لو كنت صهيونياً .. لاعتبرت النتنياهو .. قائداً صهيونياً عظيماً
عوض ضيف الله الملاحمة
أتمنى لو ان لدينا قائداً عربياً مخلصاً لأمته ، شرساً ، يمتلك استراتيجية قومية طامعة ، وطامحة ، مُصراً على تحقيق اهداف العرب كما يكافح وينافح ويعادي كل العالم مثل عدونا النتنياهو ، دون ان يعبأ به .
والعجيب انه — ربما !!؟؟ — لإنتفاء الفساد لدينا ، نُعيِّر النتنياهو بانه مطارد من المحكمة ، وكأنه فاسد . وقصة فساده لا تتجاوز ( ٢٥٠,٠٠٠ ) دولار ، وتساوي حوالي ( ١٧٧,٠٠٠ ) دينار ، تحصّل عليها من رجل أعمال صهيوني ، أثناء إحدى حملاته الإنتخابية السابقة ، مقابل وعدٍ منه ان يسهل لرجل الأعمال احد العطاءات في قطاع الإتصالات . مثل هكذا مبلغ يعتبر ( تنكيشة سنان ) لأصغر الفاسدين عندنا . بل ان موظفين صغار عندنا سرقوا ملايين الدنانير .
لو كنت صهيونياً ، لأعتبرت النتنياهو قائداً صهيونياً عظيماً . انجز وسينجز خلال شهور او بضع سنوات قادمة ما يفوق ما انجزه اسلافه عام ١٩٤٨ ، عندما تم تأسيس الكيان ، وسيذكره تاريخ الصهاينة بفخر وإعجاب وانجازات تصل حد الإعجاز .
كيف لا وهو الذي طوّع معظم الأقطار العربية ، وحولها من عدو الى حليف تطمئن له البال ، بل جعلهم ذخراً وسنداً داعماً للكيان بسخاء حتى لو انعكس هذا الدعم على وطنهم العربي بالضرر والدمار . كيف لا وهو الذي بدهائه أنساهم قضيتهم المركزية الأولى . بل لم يكتفِ بذلك ، حيث اصبحوا داعمين ومساندين له ولكيانه الاحتلالي الاستيطاني ليثبِّتوه في لحظة إنهيار ، كاد ان يؤدي الى هزيمة لم يكن يتخيلها ، فدعموه ، وانعشوه ، وثبتوا أركان كيانه ، وناصروه على أبناء جِلدتهم . أُفكر كثيراً واجهد نفسي بقدراتي الذهنية المتواضعة ، واتمنى ان أعرف بماذا خاطبهم ليخطف عقولهم ، ويحولهم من أعداء الى داعمين مساندين ، حريصون على تعزيز الكيان وتثبيت اركانه وزيادة قدراته للبطش بأبناء جِلدهم !؟
النتنياهو ، استفرد بالعرب واحداً واحداً واخضعهم لجبروته ، وخدعهم بحماية عروشهم . فاصبحوا مثل الراعي الذي يأتمن الذئب على قطيعة .
النتنياهو ( اللي مش عاجبكم ) انجز للصهيونة ما عجز عنه كل القادة الصهاينة منذ مؤتمر بال الذي عقد في سويسرا عام ١٨٩٧ ، ونتج عنه بروتوكول حكماء صهيون . لدرجة انه فاق انجاز الصهاينة الذي اسسوا الكيان عام ١٩٤٨ باحتلال فلسطين . فتأسيس الكيان عام ١٩٤٨ ، كان سهلاً جداً ، تكفّل بإقامته الخنازير البريطانيين منفردين ، ولم يواجهوا ايه صعوبات ، او تعقيدات ، او توازنات مثل الوضع الحالي . بإستثناء بعض الأحرار الشرفاء الفلسطينيين ومجموعات محدودة من الأحرار الشرفاء العرب . لأن الأنظمة العربية في ذلك الزمان كانوا يطلقون يد الدول الإستعمارية ليعيثوا في وطننا العربي تقسيماً ، وتفتيتاً ، وتوزيعاً ( مثل جورعة البيدر ) مقابل تثبيتهم في كراسيهم . يضاف الى ذلك جهلهم بالسياسة ، وعدم فهمهم لمعنى الوطن ، وما هي أهميته وما هو الواجب تجاهه . كان فهمهم لا يتعدى ان الوطن بقرة حلوباً يجمعون خيراته وثرواته ويعتبرونها مُلكاً لهم ، لا يشاركهم بها أحد . كما كانوا يُنفِّسون عن غيضهم من احتقار المستعمِر لهم ، بإحتقار المواطنين واعتبارهم ليس اكثر من قُطعان او ( شلايا ) أغنام ، ليس لهم حقوق ، بل عليهم واجبات تجاههم ، يضاف لذلك عليهم واجب الطاعة كما طاعة العبد لسيده .
النتنياهو ، بطل صهيوني متفرد منذ نشأة الحركة الصهيونية ، وبعد مغادرته موقعه ، او بعد ان ( يفطس ) سيقيم له الصهاينة تماثيل عديدة ، ولن يكتفوا بتمثال واحد . وهو يستحق ذلك بجداره بسبب إنجازاته للكيان ، وإلجامه ، وإخراسه ، وتحويله النظام الرسمي العربي بعامته الى عملاء بالعلن ، دون سِتر ، او تستر ، ودون حياء ، ودون خجل ، بل بتفاخر مقزز .
الفرق واضح وجلي بين عدونا النتنياهو ، والنظام الرسمي العربي : هو مخلصٌ ، وهم خونه .
يا كريم ، يا عزيز ، يا جبار ، يا منتقم ، إنتقم لنا من النتنياهو وكافة العرب الذين انضووا تحت جناحه آمنين ، مطمئنين ، خائبين ، خائنين لأقطارهم وعروبتهم .. اللهم آمين .
يا رب يا الله ( تِنْحِيهْ ) او ( تِحِرْفُهْ )عنا وتسلِّم الأردن بلدي الحبيب منه ومن زبانيته الصهاينة المخلصين لصهيونيتهم ، ( مش ) مثل العرب الذين خانوا عروبتهم ، ودينهم للبقاء في عروشهم .