في الظروف الصعبة يكتشف الانسان في ذاته قدرات هائلة على التكيف مع واقعه

كتب صهيب التل :

ما بال الناس في هرج و مرج وخوف و ذعر ليس من الفايروس الذي يشكل بداية مرحلة جديدة للبشرية بل الخوف من نقص الثمرات وليس النفوس

اذكر اننا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي عشنا معظم ايامنا في الملاجئ لم يكون ايامها نت ولا محطات فضائية كان القصف الاسرائيلي على اربد بدون موعد صباح او مساء واحيانا اكثر من مرة في اليوم اما قصف الطائرات او بالصواريخ ايام لم يكن اغلب العالم يعرف الصواريخ عرفها اهل اربد.

عاش الاهل والجيران في الملاجئ معظم اوقاتهم تقاسموا رغيف الخبز و جرعة الماء والفرح والحزن سادت اجواء من التأخي والتلاحم وابدعت امهاتنا في الاقتصاد المنزلي البعيد عن مصطلحات التمكين والتدريب وغيره عشنا على القليل من الارز المسلوق والبرغل وما يتيسر من الخضار.

في الظروف الصعبة يكتشف الانسان في ذاته قدرات هائلة على التكيف مع واقعه وقدرته على الاستغناء عن اشياء كان يعتقد انه لا يستطيع الاستغناء عنها تخلينا عن العابنا البسيطة وبعد ان تخلينا عن طفولتنا صرنا نداوي الجرحى و ندفن الشهداء ونعود لحياة لا يربطها مع العالم الخارجي الا راديو الترانزستور الذي غالبا ما يذيع الاغاني الحماسية (مرحى لمدراعاتنا او طل ولوح بالبندقية و تخسا يا كوبان) مع الاخبار عشنا وكبرنا وصرنا جدود ولله الحمد اذن يستطيع الانسان ان يعيش على اقل القليل لانه يكل ليعيش لا يعيش ليأكل. وقبل كل هذا و ذاك لم نفقد الايمان بالله وبانه مدبر الامور وبيده الملك وإليه ترجع الامور.