الوساطة العربية..سلوكٌ مُستغرب .. لا بل مُعيب

عوض ضيف الله الملاحمه

كُلّما أهدأ ، وينخفض ضغط دمي قليلاً من ١٦٠/٩٠ الى ١٦٠/٨٥ ، أقول يا الله الفرج ، لعله يتابع النزول . مع انني لم أُعانِ يوماً من إرتفاع ضغط الدم . فيأتي ما يسوؤني ، وينكد عليّ ، من نذالات النظام الرسمي العربي ، فيصعد ضغط الدم ، ويحلِّق ، ويهددني وجودياً .

نعيش خذلاناً عربياً مُعيباً . أظن ان لا شبيه له الا سقوط الأندلس . عقدوا مؤتمراً عربياً حَبّلوه ، وحَمّلوه لمؤتمر إسلامي هزيل . وأسفر عن عشرات البنود والتوصيات الهزيلة الذليلة . وقلنا ( معليش ) لا يُطلب من النذل موقفاً رجولياً . ورضينا والغِلّ ينهش أجساد الشرفاء من الأمتين ( الهزيلتين ) في هذا الزمان ، العزيزتين تاريخياً .

لكن ان تتدخل أقطاراً عربية كوسيط !؟ لا بل وسيطاً غير محايد . فهذا غُبنٌ . لأنك تشعر ان هؤلاء الوسطاء تخلًّوا عن نزاهة الوسيط على الأقل . وتخلّوا عن عروبتهم وهم منحازون للعدو الإستعماري الإستيطاني !؟ كيف يستقيم هذا !؟ وكيف يمكن إستيعابه من عربي يفترض ان يكون شهماً !؟

حتى أُجسِّد لكم الألم الذي يعتصرني ، سوف أشبه لكم الأمر بما يلي :— لو كنت انت وأحد أشقائك جيران في السكن . وأتي احد الغرباء وإعتدى على أخيك وسلبه داره وهجّره ، وأصبحت عائلته موزعة ومشتتة على كل بيوت القرية . ويحاول شقيقك ان يضايق الذي سلب داره ، ويقاومه ، ويَغِير عليه كلما سنحت الفرصة . وتأتي انت وتلعب دور الوسيط بين شقيقك والغازي الذي إستولى على داره . لا بل وفي ثنايا سلوكك اليومي تتعامل ، وتدعم الذي استولى على دار شقيقك ، لا بل وتحس ان نفسَك مع المعتدي ، وانك عندما تتقابل مع المعتدي يتهلل وجهك ويشع سروراً وإنبساطاً ، وفرحاً هل هذا يستقيم !؟ هل هذا منطقي !؟ وتحت أي مسمى من السلوك الإنساني يمكن إدراجه !؟ هل تشعر انك طبيعياً !؟

المخزي ليس عربياً ، بل إنسانياً ، انهم يلعبون دور الوسيط غير المحايد ، وغير النزيه . هذا علاوة على توسطه مع من سلب دار شقيقه ، وتخليه عن عروبته . والمؤلم انه يلعب دور الوسيط بدل ان يكون طرفاً فاعلاً وداعماً لشقيقه لإسترجاع حقه . والأسوأ انه يفشل في لعب دور الوسيط الذي يفترض ان يكون محايداً ، وغير منحاز للمعتدي .

يا عيب العيب ، ويا خجل الخجل . أية نذالة هذه !؟ وأي نوعٍ من الخِسّة يمكن تصنيف هذا السلوك المخجل المُعيب !؟ يااااا قهري ، فليرتفع ضغط الدم ، وليحلّق عالياً ، لأن حياة الذُلِّ لا قيمة لها . والموت يكون خلاصاً ، لا بل شرفاً ان تموت وتغادر هذه الدنيا الدنيئة بنذالات بعض العرب . للعلم ، الخيانة تؤلم أكثر من الدناءة والنذالة ، وحتى الخِسّة .

وأختم بأبيات للشاعر / فيصل الشريف ، من قصيدته الرائعة ( واأُمتاه ) :—
واأُمتاهُ الصمتُ قد أردانا
إنا سئمنا الجور والطغيانا
أن يُقتل العربي ليس تجنياً
فالعدلُ في ان يُكثِروا قتلانا
لكنما الغربيُ قطرةُ دمِه
قد عادلت من دمانا أطنانا
قيمٌ لهم لا يغُرنك زيفها
هي كاسرابِ يراود العطشانا
فنضالنا إرهابٌ في قاموسهم
إذ نفتدي بدمائنا الأوطانا
وحقوقُ إنسانٍ لنا زوروا
لا حقَ فيها غير سفكِ دمانا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى