخابات، في ما تُعرف بـ”المعالجة المسبقة”، علماً أن القيود على المعالجة المسبقة في عام 2020 أدت إلى “سراب أحمر” لأن الفرز المبكر للأصوات رجّح أولاً ترمب، ثم تحوّلت الأفضلية نحو بايدن مع تدفق بطاقات الانتخاب بالبريد وبطاقات الاقتراع الغيابية.

وعلى الأثر، غدا “السراب الأحمر” مادة للحديث عن مؤامرات غذّت عدم الثقة ببطاقات الاقتراع الغيابية، وعرّضت العاملين في مراكز الاقتراع للهجوم.

وتحظى ولاية البحيرات العظمى بـ16 صوتاً في المجمع الانتخابي المؤلف من 538 مُنتخِباً.

كما يمكن انتزاع الأصوات الـ16 مجدداً عام 2024.

يذكر أن مقاطعة كنت في ميشيغان كانت ذات يوم معقلاً للجمهوريين في ولاية متأرجحة رئيسية تقف على الحافة الزرقاء، إلا أنها صارت الآن مجالاً للتحرك بين الحزبين الرئيسيين.

وهزم ترمب هيلاري كلينتون بثلاث نقاط في المقاطعة عام 2016، لكنه خسر المقاطعة والولاية أمام بايدن بهامش 2.8% عام 2020.

ولاية جورجيا

وخلال انتخابات عام 2020، فاز بايدن على ترمب في جورجيا بأقل من 12 ألف صوت من أصل 4.5 مليون من الناخبين في الولاية، ليصير أول ديمقراطي يفوز هناك ويحصل منها على 16 صوتاً يمثلونها في المجمع الانتخابي، منذ الرئيس سابقاً بيل كلينتون عام 1992.

إلا أن محاولات ترمب قلب نتائج الانتخابات أثارت دعاوى لم تنتهِ تداعياتها إلى اليوم.

ويوضح القرار الاتهامي الرئيسي الذي وجهته مقاطعة فولتون ضد الرئيس السابق وأعوانه أن جورجيا كانت في قلب الجهود الرامية إلى تخريب انتخابات عام 2020.

27 ولاية تحذر من استبعاد ترمب من الانتخابات

 

كما يُرتقب أن تكون المحاكمة خطوة مهمة نحو محاسبة الذين حاولوا “تخريب الانتخابات” على أفعالهم، ولكنها تُسلّط الضوء أيضاً على نقاط الضعف المستمرة في نظام إدارة الانتخابات بالولاية، وفقا لصحيفة “الشرق الأوسط”.

ففي عام 2020، سمح المتعاطفون مع ترمب لوكيلة الدفاع السابقة عنه، سيدني بأول، بتعيين شركة متخصصة بالأدلة الجنائية لنسخ برامج انتخابية حساسة بشكل غير قانوني، مما جعل من الصعب تتبع جهود التواطؤ بين مسؤولي الانتخابات ومنظّري المؤامرة. ولمنع تكرار ذلك عام 2024، توجب على المسؤولين في جورجيا تنفيذ أفضل الممارسات لمنع الانتهاكات الحسيّة والكشف عنها وتأكيدها.

كذلك يسلّط القرار الاتهامي أيضاً الضوء على التهديدات بالعنف التي رافقت تهجمات ترمب ووكيل الدفاع عنه، رودي جولياني، ضد موظفة الانتخابات في مقاطعة فولتون، روبي فريمان، وحملة الضغط من ترمب ضد وزير الخارجية براد رافينسبيرغر، وصولاً إلى التهديدات ضد مسؤولي الانتخابات والعاملين فيها في جورجيا وفي كل أنحاء البلاد منذ عام 2020.

ولاية أريزونا

كانت ولاية أريزونا مركزاً لإنكار نتائج الانتخابات ولجهود تخريب العملية الديمقراطية في الانتخابات العامة لعام 2020، والانتخابات النصفية للكونغرس عام 2022.

فقد تطوع بعض قادة الحزب الجمهوري فيها للعمل “ناخبين مزيفين”، وحاول المشرعون في الولاية مصادرة عملية المصادقة بهدف تسليم أريزونا لترمب بدلاً من بايدن.

وكذلك في عام 2022، حرس مسلحون صناديق الاقتراع في مقاطعة ماريكوبا التي تشمل عاصمة أريزونا، فينيكس، لمعرفتهم أن النتائج فيها يمكن أن تقلب النتائج في الولاية الجمهورية تقليدياً لمصلحة الديمقراطيين.

ويُستدلّ على ذلك بأنه في الحملة الرئاسية الأولى لترمب عام 2016، حصل على 48% مقابل 45% عام 2020، ليخسر الولاية بسبب مقاطعة ماريكوبا التي أعطت النسبة الكبرى لبايدن بفارق أقل من نقطة واحدة عن ترمب.

وبذلك، تفوق بايدن على ترمب بأقل من 11 ألف صوت من نحو 3.3 مليون ناخب، ليصير أول ديمقراطي يفوز بالولاية وأصواتها الانتخابية الـ11، منذ الرئيس سابقاً بيل كلينتون عام 1996.

إلا أن ترمب لم يسكت، بل حاول استدراك الخسارة، فحضّ أنصاره المسؤولين المحليين على التخلي عن آلات التصويت لصالح العد اليدوي، إلا أن حاكم الولاية استخدم حق النقض ضد مشروع قانون يسمح بعمليات العد اليدوي.

ولاية بنسلفانيا

شهدت بنسلفانيا التي فاز فيها بايدن على ترمب بنسبة 1.2 نقطة مئوية، عدداً من جهود التخريب في السنوات الأخيرة.

وتضمن العمليات ناخبين مزيفين، ومخططات التدخل التشريعي خلال عام 2020، ورفض الشهادات خلال عام 2022، ودعاوى قضائية مختلفة تحاول إبطال شرائح كاملة من بطاقات الاقتراع الغيابي.

جاء ذلك بعدما تأرجحت مقاطعة إري في الولاية، ذهاباً وإياباً لصالح الديمقراطيين والجمهوريين في الانتخابات الأخيرة، مما يجعل التكهن بمزاج الناخبين عام 2024 أمراً بالغ الصعوبة.

فبعد أربع سنوات من فوز الرئيس سابقاً باراك أوباما بالمقاطعة بفارق كبير، فاز ترمب بالولاية عام 2016، ثم انقلبت المقاطعة ضده عام 2020، فأعطت بايدن 50% من أصواتها، مقابل 49% لترمب.

وتُعدّ بنسلفانيا التي تحظى بـ19 صوتاً في المجمع الانتخابي، واحدة من الولايات القليلة التي تشهد منافسة حادة، والتي تمنع الموظفين من المعالجة المسبقة لبطاقات الاقتراع الغيابية قبل يوم الانتخابات.

ولذلك، فإن هذا العائق القانوني غالباً ما يؤدي إلى “سراب أحمر”، يؤدي بدوره إلى إنكار الانتخابات.

وحاول المشرعون المؤيدون للديمقراطية مراراً إصلاح القانون، بما في ذلك هذا العام، لكنَّ زملاءهم الجمهوريين رفضوا التصويت عليه.

ومن دون إصلاح تشريعي، يُتوقع أن يستمر الجدل حول فرز الأصوات الغيابية، بما في ذلك معالجة العيوب.

كما سيؤدي تجاهل الأصوات إذا وصلت بعد يوم الانتخابات، أو لأسباب بيروقراطية بحتة، إلى ظهور “سراب أحمر” آخر.

ولاية ويسكونسن

تبرز ويسكونسن، حيث خسر ترمب بنحو 20 ألف صوت، بوصفها الولاية التي اقتربت فيها حملته من إلغاء النتائج في المحكمة، إذ كان قضاة المحكمة العليا في الولاية يحتاجون إلى صوت واحد إضافي لإلغاء النتائج.

قدّمت حملة ترمب في حينه مجموعة كبيرة من الدعاوى بهدف إبطال عشرات الآلاف من الأصوات ذات الميول الديمقراطية، استناداً إلى تحديات تتعلق باستخدام نموذج محدّد للتصويت الشخصي المبكر، والسماح للموظفين بملء معلومات العنوان المفقودة على مظاريف الاقتراع الغيابي، وغير ذلك، إلا أن أربعة من القضاة السبعة في المحكمة العليا التابعة للولاية رفضوا هذه التحديات القانونية.

وكما هي الحال في ميشيغان وبنسلفانيا، فإن الحظر المفروض على المعالجة المسبقة يخاطر بظهور “سراب أحمر” لفوز الجمهوريين والذي يختفي عند فتح بطاقات الاقتراع عبر البريد.

كما رفضت الهيئة التشريعية تنفيذ إصلاحات لضمان احتساب بطاقات الاقتراع الغيابية التي تحتوي على معلومات ناقصة أو أخطاء طفيفة، أو تلك التي يجري تلقيها بعد يوم الانتخابات مباشرةً.

ولاية نيفادا

ظهرت بقوة خلال انتخابات 2020 حركة متحمسة لإنكار الانتخابات في ولاية نيفادا، حيث تجمهرت تجمعات أهلية مسلحة خارج مركز فرز الأصوات في مقاطعة كلارك ذات الميول الديمقراطية.

في حين رفع الجمهوريون أيضاً دعوى قضائية بلا جدوى لوقف فرز أصوات الغائبين.

كما ادّعى ناكِرو الانتخابات أن تزويراً جماعياً حصل على مستوى الولاية، التي استولى عليها ترمب عام 2016، وفاز فيها بايدن عام 2020 بنسبة 2.4 نقطة مئوية، ليكون هذا أصغر هامش انتصار لأي مرشح رئاسي ديمقراطي في الولاية منذ خسرها الحزب لآخر مرة عام 2004.

وحاولت حملة ترمب حينها الحصول على أمر من المحكمة يسمح لها بالوصول إلى برامج آلات التصويت، لكنّ المحكمة منحت فقط الوصول إلى السجلات التي توثق الاختبار الذي أُجري على المعدات.

ورغم أن الانتخابات النصفية لعام 2022 لم تولد المستوى ذاته من الخلاف، رفض مسؤولون محليون ينكرون الانتخابات، ومعظمهم لا يزالون في مناصبهم، التصديق على النتائج الأولية أو حاولوا إجراء تجارب فرز يدوي غير موثوقة بدلاً من العد الآلي.

وبينما حاول البعض تقديم طعون جماعية على التسجيل قبل الانتخابات النصفية، فشلت الجهود بفضل الحماية القانونية الواضحة التي توفرها الولاية والتي تتطلب تقديم الطعون في غضون فترة زمنية ضيقة وعلى أساس المعرفة الشخصية.

ومع اقتراب عام 2024، سيكون التحدي الأكبر الذي تواجهه نيفادا هو الرحيل الجماعي لمسؤولي الانتخابات في الولاية، التي فقدت أكثر من نصف كبار مسؤولي الانتخابات والكثير من موظفي الانتخابات منذ عام 2020، ويعود ذلك جزئياً إلى المستوى المرتفع للغاية من المضايقات والتهديدات من ناكري الانتخابات.

يشار إلى أن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لعام 2024 ستكون الانتخابات الرئاسية الـ60 التي تجري كل 4 سنوات، والمقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024.

كما ستكون أول انتخابات رئاسية بعد إعادة توزيع الأصوات الانتخابية وفقًا لإعادة توزيع التعداد البيان السكاني بعد عام 2020.

alarabiya

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى