بوتين: إما أن نتفق على السلام بأوكرانيا أو نحل المشكلة بالقوة
اَفاق نيوز – صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس بأن أهداف موسكو في أوكرانيا لم تتغير، ولن يكون هناك سلام إلا بعد تحقيقها، مؤكدا “إما أن نتفق على السلام في أوكرانيا أو سنحل المشكلة بالقوة”، مشيرا إلى أن قوات النخبة الأوكرانية تتكبد خسائر كبيرة شرق نهر دنيبرو وتمر بمأساة.
وموضحا الأهداف، كما فعل يوم أرسل قواته إلى أوكرانيا في فبراير 2022، قال إنها “إزالة النازية، ونزع السلاح، والوضع المحايد” في أوكرانيا.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الصراع مع أوكرانيا مأساة، وأنه يشبه الحرب الأهلية بين الإخوة.
قال بوتين خلال “الخط المباشر” والمؤتمر الصحافي السنوي الكبير – نتائج العام: “ما يحدث الآن (في أوكرانيا) يمثل مأساة كبيرة، تشبه الحرب الأهلية”.
ويشير مصطلح “إزالة النازية” إلى مزاعم روسيا بأن الحكومة الأوكرانية متأثرة بشدة بالجماعات القومية المتطرفة والنازية الجديدة. ونفت وسخرت أوكرانيا والغرب من هذا الادعاء.
كما طالب بوتين أوكرانيا بأن تظل محايدة، وألا تنضم إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال بوتين خلال مؤتمره الصحافي المعتاد نهاية العام “سيكون هناك سلام عندما نحقق أهدافنا”.
وأكد بوتين أنه لا شروط أساسية لاستعادة العلاقات مع الولايات المتحدة وعليها أولا احترام روسيا، لافتا إلى أن دول الاتحاد الأوروبي فقدت سيادتها إلى حد كبير وتتخذ قرارات تضرها.
وقال الرئيس الروسي، إن موسكو مستعدة لبناء علاقات مع واشنطن، فالولايات المتحدة بلد مهم وضروري. وأضاف معلقا على آفاق تطبيع الحوار الثنائي: “بالنسبة للولايات المتحدة، فنحن على استعداد لبناء علاقات معهم أيضا، نعتقد أن الولايات المتحدة بلد مهم وضروري”.
وأشار الرئيس إلى أن روسيا من جانبها مستعدة لاستعادة العلاقات مع الولايات المتحدة بشكل كامل، ولكن أولا يجب تهيئة الظروف الأساسية لذلك.
وأردف الرئيس معلقا على آفاق تطبيع الحوار الثنائي: “عندما تكون هناك بعض التغييرات الأساسية الداخلية [في الولايات المتحدة]، سيبدأون في احترام الآخرين والبلدان الأخرى، ومن ثم سيبحثون عن حلول وسط، ولن يحاولوا حل مشاكلهم بمساعدة العقوبات والإجراءات العسكرية، ثم سيتم تهيئة الظروف الأساسية لاستعادة العلاقات بشكل كامل، لا توجد مثل هذه الظروف حتى الآن، لكننا مستعدون لهذا”.
وبخصوص الجارة الغربية أوروبا اعتبر الرئيس الروسي أن بلاده لم تفسد علاقاتها معها، بل إن الدول الأوروبية هي من قامت بذلك متجاهلة مصالح روسيا.
قال بوتين: “تطبيع العلاقات (مع أوروبا) لا يعتمد علينا وحدنا، لم نفسد (نحن في روسيا) هذه العلاقات، لقد أفسدوا هم العلاقات معنا، حاولوا دفعنا إلى أماكن في الصفوف الخلفية متجاهلين مصالحنا”.
وفي معرض كلامه كشف الرئيس الروسي عن عزمه لقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أوائل العام المقبل. وقال بوتين إنه كان يعتزم زيارة تركيا للقاء نظيره التركي، لكن “جدول أعمال الرئيس أردوغان لم يسمح بذلك”.
وأضاف: “نحن (مع الرئيس أردوغان) متفقون على الزيارة القادمة، ربما في بداية (العام) المقبل”.
لا حاجة لموجة تعبئة جديدة
أكد الرئيس الروسي أنه ليست هناك حاجة إلى موجة جديدة من التعبئة في روسيا، حيث حتى الآن، تعاقد 486 ألف شخص طوعياً لأداء الخدمة العسكرية من أجل الدفاع عن البلاد، بما في ذلك في منطقة العملية العسكرية الخاصة.
قال بوتين، رداً على سؤال عما إذا كانت ستكون هناك موجة ثانية من التعبئة، إن نحو 244 ألف فرد ممن تمت تعبئتهم موجودون حالياً في منطقة العملية العسكرية الخاصة، مشيراً إلى أنه بعد التعبئة، انطلقت حملة لجذب المتطوعين للتعاقد مع القوات المسلحة الروسية، وكان من المخطط في إطارها تجنيد حوالي 412 ألف جندي متعاقد.
وتابع: “أبلغوني أنه حتى مساء أمس تم تجنيد 486 ألفاً، ولا يتناقص تدفق رجالنا المستعدون للدفاع عن مصالح الوطن بالسلاح، (يتم تجنيد) نحو 1500 شخص يومياً في جميع أنحاء البلاد…لماذا نحتاج إلى التعبئة؟ لذلك، حالياً ليست هناك حاجة لها”.
ميدانيا تشهد الجبهات الروسية الأوكرانية، الخميس، يوماً جديداً من الاقتتال الدامي والتصعيد، حيث تحاول القوات الروسية تحقيق المزيد من المكاسب والسيطرة على الأراضي الأوكرانية، فيما تحاول كييف استعادة وتيرة تلقي المساعدات العسكرية الغربية مثلما كانت قبل اندلاع حرب غزة.
وفي آخر التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت واعترضت 9 طائرات أوكرانية مسيرة فوق مقاطعتي كالوغا وموسكو. كما أعلنت وزارة الدفاع أن القوات الروسية دمرت خلال الـ24 ساعة الماضية مستودعات أسلحة الصواريخ والمدفعية ولواءين من القوات الأوكرانية في مقاطعتي خيرسون وزاباروجيه.
يأتي ذلك فيما أعلنت أوكرانيا، الخميس، أن أنظمة دفاعاتها الجوية أسقطت عشرات المسيّرات أطلقتها القوات الروسية مستهدفة مدينة أوديسا (جنوبا) في هجوم ليلي جديد لموسكو. وقال سلاح الجو الأوكراني “في المجموع سُجل 42 هجوما بطائرات مسيرة”، مضيفا أنه دمّر 41 من المسيرات التي أطلقت من أراض تسيطر عليها روسيا من بينها شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
وتسبب تساقط الحطام بإلحاق أضرار بـ11 مبنى في أوديسا. وقالت خدمات الطوارئ في وقت مبكر من اليوم إن هجوما بطائرة مسيرة على منطقة أوديسا بجنوب أوكرانيا أدى إلى إصابة 11 شخصا بينهم ثلاثة أطفال.
بوتين: ما يحدث في غزة كارثة
وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ما يحدث في قطاع غزة بالكارثة. وقال بوتين،، خلال “الخط المباشر” والمؤتمر الصحفي السنوي الكبير – نتائج العام: “ما يحدث (في قطاع غزة) هو بالطبع كارثة”.
وأضاف: “أود أن أشير إلى الدور الريادي الهام الذي يقوم به الرئيس التركي أردوغان في مسألة استتباب الوضع في غزة”، متابعا: “بالطبع إنه أحد قادة المجتمع الدولي، الذي يولي اهتماماً لهذه المأساة ويفعل كل شيء لضمان تغيير الوضع للأفضل، حتى تكون هناك تهيئة لظروف سلام طويل الأمد”.
وتابع بوتين القول: “نحن، مثل تركيا، ننطلق من حقيقة أنه لا يزال يتعين تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، هذا مهم للغاية، من الضروري إرساء الأسس الأساسية لتسوية إسرائيلية – فلسطينية”.
وفي سياق متصل اعتبر بوتين أنه من المهم الحفاظ على آلية “الفيتو” في الأمم المتحدة، وإلا ستصبح المنظمة مجرد “مكان للدردشة”.وقال بوتين: إنها (آلية الفيتو) منطقية للغاية، يوجد حق النقض، ما يعني عدم وقوع إجراءات تعتبرها دولة ما معادية، وهذا مهم. ومن المهم الحفاظ على مثل هذه الآلية في الأمم المتحدة، وإلا فإنها ستتحول ببساطة إلى مكان للدردشة”.
وفي حديثه عن وجود وجهات نظر مختلفة في الأمم المتحدة، أشار بوتين إلى أنه “لا يوجد شيء غير اعتيادي في هذا، فخلال الحرب الباردة، في كثير من الأحيان، منعت قوى مختلفة ودول مختلفة بعض القرارات التي روجت لها دول أخرى. والأمم المتحدة أنشئت في الأصل بشكل تسعى فيه إلى تحقيق الإجماع. وإذا لم يتم العثور عليه، فلا يتم اتخاذ أي قرارات”.
وأعاد بوتين إلى الأذهان وزير خارجية الاتحاد السوفيتي، أندريه غروميكو، الذي كان يُلقب بـ “السيد لا”، لأن الاتحاد السوفيتي كان يستخدم حق النقض في كثير من الأحيان.