Angela .. Angel ميركل

Stocks1 أغسطس 2021آخر تحديث :
Angela .. Angel ميركل

افاق الاخبارية

ال Angela .. Angel ميركل

بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

ليس كل إنسان يؤول الى النسيان بعد تركه موقعه ، او وفاته . لذلك تجد بيننا من نحتوا اسمائهم بالصخر ، وحفروها بالفخر . على هذا الصعيد ارى ان الناس يُصنَّفون الى ثلاثة أصناف رئيسية هي : الصنف الاول :— يُنسى ، ويؤول نهائياً الى النسيان ، لدرجة ان لا احد يذكره او يتذكره وكأنه لم يَدُبَّ على هذه البسيطة . والصنف الثاني :— يُذكرون ، ولا يُنسون ، لكن بسبب سوء اعمالهم ، وافعالهم الساقطة ، الوضيعة ، فيذهبون الى مزبلة التاريخ ، ويتم ذكرهم بالسوء ، والخسة ، والنذالة ، والفساد ، والقبح ، والسقوط ، وإستمراء الحرام . أما الصنف الثالث :— صنف الرِفعة ، والنُبل ، والتاريخ المُشرِّف ، تُكتب اسمائهم من نور وضياء لا يخفت وهجه ولا تغيب ذكراه عن البال ، ويتم تذكرهم عند المِحن ، والمصائب ، والشدائد ، والكوارث ، يستنجدون بهم ويستذكرون مسيرتهم ، بالخير والفخار ، يتذكرهم الناس بالمحن ليخرجونهم منها وينقذونهم من الفساد ، والانحطاط ، والضيق الذي حل محل الفرج الذي كان بايامهم .

النموذج الثالث ، نموذج الرفعة والفخر ، اصبح قليلاً لا بل نادراً ، ونموذجه الواقعي الفعلي في أيامنا هذه سيدة المانيا الزعيمة العظيمة ، والقيادية الفذة المتفردة البروفيسورة الملائكية في عفتها أستاذة الفيزياء / أنجيلا دوروتيا ميركل ( Angela Dorothea Merkel ) . التي قادت الأمة الألمانية العظيمة لمدة ( ١٦ ) عاماً ، من عام ( ٢٠٠٥ — ٢٠٢١ ) ، بانتخابات حرة نزيهة بدون تزوير طبعاً حيث اتى بها حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ، لتكون مستشارة للأمة الألمانية العظيمة .

المستشارة الألمانية الزعيمة العظيمة / أنجيلا ميركل من مواليد عام ١٩٥٤ . من مواليد المانيا الشرقية ، من عائلة متواضعة ، عمِلت كنادلة ( جرسونة ) لتتمكن من إكمال دراستها ، لأنها ابنة المانيا الشرقية حيث الفقر والقهر . زوجها اسمه / اولريش ميركل ، لم ينجبا أطفالاً . تتقن اللغات : الألمانية ، والانجليزية ، والروسية . يحمل زوجها درجة الدكتوراة في الفيزياء . بعد سقوط جدار برلين وتوحد الالمانيتين انتقلت للعيش في المانيا الغربية في شقة متواضعة ، لم تغادرها حتى بعد ان اصبحت مستشارة . تشتري حاجياتها المنزلية برفقة زوجها أيام الآحاد ، وتنتظم بالطابور كأي مواطن الماني بسيط ، تقوم بواجباتها المنزلية بنفسها ، دون وجود خدم ولا حشم ولا حُرّاس . عند ذهابها لعملها كمستشارة للأمة الألمانية العظيمة تستقل حافلة صغيرة برفقة سائق وحارس واحد . متواضعة في ملابسها ، سألها أحد الصحفيين وقال انها تكرر ارتداء ملابسها منذ ( ١٠ ) أعوام ، قالت له : انها تعمل مستشارة لخدمة شعبها ، وليست عارضة أزياء . ستغادر منصبها كمستشارة لرابع اقوى اقتصاد عالمي دون ان تمتلك قصوراً ، ولا طائرات ، ولا يخوتاً ضخمة ، ولا سيارات فخمة .

الزعيمة العظيمة / أنجيلا ميركل ، قادت المانيا في حقبة زمنية شديدة الخطورة ، لكثرة التحديات القومية والعالمية . ومع ذلك ازدهرت المانيا اقتصادياً ، واجتماعياً ، وانسانياً ، واصبحت المانيا قائدة اوروبا الفعلية سياسياً واقتصادياً ، ليصبح الاقتصاد الالماني رابع اقتصاد في العالم بعد امريكا ، والصين ، واليابان ، ليبلغ الناتج المحلي الاجمالي الالماني بحدود ( ٥ ) تريليون دولار امريكي .

الملائكية ، الزعيمة العظيمة / أنجيلا ميركل ، زعيمة متفردة ، ومتميزة على مستوى العالم ، لم تسرق ، ولم تنهب ، ولم تتقاضى عمولات ، ولم تخطط لكسب صفقات ، ولم تفتعل مشاريع وهمية ، زاهدة في الدنيا ، نزيهة ، خدمت امتها بكل أمانة وإخلاص . قبل اسابيع اعلنت انها لن تترشح للانتخابات القادمة ، وودعت شعبها ، بكل أنفة وكبرياء ، فردوا لها الجميل بان خرج الالمان الى شرفات منازلهم لتحيتها ، وإكبار مسيرتها ، وتقدير انجازاتها ، ووقف الحضور وهم يصفقون لمدة ( ٦ ) دقائق متصلة . انجيلا ميركل ، ومن يماثلها من زعماء العالم — وهم قِلة ، تصِل حدّ النُدرة — يتركون إرثاً تفتخر به الإنسانية جمعاء . وداعاً أيتها الزعيمة العظيمة ، لقد تشرَّفت بكِ الإنسانية جمعاء .

أعشق نزاهة ، وإستقامة ، وزُهد ، وعطاء ، وانجازات الزعيمة / انجيلا ميركل ، وأكاد أتقيأ عند ذِكرِ الكثير من القيادات الزائفة الفاسدة . هذه الزعيمة الألمانية تفردت بطيب الخصال في زمن الأنذال .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه