صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يفتتح منتدى الدوحة اليوم
اَفاق نيوز – يتفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فيشمل برعايته الكريمة، صباح اليوم الأحد، افتتاح منتدى الدوحة 2023 الذي يعقد بفندق شيراتون الدوحة، وذلك بمشاركة عدد من أصحاب الفخامة والسعادة رؤساء الدول والحكومات ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية.
ويأتي انعقاد منتدى الدوحة في نسخته الـ21 الذي ينطلق اليوم الاحد في وقت زادت فيه الخلافات والنزاعات العالمية، واندلاع الصراعات في العديد من الأماكن في العالم، وفي مقدمتها العدوان الإسرائيلي على غزة وما ألحقه من دمار شامل للقطاع وقتل متعمد للمدنيين. كما يأتي المنتدى أيضا في وقت زادت فيه التحديات المتعلقة بأمن الطاقة والأمن الغذائي واضطراب سلاسل التوريد حيث يواجه العالم الكثير من النزاعات المسلحة، كما هو الحال في الحرب الروسية – الأوكرانية، والتهديدات الإلكترونية والتطرف المتصاعد والانتشار النووي والآثار المتزايدة للتغير المناخي، ومعاناة الملايين حول العالم من الفقر والتهميش والحرمان وعدم المساواة بين الشمال والجنوب في التنمية والفرص الاقتصادية والتعليم الجيد.
زعماء العالم
وتترقب قطر توافد زعماء العالم من رؤساء الدول والحكومات والوزراء والمسؤولين الأمميين، للمشاركة في المنتدى بنسخته الجديدة التي تعقد يومي 10 و11 ديسمبر الجاري، وتحمل عنوان “نحو بناء مستقبل مشرق”، لمناقشة أهم القضايا الراهنة وعلى رأسها تطورات الأوضاع في فلسطين المحتلة. وقد اكتسب منتدى الدوحة زخما عالميا منذ انطلاقه قبل نحو عقدين من الزمن، وسيواصل في نسخته الحالية فتح باب الحوار وتعزيز النقاش البناء حول مجموعة واسعة من المواضيع والقضايا الملحة التي تنتظر الحل، بما فيها القضية الفلسطينية، والتنمية الاقتصادية، والاستدامة البيئية، والأمن الغذائي، والذكاء الاصطناعي، والديناميكيات الجيوسياسية، وغيرها من المواضيع، وذلك من خلال الجمع بين وجهات نظر متنوعة، وتعزيز التعاون، وقيادة التغيير الإيجابي عبر الدبلوماسية والحوار والتنوع.
تصدر منتدى الدوحة، منذ انطلاقته عام 2001، المشهدين الإقليمي والدولي بزخم القضايا المطروحة على أجندته، وثقل المشاركين فيه من رؤساء دول وحكومات ومسؤولين أمميين ووزراء ورجال أعمال وناشطين ومنظمات المجتمع المدني من مختلف دول العالم، الذين يضعون تطورات الأوضاع الراهنة، وسبل مواجهة التحديات العالمية في صلب مناقشاتهم.
قضايا مصيرية
ويعكس سعي دولة قطر لاحتضان مثل هذه الفعاليات الكبرى ورعايتها، حرص القيادة الرشيدة على مشاركة العالم في طرح قضاياه المصيرية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتشخيص الحالة الراهنة، واقتراح الحلول لمعالجتها، لاسيما فيما يعنى بقضايا تتعلق بمكافحة التطرف، ودور المرأة، والتوزيع العادل للثروات، وحماية حقوق الإنسان، والقضاء على العنف، ومحاصرة الإرهاب، وبحث “أفضل الوسائل” لمواجهة التهديدات والتحديات المتعاظمة التي تقف في وجه المجتمعات البشرية، والتي لا يمكن مواجهتها بأساليب أو سياسات فردية.
ويعتبر منتدى الدوحة إحدى أبرز الفعاليات الكبرى في مجال الشؤون الدولية المعاصرة، نظرا لما يدعو إليه باستمرار لاعتماد التنمية كأساس للأمن السياسي والاجتماعي، ولدوره في تحليل واقع المنطقة والعالم، ومساهمته بالفكر والرأي في معالجة القضايا الملحة، فضلا عن كونه يتناغم مع السياسة الخارجية لدولة قطر التي تعتمد مبدأ الحوار في حل القضايا والصراعات والأزمات.
تجاوز التحديات
ويأتي المنتدى انطلاقا من رؤية قطر في حل المشكلات وتجاوز التحديات عبر الحوار بين المشاركين، والاستفادة من الكفاءات القادمة إلى الدوحة، لبناء علاقات وعقد شراكات تسهم في تطوير مفاهيم مشتركة، مع وجود إقبال واسع لحضور المنتدى. ومن المؤكد أن الجلسات المتعلقة بالأوضاع الراهنة ستشهد نقاشات واسعة، للوصول لآراء وأفكار مشتركة تقود لحل العديد من الأزمات، وسيكون الوضع في فلسطين حاضرا في الجلسات والورش والنقاشات الجانبية.
وتمثل النسخة الحادية والعشرون من منتدى الدوحة، فرصة مهمة لتبادل الأفكار والرؤى المتعلقة بقضايا إقليمية ودولية بارزة، في ضوء مشاركة قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء من مختلف دول العالم بالمنتدى، ويتوقع أن تكون نسخة هذا العام مميزة من حيث الحضور الذي يجمع العديد من صناع القرار والسياسات بشتى المجالات، بالإضافة إلى حضور شركاء جدد من أمريكا اللاتينية وشرق آسيا، بما يشير إلى توسع قاعدة المنتدى لتشمل جميع قارات العالم تقريبا.
أربعة محاور
وسيسلط المنتدى الضوء على أربعة محاور رئيسية هي، العلاقات الدولية والأمن، والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، والتنمية الاقتصادية، والاستدامة، من خلال 18 جلسة رئيسية، و35 جلسة جانبية.
ويعد منتدى الدوحة الذي أطلقه صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عام 2000، منبرا عالميا في مجال الشؤون الدولية المعاصرة، وأكبر منصة عالمية للدبلوماسية والحوار والتنوع، ويعكس شعار نسخة هذا العام من المنتدى صورة الأوضاع والتحديات الدولية الراهنة.
ويمثل المنتدى، منذ تأسيسه إحدى أهم المنصات السياسية في العالم التي تجمع أهم الشخصيات والجهات الفاعلة لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه العالم، وكذلك تعزيز الحوار، وتبادل الأفكار، وصنع السياسات، وتقديم التوصيات القابلة للتطبيق. وركز المنتدى منذ انطلاقه على القضايا الإقليمية، ليتوسع بسرعة ويشمل القضايا العالمية، ويصبح منصة عالمية لتبادل الأفكار، وتطوير السياسات، ونافذة للمؤثرين من الأفراد. وكرس منتدى الدوحة على مدار أكثر من 22 عاما مكانته كمنصة حوار عالمية تفاعلية، لصالح توطين التنمية والأمن والاستقرار في العالم، حيث جمعت قطر عبر النسخ السابقة تجارب الكثير من قادة الرأي والسياسة والخبراء العالميين والنشطاء والخروج بتصورات ومرئيات ترسم خريطة طريق لحل الأزمات والتحديات العالمية.
منصة رائدة
ويسعى المنتدى إلى توفير منصة رائدة لصانعي السياسات وقادة الشركات وممثلي المجتمع المدني والجهات المعنية الأخرى للالتقاء وتبادل الأفكار والعمل على إيجاد حلول لأهم القضايا الراهنة في العالم، ويركز المنتدى على قيم النزاهة والتفاهم والابتكار، كما يحتفي بتنوع وجهات النظر المختلفة سعيا إلى تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل.
ويأتي انعقاد النسخة الـ 21 من منتدى الدوحة ليجسد من جديد وبشكل جلي المكانة الدولية المتميزة التي تحتلها دولة قطر في شبكة العلاقات الدولية، وقدرتها الفائقة على توفير ساحات مفتوحة وملائمة للحوار وتبادل الأفكار بحثا عن حلول للتحديات العالمية المختلفة، وقد أثبتت العقود الأخيرة نجاح قطر بتفوق في هذا المجال وما زالت تسير على نفس النهج. وباتت مخرجات منتدى الدوحة خطوطا عريضة ومؤشرات بارزة وبرامج عمل للتحركات الدبلوماسية الكفيلة بمعالجة المشكلات والتحديات، كما باتت هذه المخرجات تمهد الأرضية والطريق لإيجاد أفضل الحلول للقضايا والأزمات التي تؤرق العالم وتهدد حياة الملايين من أجل العبور بالبشرية إلى بر الأمان.
ولا يقف دور دولة قطر عند تشخيص الأزمات ونقدها والإشارة إليها، بل تساهم قولا وعملا من خلال سياستها القائمة على احترام القانون الدولي والشرعية الدولية بالسعي لحل النزاعات سلميا عبر الوساطة وتوفير فضاء للحوار من خلال العديد من المنصات، واستضافة الكثير من المؤتمرات الدولية الهامة المعنية بمعالجة أبرز الأزمات والتحديات المعاصرة.
رسالة قطر
ويعكس اختيار النسخة الحادية والعشرين من منتدى الدوحة هذا العام، الذي جاء تحت عنوان “معا نحو بناء غد مشرق”، رسالة قطر العالمية بدعم العمل الدولي متعدد الأطراف، فقطر تؤمن أنه ليس بمقدور أي دولة أن تقوم بجهودها الريادية على نحو منفرد، إنما يتطلب الأمر جهدا جماعيا متناسقا تساهم به جميع الدول وذلك بصفتنا شركاء في الإنسانية وليس لدينا ترف التجاهل والانغلاق على الذات، فمن أجل الهدف الإنساني الأسمى بأن لا نترك أحدا خلف الركب، علينا أن نتحاور بصدق ودون أية عوائق أو شروط مسبقة لصالح أمن ومستقبل الكوكب والأجيال القادمة، فالغد المشرق يجب أن يكون ضالتنا جميعا كبشرية، ومن هنا فإن الدوحة عاصمة التنمية العالمية، تريد عبر يومين من النقاشات الجادة خلال المنتدى أن تخرج بتصور عالمي تجاه ما يؤرق العالم من أزمات ومعضلات وتحديات جادة تعوق هدف التنمية المستدامة.
قطر ومن خلال منتدى الدوحة باتت منصة سياسية مهمة تجمع القادة وصناع السياسات والخبراء من جميع أنحاء العالم، ليدرك صناع القرار في العالم أن الدوحة لا تريد فقط أن تجد الحلول للأزمات والتحديات العالمية، إنما تريد أن ترسخ نهجا استباقيا عالميا يكون بوصلة تهدي إلى أرشد السبل والطرق لعلاج ما قد يواجهه العالم مستقبلا.
لذا، فمن المؤكد أن النسخة الجديدة من المنتدى ستسلط الضوء على حل المشكلات بطرق استباقية ممنهجة، وعلى الحلول العملية التي من شأنها تحقيق الاستدامة على المدى الطويل، وجعل العالم مكانا متنوعا وأفضل للجميع من شتى الثقافات، وهو ما لن يتم إلا عن طريق إعطاء المجال للجميع من أجل تقديم ما لديهم من تصورات ورؤى في جو من الصراحة والمكاشفة وبدون أية عوائق من أجل الخروج بقرارات مهمة وتاريخية لصالح الإنسانية.