الوطن ليس .. حفنة من تُرابْ
ملاحظة :- أجد انه لزاماً عليَّ ان أُذكِّر بين الفينةِ والأخرى بأنني لست شاعراً ، ولا حتى شويعراً . وأرى شجوني أقرب الى النثر المسجوع . الهدف منها إيصال الفكرة ، لأنني أهتم بالمعنى أكثر من المبنى . أقول هذا لمعرفتي بقدسية الشعر والشعراء . مع ان بعض شجوني يمكن اعتبارها شعراً جزلاً مقارنة مع بعض من يصدحون بقبح ، كصاحب الصوت الأجش الذي يدعي الغناء .
شجون :- عوض ضيف الله الملاحمة
الوطن ليس .. حفنة من تُرابْ
الوطن مرتع .. الطفولة
والخِلان .. والأحباب
الوطن ( تَعَفّْرَنا ) .. في ترابه
مع الإخوة .. والأصحاب
ورتعنا به .. شباباً .. وشيابْ
الوطن لو كان صحراء .. قاحلة
في عيون أبنائه .. جنات
من نعيمٍ .. وأزهار
الوطن مهما كان حاله ..
نراه يخطِفُ .. الألبابْ
ومن يراه بغير ذلك ..
فَقَدْ فقدَ الصواب .. واللُّبابْ
وربما قد أُصيب .. باكتئابْ
او أصاب دماغه لوثة .. وإلتهابْ
الوطن .. يجب ان لا يَلِفَ مواقفه
التخلخل .. والريبة .. والضبابْ
وان لا يعيش فيه المواطن
بخوفٍ .. وارتيابْ .. واضطراب
وان تسير حياته .. بهدوءٍ .. وانسياب
وراحةٍ .. وحرية .. وعدالة
.. وكرامة .. هكذا باقتضاب
في الوطن .. يجب ان يتساوى
الناس بالحقوق .. والواجبات
لا ان يكون ذلك .. أملاً زائفاً .. كالسرابْ
ولا ان يمر .. كل سارقٍ .. نَهَّابْ
.. دون إقتصاصٍ .. وعِقابْ
الوطن .. لقدسيته .. تحميه ..
زنود الأشاوس .. من الشباب
كما .. الأسود .. والذئابْ
ويحمون مقدراته .. من كل سارقٍ ..
نهّابٍ .. نصّابْ
الوطن يفتديه ابنائه.. بأرواحهم
كل واحدٍ منهم .. متأهباً ..
كما الصقر .. والعُقابْ
يكون هذا الإنتماء .. عندما ..
يعيش أبنائه .. بكرامةٍ .. ورغدٍ
وإحترامٍ .. عندها يكون ظن الوطن
.. بإبنائه .. ما خابْ
أمّا اذا خاب الوطن .. بكل ذلك ..
يكون طارداً .. ويلجأ أبنائه .. للإغترابْ
يَفِرون منه .. بكل الإتجاهات ..
.. كما يَفِرُ .. من المصائد .. الذئاب
باحثين .. عن أرضٍ .. توفر لهم
حياة كريمة .. فيعشقون .. الإغترابْ
ويصبح الوطن .. ليس أكثر من فكرةٍ
وذكرياتٍ .. وفِراق للأهل .. والصِحابْ
ليت القائمين على الأوطان .. يدركون
ان الأوطان تبنيها .. زنود .. الشباب
ولولا الشعب .. لما كان هناك
كراسٍ .. ولا أوطان .. ولا مناصب
وتكون الحياة هجران .. وعذاب