روسيا تتهم الناتو بدعم “الإرهاب النووي لكييف” وأوكرانيا تعترف: هجومنا المضاد لا يحقق تقدما سريعا
اَفاق نيوز – أقرت الرئاسة الأوكرانية بأن الهجوم المضاد الذي تقوده قواتها لا يحرز تقدما سريعا، في حين تبادل طرفا الحرب الهجمات بالمسيّرات مع تسلم كييف أولى دفعات القنابل العنقودية ما ينذر بتصعيد جديد للصراع.
وأقر رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك بأن الهجوم المضاد لكييف الذي يواجه مقاومة القوات الروسية “لا يحرز تقدما سريعا”.
وقال يرماك لصحفيين “اليوم، لا يحرز (الهجوم) تقدما سريعا”، مع تأكيده أن الحلفاء الغربيين لا يمارسون ضغوطا على كييف في هذا الصدد.
كما جددت كييف رفضها إجراء أي مفاوضات مع روسيا قبل سحب قواتها.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها دمرت مراكز تحكم للجيش الأوكراني ومستودعا للوقود في مقاطعتي دونيتسك وزاباروجيا.
وأضاف المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن القوات الروسية صدت خلال يوم واحد فقط 16 هجوما للقوات الأوكرانية في محور دونيتسك.
سجال
وعلى هامش اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المنعقدة في جاكرتا، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه كان هناك جدل خلال الاجتماعات بخصوص روسيا وأوكرانيا.
وأضاف المسؤول الأوروبي أنه طُلب من روسيا سحب قواتها من أوكرانيا، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “رد بأسلوب عدائي بأن ما يجري مؤامرة غربية، وأن الحرب ستستمر لأن روسيا ليست مستعدة على الإطلاق لوقف العدوان وسحب قواتها”، حسب تصريحات بوريل.
وحدث السجال خلال اجتماع أمني شاركت فيه أيضا الولايات المتحدة والصين واليابان، إذ قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن روسيا الآن عسكريا واقتصاديا أضعف بكثير مما كانت عليه قبل الحرب.
وأكد بلينكن أن الإجراءات التي تم اتخاذها في فيلينوس بليتوانيا في أثناء اجتماع حلف شمال الأطلسي (الناتو) ستمتد لسنوات عديدة وتهدف لتقوية مؤسسات الدفاع الأوكرانية.
وبخصوص تصريحات لافروف في اجتماعات آسيان، قال بلينكن إن “ما سمعناه من لافروف لم يكن بنّاء ومنتجا، حيث قدم توصيفا خاطئا للأحداث لا يشجع على الحديث معه”.
تحذير من الألغام
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أسطول البحر الأسود يحذّر من خطر الألغام عقب اكتشاف لغم بحري أوكراني بالجزء الشمالي الغربي.
وأضافت أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 9 صواريخ هيمارس و14 مسيّرة أوكرانية.
في السياق ذاته، قال موقع “ريبار” العسكري الروسي إن القوات الروسية تواصل توسيع نطاق سيطرتها على محور باخموت الجنوبي.
وأفاد الموقع بأن القوات الروسية تقدمت على مقربة من حدود مقاطعة خاركيف خلال هجوم مضاد شنته على مواقع الجيش الأوكراني.
محطة نووية
وفي مدينة أفدييفكا المتاخمة لدونيتسك، ذكر الموقع الروسي أن القوات الأوكرانية شنت هجمات على مواقع الجيش الروسي في بلدتين قريبتين من المدينة.
وقد أفادت خدمات الطوارئ الروسية بسقوط مسيّرة أوكرانية على بُعد كيلومترات قليلة من محطة الطاقة النووية في مقاطعة كورسك الحدودية مع أوكرانيا.
وتعليقا على الهجوم، قال الكرملين إن العدو لا يكف عن محاولات شن الهجمات وإن الدفاعات الروسية تعمل بفعالية.
بدورها، علقت وزارة الخارجية الروسية على الهجوم بالقول إن “حكومات الناتو ترعى الإرهاب النووي الذي تمارسه كييف”.
في المقابل، قالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 16 مسيّرة خلال هجوم روسي على جنوب شرقي البلاد مساء الخميس.
كما قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها تصدت لمحاولات تقدم روسية في مقاطعتي خاركيف ودونيتسك.
وكشفت الأركان الأوكرانية -في بيان- عن أن القوات الروسية حاولت منع تقدم القوات الأوكرانية في مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون عبر غارات جوية في عدة مناطق بالمقاطعتين.
وقال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة في أوكرانيا أندريه كوفاليف إن قوات بلاده حققت تقدما في محيط مدينة باخموت بمقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا.
وأضاف كوفاليف أن القوات الأوكرانية صدت جميع محاولات التقدم التي نفذتها القوات الروسية في مقاطعتي خاركيف ودونيتسك.
كما أعلنت قيادة القوات البرية الأوكرانية استهداف مجموعة عسكرية روسية في محيط مدينة باخموت بمقاطعة دونيتسك شرق أوكرانيا.
ونشرت القوات البرية الأوكرانية تسجيلا مصورا يظهر ما قالت إنه استهداف لمجموعة من القوات الروسية كانت تستعد لتنفيذ هجوم في محيط باخموت.
وأضافت، في بيان، أنها رصدت المجموعة واستهدفتها بسلاح المدفعية، وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الروس وفرار آخرين بعد تدمير معداتهم، وفق البيان.
وأعلن الجيش الأوكراني إسقاط 3 طائرات مسيّرة روسية من طراز لانسيت في منطقة خيرسون.
في سياق مواز، أعلنت كييف -اليوم الجمعة- إعادة روسيا جثث 64 جنديًّا أوكرانيًّا سقطوا خلال المعارك في مدينة ماريوبول جنوب شرقي البلاد.
وقالت وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتا الأوكرانية، إن كييف “تسلمت جثث 64 من المدافعين الأبطال عن آزوفستال، من أجل منحهم الدفن اللائق”، دون مزيد تفاصيل.
وبدأت المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية في مدينة ماريوبول في 24 فبراير/شباط الماضي، واستمرت حتى 20 مايو/أيار الماضي.
وكان مصنع “آزوفستال” للصلب المعقل الأخير للقوات المسلحة الأوكرانية في المدينة.
قيود الذخائر العنقودية
في سياق موازٍ، نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مسؤول أميركي قوله إن الذخائر العنقودية دخلت سريعا إلى أوكرانيا، لأنها كانت موجودة بالفعل في أوروبا.
من جانبه قال قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني لواشنطن بوست إن طريقة قتال العدو من مسؤولية الأوكرانيين وإنه إذا كان الشركاء يخشون استخدام أسلحتهم فإن الجيش الأوكراني سيستخدم أسلحته لكن فقط بقدر ما يلزم.
وأضاف زالوجني أنه لا يحتاج أن يطلب الإذن بشأن ما يفعله على أرض العدو لإنقاذ شعبه، حسب تعبيره.
وأوضح أن شن هجوم مضاد لاستعادة الأراضي المحتلة وإلحاق الهزيمة بروسيا وتقليل خسائر أوكرانيا يتطلب موارد لا تزال تفتقر إليها، وأشار إلى أنه حالما يملك الأوكرانيون الوسائل لن يوقفهم أحد لاستعادة شبه جزيرة القرم.
وكانت واشنطن أعلنت -الجمعة الماضي- أنها ستزود كييف بذخائر عنقودية، وبررت هذا القرار بأن روسيا تستخدم هذا النوع من الذخائر في عملياتها بأوكرانيا.
وتعهد القادة الأوكرانيون للولايات المتحدة وقتها بعدم استخدام الذخائر العنقودية في مناطق يوجد بها مدنيون أو في هجمات داخل روسيا.