سؤال بلا جواب عن الغواصة تيتان.. ماذا حدث لجثث الضحايا؟

لا تزال مئات الأسئلة تبحث عن إجابات، بعد مأساة الغواصة تيتان التي عثر على حطامها الخميس، حيث كانت تحاول استكشاف حطام السفينة الغارقة تيتانيك في قاع المحيط الأطلسي، وعلى متنها 5 من أثرياء العالم، حيث سيبدو أنهم ذهبوا في رحلة “اللا عودة”.

ولعل من أبرز المعلومات التي يسعى المحققون ومتابعو الحدث حول العالم للحصول عليها، تتعلق بالطريقة التي لقي بها ركاب الغواصة الخمسة حتفهم في الواقعة المأساوية.

وبعد تصريحات خفر السواحل الأميركي، الخميس، التي رجحت حدوث “انفجار كارثي داخلي” داخل الغواصة، كشف خبير في علوم الغواصات أن الضحايا لقوا مصرعهم “ربما من دون أن يشعروا بشيء”.

يُذكر أن ذلك الانفجار الداخلي يسمونه “انبجار” أو Implosion، لأنه عكس explosion أو انفجار، وهو يمزق الجسم المادي حين يحدث ويطلقه مبعثراً من الداخل إلى الخارج، أو من أسفل إلى أعلى. أما في “الانبجار” فيحدث العكس تماما، حيث ينهار الجسم المادي على نفسه بقوة الضغط عليه من الخارج، وهو ما حدث -على الأرجح- بالغواصة تيتان.

“لا وقت لاستيعاب ما يحدث”

وبحسب ما نقلت عنه “رويترز”، أوضح ويل كونن، رئيس لجنة جمعية التكنولوجيا البحرية المعنية بالغواصات المأهولة، ومقرها واشنطن، أن الضحايا الخمسة “ربما لم يكن لديهم الوقت الكافي لاستيعاب ما حدث للغواصة”، في حال صحت نظرية انفجارها من الداخل كما يرى خفر السواحل الأميركي.

وأوضح كونن بالقول: “إذا انفجرت الغواصة من الداخل فمن المرجح أن ذلك حدث في غضون جزء من ألف من الثانية”.

وأضاف الخبير: “ربما يكون ذلك رحمة لأنها كانت نهاية ألطف من الموقف الصعب جدا لوجود الضحايا 4 أيام في مكان بارد ومظلم وضيّق”، حيث انقطعت الاتصالات بالغواصة الأحد وعُثر على حطامها الخميس.

وقال: “لذلك، كان هذا سيحدث بسرعة كبيرة. لا أعتقد أن أي شخص كان لديه الوقت الكافي لاستيعاب ما حدث”.

من جهتها، كشفت طبيبة البحرية المتقاعدة، الدكتورة إيلين مارتي، معلومات صادمة عن الانفجار الداخلي (الانبجار) الذي تعرضت له غواصة تيتان في أعماق المحيط، مؤكدة أن “الغواصة بأكملها ستكون قد انهارت قبل أن يدرك الأشخاص بالداخل أن هناك مشكلة”.

“جزء من المللي ثانية”

وقالت مارتي، بحسب ما نقلت عنها “سي إن إن” CNN، إنه “عندما تحصل على انفجار مثل هذا، فإنه يحدث في جزء من المللي ثانية”، على حد تعبيرها.
وأشارت طبيبة البحرية المتقاعدة إلى أن الانفجار الداخلي -أو الانبجار- “سريع بشكل لا يصدق”، مضيفة: “ويستغرق الأمر أكثر من ذلك، يستغرق حوالي 0.25 ضعف ذلك حتى يدرك الدماغ البشري ما يحدث”.

وأكدت مارتي أن “الغواصة بأكملها ستكون قد انهارت قبل أن يدرك الأشخاص بالداخل أن هناك مشكلة”.

أما فيما يخص سرعة الانفجار الداخلي -أو الانبجار-، فأشارت الطبيبة إلى أنه يحدث بسرعة “1500 ميل في الساعة”، أو قرابة 2400 كيلومتر في الساعة.
وكان الغطاس الأميركي الشهير مايكل هاريس، الخبير بالغطس المتنوع، وبالحطام “التايتانيكي” لكثرة ما قام بزيارته، أبدى تشاؤما بقدرة البحرية الأميركية على إنقاذ الغواصة تيتان وركابها، وقال مساء الاثنين لشبكة “فوكس نيوز” الأميركية إن “أسوأ ما قد حدث لهيكلها، هو أنها انبجرت على عمق 3200 متر”، مرجحا أنها “غاصت إلى أعماق غير عادية لتصل إلى الحطام، وهو غطس إلى الأسفل يستغرق ساعتين ونصف الساعة للوصول إلى ما يزيد عن 10,000 قدم” أي أكثر من 3000 متر.

وتناول العديد من النشطاء الموضوع، منهم من حاول تحليل ما حدث لأجسام الأثرياء الخمسة على متن الغواصة تيتان، معللاً أنه لن يتم العثور أبداً على جثث الضحايا لأنها تفتت واختفت بوقع الانبجار الذي حدث داخل الغواصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى