بحضور الأب نبيل حداد مدير مركز التعايش الديني … أفتتاح مهرجان الرفيد الثقافي الأول في لواء بني كنانة ( صور )

اَفاق نيوز – حسام حداد
كانت حالة الوئام وسجل التآخي في الرفيد بارزة في مهرجان الرفيد الثقافي الأول الذي اقيم في بلدة الرفيد من اعمال لواء بني كنانة برعاية الأستاذ الدكتور تركي إبراهيم عبيدات، مساء السبت بعنوان “الرفيد في دائرة الضوء”، بتنظيم من مديرية ثقافة محافظة إربد وبالتعاون مع أبناء المجتمع المحلي، ضمن فعاليات بني كنانة لواء الثقافة الأردنية لعام 2023.
تحدث راعي المهرجان في كلمته في بدء الاحتفال عن بلدة الرفيد التي تقع في خاصرة الوطن الشمالية الغربية وعلى مشارف نهر اليرموك وهضبة الجولان وآثار أم قيس وقويلبة الخالدة.
وقال: عندما نتحدث عن الرفيد نتذكر جهود ومواقف الآباء والأجداد في الحفاظ على قيمنا العربية الأصيلة وتجذير الانتماء الوطني وتعزيز سبل الاعتماد على الذات، والتعايش بين المسلمين والمسيحيين لأنها البلدة الوحيدة في لواء بني كنانة التي يوجد فيها كنيسة، حيث كان للمسجد والكنيسة دور حيوي في تجسيد الشراكة والاحترام المتبادل وصون الحقوق.
وفي كلمته قال مدير مركز التعايش الديني الأب نبيل حداد “هذه رفيد المجد وصهيل الخيل وتاريخ أجدادٍ، تأخذ شموخاً من إرثهم، وتنتشي بارتباط وطنيّ حاضر في سجل حضورٍ للكبار فقط”. “نأتي إلى بني كنانة اليوم الديرة التي نعرف ملاحتها، ونتوقف في الرفيد لنتمثل عندها روحها، لأننا مثلها نرفض تجمّد فكرنا وتكلّس تفكيرنا، فنحن أردنيون أتباع المدرسة الهاشمية”.
واستذكر الاب حداد تاريخ الكنيسة الوحيدة في منطقة شمال اربد التي عُرفت بكنيسة “خوري العبيدات” المرحوم الخوري يوسف الناصر الوجيه الأردني والوجه المسيحي في بني كنانة.
وقال مخاطبا اهل الرفيد : ” اسرح النظر عبر هذا السهل فاسمع في الرفيد أصداء جرس كنيسة تحتضنوها بحب وتوقير”.
وأضاف: “كان يا ما كان في رفيد الملاحة والبهاء قديسٌ وطنُه الصغير هذه البقاع الطيبة. فسلامٌ على روح أبونا يوسف الناصر الخوري الوجيه والوجه المسيحي في بني كنانة، الذي يستوقفُني ذكرُه، فانحني أمام قلبه الوئاميّ المحبّ. وتظلّ صورته في هذا المكان الذي تزنّره روايات الافذاذ وسيرهم .
وشدد على اهمية ما تمثله نموذجية الرفيد التي تمثل غنى الخصوصية الأردنية بالقول: ّ”في هذا الموقف أقول أنني ملتزم بالرفيد المفهوم، ففي المكان والزمان والأنموذج هي عندي الرفيد الأردن كله الواحد المتفاعل، ليس على أساس مدلول رومنسي، بل لأني أؤمن بما تمثّله من الزخم الروحي والأخلاقي والثقافي المتجدد في تراثنا، فنحبّه في الأعماق، وهذا أمر أساسي، لتبقى أنفسنا أصيلة، فلا نفقد هويتنا، ونُقبل إقبالاً كاملاً على وطن له آماله. ونستطعم هنا اليوم إرثا هو جزء من تكويننا والهوية، فنحتفي بالثقافة الأردنية في بني كنانة الإرث الحاضر في وجدان أهلها الكرام أهل التوادّ والتأخي والوئام. فللمودة عبق يملأ هذه الأرجاء.”
وألقى سماحة مفتي القوات المسلحة فضيلة الشيخ حسن مخاترة كلمة قال فيها: نحتفل اليوم ببلدنا العزيز عنوانا للثقافة قائما على السماحة والتعايش بين المسلمين وغيرهم. وهو ما سار عليه عميد آل البيت جلالة الملك عبدالله الثاني، حين بادر بأسبوع الوئام العالمي للتعايش بين أتباع الأديان، داعيا علماء المسلمين والمسيحيين للحوار، وذلك ترجمة للنهج الوطني الذي اختطه الهاشميون لإرساء قيم التسامح والعدالة واحترام الحقوق المتبادلة بين الناس.
واشتملت فعاليات المهرجان على كلمات وقصائد شعرية وعروض شيقة عن الرفيد الحالة الاردنية وعرض فيديو بانوراما بعنوان “الرفيد لؤلؤة الكفارات”، وفقرات فلكلورية قدمتها طالبات مدارس الرفيد وعرض “إنجازات هاشمية”
في نهاية الحفل تم تكريم جميع المشاركين والداعمين لفعاليات المهرجان.
ومن بين المكرمين المؤرخ الاردني سليمان الموسى الذي ولد في الرفيد عام 1919، وكانت أولى مؤلفاته عن الحسين بن علي كما ألف كتابا عن تاريخ الأردن في القرن العشرين. وأثرى المكتبة الاردنية بقرابة خمسين كتابا عن الثورة العربية الكبرى وعن تاريخ الأردن ورجالاته.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى