احمدابودلو

يقع هذا القصر الى شمال من اريحا على بعد 2كم من موقع يطلق عليه خربة المفجر وكانت كل التوقعات تشير الى نسبة هذا القصر الى العهد البيزنطي على اعتبار انه يمثل كنيسة بيزنطية واستمر هذا الاعتقاد الى ان اجريت الحفريات الاثرية في ذلك الموقع وقام بها العلمان الاثريان بارماك وهملتون فيما بين 1937-1948 واثناء ذلك عثر على قطعتين من الرخام ومن الكتابة التي عليها تاكد نسبة القصر الى هشام بن عبد الملك ونصها(لعبد الله هشام امير المؤمنين من عبد الله بن عمر سلم ((سلام عليك )) فاني احمد اليك الله الذي لا اله الا هو اما بعد عفى ((عافي)) الله الامير بحفظه ولصبر جنده … الخ وهذا النص مؤرخ الى سنة 105- 125 هـ / 724-743م
ونحن نعرف ان هشام هو رابع من تولى الخلافة من ابناء عبد الملك بن مروان عاشر خليفة من بني امية اذ بويع بها 105هـ /724م وكان هذا الرجل محبا للمال لتعمير الارض ويعتبر من الرجال الاداريين والسياسيين في الدولة الاموية حتى ان الخليفة العباسي المنصور قال (( ان سياسة بني امية ثلاثة وهم معاوية وعبد الملك وهشام)).
اهتم الخليفة هشام ببناء القصور بشكل خاص حيث انه بنى قصر يدعى قصر الزيتونة في بادية الشام كما بنى مدينة الرصافة على نهر الفرات الاوسط وظل يعيش بها الى ان توفاه الله 125هـ /743م . ولكن اهم ما ينسب اليه هو قصر خربة المفجر . والذي يعتبر من القصور الاسلامية الهامة التي ازالت الغموض عن كثير من الامور التي كنا نجهلها من تاريخ وحياة الامويين . ويدل هذا القصر كبقية القصور الاموية بتخطيطه وهندسته على ترف حياة المدينة وحرية الصحراء ويدل على مرونة العرب المسلمين في الاستفادة من الفنون التي كانت منتشرة في سوريا والعراق قبل الاسلام .