التحكم بالأمراض المزمنة يؤخر الإصابة بالزهايمر ويساعد في علاجه
آفاق نيوز – حذر الدكتور سهيل عبدالله الركن، استشاري المخ والأعصاب ورئيس جمعية الإمارات لطب الأعصاب، من تأثير الأمراض المزمنة على الإصابة بمرض الزهايمر.
مؤكداً أنه من الممكن تأخير الإصابة بالمرض وعلاجه من خلال التحكم بالأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري والجلطات الدماغية لأنها تسبب تلفاً في الدماغ، وتعرّض الدماغ للضعف مما يؤدي إلى ظهور مرض الزهايمر بشدة.
وشدد على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات العلمية المتعلقة بالمرض ما ينعكس إيجابياً على المرضى للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، وفق أفضل المعايير العالمية.
مشيراً إلى أن الجهات الصحية المعنية في الدولة تبذل جهودها في سبيل رفع الوعي المجتمعي، ووعي القائمين على رعاية المرضى ومقدمي الخدمات الصحية بأهمية تفهم طبيعة المرض، وتبني الطرق والأساليب الآمنة للتعامل مع المرضى وتقديم الرعاية اللازمة لهم.
وقال الدكتور الركن: «يعتبر الزهايمر مرض العصر وذلك بسبب ارتفاع عدد الإصابات به والمحتملة مستقبلاً لتقدم العمر على مستوى العالم، وهو أشهر أنواع الخرف عالمياً، وهو مرض مزمن، ليس من أسبابه تقدم العمر.
ولكن بسبب وجود بروتينات تسمى «بيتا أميلويد» يتم تخزينها في الدماغ خلال فترة التقدم في العمر مما يؤدي إلى ضمور وتلف أنسجة الدماغ، كما أن من أهم أعراض مرض الزهايمر يتمثل في فقدان الذاكرة المؤقتة، حيث يبدأ المصاب بنسيان الأمور الحديثة في حياته، كنسيانه أسماء من هم حوله، وأين وضع المفتاح أو محفظته.
وينقسم مرض الزهايمر إلى 3 مراحل مرضية، وتكون الأعراض في المرحلة الأولى خفيفة كنسيان التواريخ والمواعيد وانعزاله عن محيطه لملاحظته تكرار نسيانه وتأخذ هذه المرحلة من عام إلى عامين، ثم يدخل المرحلة الثانية وهي ملاحظة من هم حول المريض تكرار نسيانه، إضافة إلى حاجته لمساعدته في بعض الأمور، لاسيما وأنه سيتخيل أشياء غير موجودة، إضافة إلى اضطرابات النوم. وفي المرحلة الثالثة يعتمد المريض بشكل كلي على أفراد أسراته أو مقدمي الرعاية الصحية».
وأردف: «وجدنا أن الأشخاص الذين تعرضوا لجلطات دماغية هم عرضة أكبر لمرض الزهايمر وضمور الدماغ. وتوجد أمراض أخرى شبيهة بالزهايمر يجب التنبه لها، لذا يجب عرض المريض على الطبيب المختص في علم الأعصاب لعلاجه».
موضحاً بأنه لتشخيص الزهايمر يحتاج المريض إلى إجراء الأشعة المغناطيسية للتأكد من خلو الدماغ من الجلطات والأورام، والانتباه لأعراض أمراض أخرى مشابهة للزهايمر مثل الاكتئاب والخوف وغيرها من الأعراض التي يطلق عليها الزهايمر الكاذب أو الخرف الكاذب.
ويعالج الزهايمر بنوع من العلاجات التي تؤخذ بالفم ومعتمدة عالمياً وتتوفر حالياً في الدولة وهي أدوية ملطفة لأعراض الزهايمر وليست معالجة. وفي عام 2021 تم اعتماد أول دواء على مستوى العالم لعلاج الزهايمر وذلك من الهيئة الأمريكية للدواء.
إضافة إلى أدوية أخرى جديدة تم اعتمادها من قبل الهيئة الأمريكية للدواء وتعمل الأدوية على إزالة «بيتا أميلويد»، الذي يسبب ضمور الدماغ، وهي أدوية تعطى في الوريد. مؤكداً مدى الحاجة إلى مراكز علاجية متخصصة في الدولة لتشخيص مرض الزهايمر والارتقاء بالمنظومة الصحية في الإمارات والاستعداد لتقديم أفضل سبل الرعاية الصحية.
إحصائيات
يذكر أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية أشارت إلى وجود أكثر من 50 مليون مريض مصاب بالزهايمر حول العالم عام 2018، وهو رقم مرشح للارتفاع إلى 82 مليوناً في عام 2030 والى 152 مليوناً عام 2050. الأمر الذي يجب التنويه إليه أهمية التشخيص المبكر، وتدريب ذوي المصابين على كيفية التعامل معهم، وبدء العلاج اللازم من قبل فريق طبي متكامل للتخفيف من أعباء هذا المرض.
البيان