كورونا : ما لا يجب أن يحدُث مرة أُخرى !

Stocks15 ديسمبر 2020آخر تحديث :
كورونا : ما لا يجب أن يحدُث مرة أُخرى !

افاق الاخبارية

د. أحمد بطّاح

لقد حقق الأردن في مواجهته الأولى لجائحة كورونا نجاحاً مشهوداً جعلته في مصاف الدول الأولى التي أفلحت في التعامل مع الجائحة وإلى الدرجة التي جعلتنا ننتظر أياماً بدون إصابات !

ثم جاءت المرحلة الثانية التي سُميت ” بالتفشي ” المجتمعي ” والتي بلغت ذروتها في تسجيل سبعة آلاف إصابة ذات يوم، ولعلّ من المنطقي أن نفهم أن هذه النقلة لم تحدث بدون أسباب موضوعية تقف وراءها ولعل أهمها : عدم أخذ موضوع الوباء بجدية من قبل كثير من الناس، وفتح القطاعات المختلفة حفاظاً على ديمومة الاقتصاد، وعدم اتخاذ الإجراءات الاحتياطية توقعاً للتفشي، والتهاون في ضبط حدود كل من العمري وجابر !

الآن ونحن نشهد انعطافة  واعدة بضبط نِسب التفشي وما يرتبط بها من تراجع نسب الوفيات والنتائج الإيجابية للفحوصات من الأهمية بمكان ألّا نغتر مرةً أُخرى ونتراجع عن الحسابات الدقيقة بشأن الموضوع، فالتوعية يجب أن تستمر وتتصاعد لتوضيح خطورة الوباء، والإجراءات الرقابية واستخدام العقوبات المتضمنة في أوامر الدفاع لمعاقبة المخالفين يجب أن يلتزم بدون تردد، والتوسع في انشاء المستشفيات الميدانية يجب أن يستمر بنفس الزخم الحالي، والسياسات الحكومية بشأن الحظر يجب أن تُدرس بطريقة علمية ومهنية بحيث تكون محسوبة النتائج على المستوى الصحي والاقتصادي كما يجب أن تكون معلومة لدى المواطن حتى يتدبر أمره بدون خوف أو خطأ في الحساب .

أخيراً وليس آخراً فإن الحكومة يجب أن تتبنى سياسات إبداعية لدعم الشرائح التي تضررت بفعل الجائحة كبعض الشركات الصغيرة، وعمال المياومة، وصغار الكسبة، ولعلّها يجب أن تستأنف حملات التبرع ولا أجد بأساً في أن تلزم بطريقة أو بأخرى المؤسسات التي ظلت لعقود تربح لكي تتبرع في هذا الظرف القاسي الحالي؛ بل ولا أجد بأساً في أن تستأنف الأقتطاع ( الذي يتوقف من مع بدء السنة المالية الجديدة ) من أصحاب الدخول الثابتة ( وأنا منهم بالمناسبة! )، وإن بنسبة أقل، وبتوجيه لهذه الأقتطاعات لكي تصُب في صالح المتضررين .

إنّ النكسة التي حصلت في مواجهة ” كورونا ” يجب ألّا تتكرر لأنّ ثمنها الاجتماعي باهظ ، ولأننا يجب أن نكون قد تعلمنا الدرس وبخاصة أننا نقف على مفرق الطُرق فإمّا أن ننجح كما في المرة الأولى ونتباهى أمام الأمم والشعوب وإمّا أن نخفق – لا سمح الله  – ونندم حيث لا يفيد الندم .

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه