الأمم المتحدة: السودان في طريقه لأن يصبح أسوأ أزمة جوع بالعالم
اَفاق نيوز – مع استمرار الاقتتال والحرب الطاحنة في السودان، حذر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، الخميس، من أن الصراع المستمر منذ عام تقريبا بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانيين وضع الدولة الإفريقية في طريقها لتصبح أسوأ أزمة جوع في العالم، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية وحصد أرواح الأطفال بالفعل.
وقالت إيديم وسورنو، مديرة العمليات الإنسانية، لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن ثلث سكان السودان بالفعل – 18 مليون شخص – يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويمكن الوصول إلى مستويات جوع كارثية في بعض مناطق إقليم دارفور بغرب البلاد، بحلول “موسم العجاف” في شهر مايو.
وأضافت: “كشف تقييم حديث أن طفلاً يموت كل ساعتين بمخيم زمزم في الفاشر، شمال دارفور.. يقدر شركاؤنا في المجال الإنساني أنه في الأسابيع والأشهر المقبلة، قد يموت حوالي 222 ألف طفل في أماكن ما بالمنطقة بسبب سوء التغذية”.
ووصفت ووسورنو الوضع العنيف المروع الذي شهد روايات مرعبة عن الهجمات العرقية والعنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والهجمات العشوائية في المناطق المكتظة بالسكان، بأنه “مادة كوابيس”.
ومع تسليط الأضواء العالمية الآن على الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، وبدرجة أقل على الحرب في أوكرانيا، أعربت ووسورنو عن أسفها لأن “المهزلة الإنسانية تحدث في السودان تحت ستار من الإهمال الدولي والتقاعس عن التصرف”.
وسقط السودان في حالة من الفوضى في أبريل الماضي، عندما اندلعت التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين جيشه بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو، وتحولت إلى معارك في الشوارع بالعاصمة الخرطوم.
وسرعان ما انتشر القتال إلى أجزاء أخرى من البلاد، وخاصة المناطق الحضرية، لكنه اتخذ في دارفور شكلا مختلفا.
وفي أواخر يناير، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إن هناك أسبابا للاعتقاد بأن كلا الجانبين في الصراع الحالي يرتكبان جرائم حرب محتملة، أو جرائم ضد الإنسانية، أو إبادة جماعية في دارفور.
قالت ووسورنو إن القتال العنيف لم يهدأ في الخرطوم ودارفور وكردفان التي تضم 90% من الأشخاص الذين يواجهون مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي.
وأضافت أن المزارعين اضطروا إلى ترك حقولهم وانخفض إنتاج الحبوب منذ أن انتقلت الأعمال العدائية إلى ولاية الجزيرة، التي تعتبر سلة الخبز في السودان، في ديسمبر.