نصير يكتب … معركة الوعد الكاذب

Husam14 أبريل 2024آخر تحديث :
نصير يكتب … معركة الوعد الكاذب

 

الدكتور خلدون نصير

لا أدعي أني أفهم بالسياسة أو تحليل المواقف والأخبار والتعمق لاستنتاج ماذا بعد.

ولكن بسبب مراقبة الموقف الإيراني حاليا وعبر التاريخ والمواقف التي دارت ما بين الفرس والعرب والخوارج والإسلام وما حدث عبر التاريخ البعيد والقريب لحد ما وآخر ما رأيته من توعد إيران وطريقة تخطيطهم للرد على حليفتهم إسرائيل يعطيني الحق أن يكون لي رأي في ما يحدث في عملية (الوعد الكاذب).

لا أعرف إذا يوما ما كان هنالك تحديدا لوقت العمليات العسكرية يعلمه العدو ووسيطه؟
لا أعلم إذا كان هنالك أهداف ويجب أن يطلع عليها عدوك مسبقا؟

لا أعلم أن هنالك من يبدأ معركة معروفة التفاصيل من أصغرها إلى أكبرها وأيضا يعرف موعد نهايتها ويصدر بيانا بأنه قام بما عليه فعله وانتهى دون أن يعلم رد الطرف الآخر.

فعلا أنه وعد كاذب كغيره تم من خلاله التلاعب والتآمر مرة أخرى على حلفاء إيران من العرب والسنة وسيكون الثمن غاليا عليهم (أي العرب السنة حلفاء إيران).

ناهيك عن أن عملية الوعد الكاذب أظهرت لنا حجم قوة إسرائيل المحتلة وحلفائها عندما تدخل حرب.

فما رأيناه أمس يدمي القلوب من حجم الترسانة العسكرية والتكنولوجيا العسكرية والتي استطاعت أن تحبط ما نسبته ٩٩ % من الهجوم خارج أراضيها مما قتل الأمل فينا وزادنا إحباطا غير مسبوق وخصوصا ونحن نرى سقوط الطائرات والصواريخ محطمة على الأراضي الأردنية قبل وصولها أهدافها.

ما حصل هو كما توقعت وأخبرت به بعض المقربين وهو ليس جديدا عن علاقة إيران بحليفتها إسرائيل وأنها مجرد مسرحية جديدة ليكسب كل طرف عملائه وحلفائه ويحافظ على ماء وجهه أن وجد أصلا.

إيران هي الدولة الفارسية عبر التاريخ والتي لن تغير سياستها ونظرتها وأطماعها في احتلال أو بسط نفوذها على الدول العربية والإسلامية السنية ولن تقاتل غيرهم حتى يتبعوا ملتهم وكما هي حال إسرائيل فكلاهما محتل وهي حقيقة يجب علينا الإيمان بها والعمل لأجل مقاومتها، فهذه إيران تبسط نفوذها في بعض من أهم الدول العربية والإسلامية وتسيطر عليها وتفتك بسنتها.

هذا هو تاريخها كما هو حاضرها ومستقبلها ويكفي عيبا أن أكبر دولة ممانعة ومقاومة يخرج اليوم أنها أول مرة تطلق ألعابا نارية من أراضيها تجاه دولة الاحتلال حليفتها.

(ماحك جلدك مثل ظفرك )
(لايؤلم الجرح الا من به آلم)
هي ليست أقوالا ولا أمثال من أجل الاستمتاع ولكن لا بد أنها من تجارب قاسية فلنتعظ.

وأخيرا أخشى ما أخشاه على غزة والغزيين كيف سيكون وضعهم بعد ما رأوا الوعد الكاذب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تنويه