نتنياهو يتوعد باجتياح رفح وإسرائيل تنتظر رد حماس
اَفاق نيوز – توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء، بالمضي في الهجوم الذي يهدد بشنه منذ فترة طويلة على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة بغض النظر عن رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أحدث مقترح لوقف القتال وإعادة المحتجزين الإسرائيليين.
وتزايدت التوقعات في الأيام القليلة الماضية بقرب التوصل لاتفاق في أعقاب تجدد الجهود بقيادة مصر لاستئناف المفاوضات المتوقفة بين إسرائيل وحماس.
ورغم ذلك قال نتنياهو إنه سواء جرى التوصل لاتفاق أم لا، فإن إسرائيل عازمة على المضي في العملية لتدمير التشكيلات القتالية المتبقية لحماس في رفح، حيث يعيش أكثر من مليون فلسطيني فروا من منازلهم.
وأضاف نتنياهو في بيان “فكرة إنهاء الحرب قبل تحقيق الأهداف ليست خيارا مطروحا… سندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك، باتفاق أو بدونه، من أجل تحقيق النصر التام”.
“يلوح في الأفق”
حذرت الأمم المتحدة الثلاثاء من أن هجوما إسرائيليا على رفح بجنوب قطاع غزة يلوح “في الأفق القريب” مضيفة أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تستغل التقدم “التدريجي” في إدخال المساعدات للتحضير أو تبرير عملية.
وناشد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للمنظمة الدول صاحبة النفوذ على إسرائيل “بذل كل ما في وسعها” لمنع أي هجوم إسرائيلي على رفح حيث يعيش أكثر من 1.2 مليون نازح فلسطيني.
وقال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في بيان إن “العالم يناشد السلطات الإسرائيلية منذ أسابيع الابتعاد عن رفح، لكن عملية برية هناك تلوح في الأفق القريب”.
“الحقيقة البسيطة هي أن العملية البرية في رفح لن تكون أقل من مأساة تتجاوز الكلمات.”
وقال غوتيريش للصحفيين إن “تقدما تدريجيا” أحرز نحو تجنب “مجاعة من صنع الإنسان يمكن تفاديها كلية” في شمال قطاع غزة، لكن هناك حاجة ملحة لبذل المزيد من الجهد.
ودعا غوتيريش إسرائيل على وجه التحديد إلى الوفاء بتعهدها بفتح معبرين إلى شمال قطاع غزة حتى يتسنى توصيل مساعدات مباشرة من ميناء أسدود الإسرائيلي والأردن والسماح بوصول المساعدات بسرعة وسلامة ودون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع.
وقال غوتيريش للصحفيين أيضا “العقبة الرئيسية أمام توزيع المساعدات في أنحاء غزة هي انعدام الأمن للعاملين في المجال الإنساني والأشخاص الذين نساعدهم. يتعين ألا تكون قوافل المساعدات الإنسانية والمنشآت والعاملين والأشخاص المحتاجين أهدافا”.
وقال غوتيريش “يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا لتجنب مجاعة من صنع الإنسان يمكن تفاديها كلية… نشهد تقدما تدريجيا في الآونة الأخيرة، لكن هناك حاجة ملحة لبذل المزيد”.
وقال تقرير مدعوم من الأمم المتحدة نُشر في مارس آذار إن المجاعة وشيكة ومحتملة بحلول أيار في شمال غزة، وقد تنتشر عبر القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون شخص بحلول تموز.
وقال غوتيريش “في شمال غزة، الفئات الأكثر ضعفا، من الأطفال المرضى إلى أصحاب الاحتياجات الخاصة، يموتون بالفعل من الجوع والمرض”.
ويشهد قطاع غزة المكتظ بالسكان دمارا كبيرا جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية، وقد تزايدت الضغوط الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب مع اقتراب الصراع من إكمال شهره السابع.
ووصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب الثلاثاء، بعد زيارة للرياض.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لم تر بعد خطة مقنعة لعملية إسرائيلية في رفح.
وأبلغ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الذي يزور إسرائيل أيضا، نتنياهو بأن العملية العسكرية المزمعة في رفح ستكون “فكرة سيئة” ولن تحل أي شيء.
وقال مصدر مقرب من نتنياهو في وقت سابق الثلاثاء، إن إسرائيل تنتظر رد حماس على مقترحات لوقف القتال في غزة اقترحتها مصر قبل إرسال وفد إلى القاهرة لمواصلة المحادثات.
ولكن حتى الآن لم تظهر مؤشرات تذكر على الاتفاق بشأن نقطة الخلاف الجوهرية بين الجانبين، وهي مطلب حماس بأن أي اتفاق يجب أن يضمن انسحاب القوات ووقفا دائما للعملية الإسرائيلية في غزة.
وقال مسؤول فلسطيني “لا يعقل أن نقول لشعبنا إن الاحتلال سوف يبقى أو إن القتال سيستمر بعد أن تحصل إسرائيل على أسراها… شعبنا يريد أن يتوقف هذا العدوان”.
وبالنسبة لنتنياهو، من المرجح أن يتأثر قراره بانقسامات داخل الحكومة بين وزراء يسعون إلى استعادة حتى ولو بعض المحتجزين في غزة والبالغ عددهم 133، ووزراء ينتمون إلى اليمين المتطرف يصرون على المضي قدما في هجوم طال انتظاره على ما تبقى من كتائب لحركة حماس في مدينة رفح.
* “الفرصة الأخيرة”
يقول مسؤولون إسرائيليون إن العملية في رفح يمكن تأجيلها إذا قبلت حماس المقترح الحالي الذي لا يتضمن وقفا نهائيا لإطلاق النار لكن ينطوي على إعادة 33 محتجز من النساء والأطفال ومن يحتاجون لرعاية صحية، في مقابل الإفراج عن عدد أكبر بكثير من الأسرى الفلسطينيين وتوقف محدود للقتال.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية المحادثات “بالنسبة لإسرائيل، هذه هي الفرصة الأخيرة لتأجيل عملية اجتياح رفح. بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي بالفعل تعبئة القوات لهذه العملية”.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن فرقتين غادرتا قطاع غزة الأسبوع الماضي من أجل إصلاح معدات وإجراء تدريبات، إضافة إلى تقييم العمليات استعدادا لمواصلة العمل في القطاع.
لكن توجد شكوك بأن الإعلان المتكرر عن عملية وشيكة في رفح يهدف في الأساس إلى الضغط على حماس في المفاوضات.
وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه إن توعد نتنياهو بشن هجوم إسرائيلي على رفح في أكثر من مناسبة “يهدف بالتأكيد إلى ممارسة الضغط في هذه المرحلة”.
وأضاف المسؤول “من غير المؤكد ما إذا كان (نتنياهو) سيلتزم على المدى الطويل” باقتحام رفح.
ويتعقد موقف نتنياهو أيضا وسط حديث عن احتمال أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحقه هو وغيره من كبار القادة الإسرائيليين بتهم تتعلق بطريقة إدارة الحرب.
وقال نتنياهو الثلاثاء، إن أي مذكرات اعتقال ستصدر عن المحكمة الجنائية الدولية ستكون فضيحة “تاريخية” لكنها لن تؤثر على عزم إسرائيل على تحقيق أهدافها من الحرب.
ولم تؤكد المحكمة حتى الآن أيا من هذه التكهنات، مما دفع وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى توجيه السفارات الإسرائيلية بتعزيز إجراءاتها الأمنية.
إلا أن تلك الأنباء سلطت الضوء على مخاوف في إسرائيل من تزايد عزلتها نتيجة الحملة العسكرية في قطاع غزة التي أثارت قلقا دوليا من حجم الدمار ومخاطر حدوث مجاعة واحتمال الانزلاق إلى صراع أوسع في المنطقة.
وقالت وزارة الصحة في غزة الثلاثاء، إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أدت حتى الآن إلى استشهاد ما لا يقل عن 34535 فلسطينيا، من بينهم 47 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
رويترز