اربد،،، التاريخ وشقائق النعمان،،،؟

Husam11 أبريل 2023آخر تحديث :
احمد ابودلو

احمد ابودلو

تعتبر مدنية اربد من المستوطنات البشرية القديمة الواقعة جنوب الشام ، وتل اربد من اكبر التلال التي صنعها الانسان في المنطقة.
ويعود تاريخة الى 5 الاف سنة ق.م وهناك شواهد تدل على وجود مدنية اربد تعود الى العصر البرونزي المتوسط (2000- 1600 ق.م ) وكانت تعرف باسم أربيلا ومنه اسمها الحالي ، ومن الممكن ان تكون الاماكن المسماة اربيلا واربد الواقعة خارج اشور قد ابتناها أهل اربيلا الاشورية وسموها باسم مدنيتهم .
وكانت اربد محاطة بسور ضخم مبني بالحجارة السوداء الكبيرة ، وقد وجد فيها مغائر من العصر البرونز ي ، وبركة ماء رومانية ، اما الدلائل السكانية التي تشير الى نوع الحياة ما بين العصر البرونزي والروماني فقد اندثرت نتيجة للعوامل الطبيعية القاسية ،واهمها الزلازل الذي تعرضت له المنطقة .
وفي العصر الروماني كانت اربد تحنل اسم اربيلا وكانت من مدن الحلف التجاري , الديكابوليس وتغلبت عبقرية المهندس الروماني على مشكلة الجفاف ، بواسطة جر المياة عن طريق الاقنية التي ما تزال بعض آثارها موجودة الى اليوم ، وهناك بناء ضخم في مدنية اربد اقيم تكريما للامبراطور الروماني ماركوس أنطونيوس جرتيوس اغسطس .
اما في العصر الاسلامي فقد جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي قوله :
اربد بالفتح ثم السكون والباء الموحدة مدنية بالاردن قرب طبرية ، تقع على يمين طريق مصر ، وفي كتاب القلقشندي – صبح الاعشى جاءت اربد بالفتح والسكون وياء موحدة .
وسميت المنطقة المحيطة باربد غربا وشمالا الى نهر اليرموك ووادي الاردن بالاقحوانة ، نسبة الى زهر الاقحوان الذي ينبت بكثرة في هذه المناطق ، وتردد ذكر الاقحوانة في بعض المصادر الاسلامية.
وحدثت فيها تلك الواقعة التي جرت في العصر الفاطمي بين الخليفة الفاطمي الظاهر والقبائل العربية سنة 420ه- 1029م وتردد اسم الاقحوانة في فترة الصراع الفرنجي في فلسطين سنة 1099م ، وكان لمدنية اربد في العصر الايوابي دور مهم في حركة الاتصالات والمواصلات بين دمشق وعكا على الساحل الفلسطيني ، وكان من يريد ان يصل الى عكا عليه ان يسلك عبر مدنية اربد .

اربد ثاني محافظات الاردن مساحة وسكانا ، وهي حاضرة المنطقة الممتدة من نهر اليرموك شمالا الى نهر الزرقاء جنوبا ، ومن نهر الاردن غربا الى الحدود العراقية شرقا ، وتعد هذه المدنية الجملية المنظر والموقع ذات اهمية حيوية ، ونظرا لاهمية هذه المدنية الاستراتيجية والتجارية والاقتصادية والثقافية والتعلمية والتربوية والاجتماعية كانت العاصمة الثقافية الاردنية لعام 2007م وبهذا تكون المدنية الاولى التي لها السبق الثقافي الاردني .
واربد مدنية تشكل مع ألويتها وحدة جغرافية متكاملة وذلك بسبب تضاريسها المتعددة والمتنوعة ، فهناك الغور المنبسط ذو الطقس الحار صيفا واللطيف شتاء ، ومرتفعات عجلون التي يصل ارتفاعها الى 1250م عن سطح البحر وتمتاز جبال محافظة اربد بكثافة الاشجار والغابات الحرجية دائمة الخضرة .
اربد ،،وذاكرة الوجع ،،وعرار شاعرالجوع والوجع ،ومن قلبها المحب للكل ،،للجائعين والقادمين والزائرين والمحاربين والحالمين بالثقافة للثقافة التغيير والابداع والعارفين لابجدية الحرف،اربد الحب ،ولد الشاعرالكبير شاعر الاردن مصطفى وهبي التل ومن رحمها ولد ديوان (عشيات وادي اليابس) الزاخر بأروع ما جادت به قرائح الشعراء، ولاربد المدينة نصيب كبير من اشعار عرار فهو القائل حينما اتهم بأنه اصبح منتميا الى دمشق اكثر من انتمائه الى اربد:
قالوا تدمشق قلت لا سيبقى على علاته اربدي اللون حوراني
وها نحن نجده يقول حينما اقتربت منه ساعة الوداع:
يا اربديات ان اوديت مغتربا فانسجنها بابي انت اكفاني
وقلن للصحب واروا بعض اعظمه في تل اربد او في سفح شيحان
كما تخرج من كتاتيبها ومدارسها ومعاهدها وجامعاتها الآف المفكرين والشعراء والباحثين وهم ينتشرون اليوم في بقاع الدنيا اثراء للمعرفة وتنمية للذات وخدمة لوطنهم.

ومن اربد تنبعث روح المدنية التي تتدفق بعفوية داخل شرايين ابناءها وسمرة جباه رجالها وتراويد صباياها ,,, وقد قيل ان اربد في الوقت الحاضر تعتبر المدينة الاولى في العلم من حيث عدد القرى التابعة لها والمنتشرة حولها من الجهات الاربع ، ومما يميز هذه القرى الخصبة المغروسة بأشجار الزيتون والمساحات الخضراء والسهول الممتدة في كل الاتجاهات واعتمادها على ذاتها في اغلب الاحيان .
وتضرب هذه المدينة الجميلة الدافئة جذورها في اعماق التاريخ ،كما تنتصب بشموخ كواحدة من اشهر المدن العربية الزاخرة بألوان الثقافة والفنون والادب والشعر، لقد كانت زمن الرومان واحدة من المدن العشرة الشهيرة المعروفة باسم مدن (الديكابولس) وقيل ان عدد سكانها بلغ في احدى الحقب التاريخية عشرة ملايين نسمة , وتعاقبت عليها حضارات مختلفة لا زالت بعض بصماتها ماثلة للعيان حتى يومنا هذا.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه