مراتب الصوم ….. ؟ ( أحمد أبو دلو )

Stocks15 أبريل 2021آخر تحديث :
مراتب الصوم ….. ؟ ( أحمد أبو دلو )

آفاق الإخبارية 

15 نيسان 

اطل علينا شهر مبارك ،،شهر رمضان الكريم الذي أعز الله شأنه من بين الشهور ، وجعله شهر الصوم الذي اختصه لنفسه سبحانه وتعالى، وقد جاء في الحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له الا الصوم ، فانه لي وأنا اجزي به)  ورمضان هو الشهر الذي كرمه الله بالشرف العظيم حيث اختاره لكي ينزل فيه (القرآن الكريم).

فقد قال تعالى : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه) .

 وشهر رمضان  شهر الهدى والفرقان،، شهر محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، اوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار .

ففي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اذا جاء رمضان فتحت ابواب الجنة، واغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين) ومن فضائل شهر رمضان المبارك ان الملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا .

والملائكة عباد مكرمون عند الله ، لا يعصون الله ما امرهم به فهم جديرون ان يستجيب الله لهم بالاستغفار للصائمين من هذه الامة، رفعة لذكرهم، وبيانا لفضيلة صومهم.

ومن فضائل هذا الشهر الكريم ان الله يرين كل يوم جنته ويقول : (يوشك عبادي الصالحون ان يلقوا عنهم المؤونة ويصيروا اليك) .

 فيزين الله جنته كل يوم تهيئة لعباده الصالحين ، وترغيبا في الوصول اليها وقوله (المؤونة) اي مؤونة الدنيا وتعبها وشقاءها، وطريق الاعمال الصالحة اقرب السبل للوصول الى دار السلامة والكرامة.

كذلك فان فضل شهر رمضان المبارك ان مردة الشياطين يصفدون بالسلاسل والاغلال، فلا يصلون الى ما يريدون من عباد الله الصالحين من اضلالهم عن الحق ، وتثبيطهم عن الخير .

كما ان الصيام جنة وسترة للصائم من الآثام ومن النار كما في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  . (الصيام جنة فاذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يجهل ، فان سابه احد فليقل  اني صائم.. اني صائم)

ومن فضائل الصوم : ان في الجنة باب للصائمين يقال له (الريان) يدخلون فيه دون غيرهم ، كما ثبت في الصحيحين عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (ان  في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون ، يوم القيامة لا يدخل منه احد غيرهم) .

وفي شهر رمضان   تفتح   ابواب  الجنة   وتغلق  ابواب  النار ،  وتصفد   الشياطين   وينادي  مناد  من السماء   ياباغي  الخير   اقبل  ، وياباغي  الشر  اقصر ،  وهنالك  يتوب  العاصي  ،  ويقبل  المعرض ،  وينتبه  الغافل  ويعود  كثير  من التائيهن  الى الله   تبارك   وتعالى  ،   يلتمسون  عفوة   ومغفرته   ورضوانه  تصديقا  لقول  الرسول  الكريم   ( من صام  رمضان  ايمانا  واحتسابا   غفر  له ما   تقدم  من  ذنبه .. )   وهكذا  تبرز  الغاية   الكبرى  من  الصوم   انها  التقوى  التي   تستيقظ  في  القلوب   فتمنع  افساد  الصوم  بالمعصية  ، وترتقي  بالنفس  البشرية  الى  مراتب الصفاء   والايمان ،   بهذه  العبارة  السامية   ، والمخاطبون  بهذا  القرآن  يعلمون  منزلة التقوى  عند الله  تبارك  وتعالى  فتهفو اليها  ارواحهم  ،  وترنو  لها  قلوبهم  ، فالصوم اداة  من  ادواتها وطريق  موصل  اليها .

وهو الشهر  الذي  انزل  فيه  القرآن هدى للناس  ،  اخرج  الامة  من  الظلمات   الى النور   وبدلها  من  بعد  خوفها  أمنا  ومكنها  في  الارض   ووهبها  مقومات  الامة  المؤمنة ،  فلا  أقل  من  شكر الله  ، على  نعمة   هذا  القرآن  بالاستجابة  المخلصة  لصوم  الشهر  الذي  نزل  فيه ،  وان   يتذوق  المرء  عذوبة  الايمان بالله  وطاعته  فتطبع  نفسه   بطابع  خاص ،  من  السماحة   والاستقامة  والانقياد لاوامر الله  ،  يؤدي ما   عليه  من  فرائض   وتكاليف  وواجبات  وكل   نشاط  الحياة الجادة  الهادفة  بكل  ثقة  واطمئنان   فهو  موسم  الخير  والطاعة   والعبادة   وسجل  حافل  لاعمال  البر   والاحسان   والفضائل   وصلة  الارحام ،   والبر  بهم   وعودة  للفقراء   والمساكين   والمحتاجين   والتزام  بالسلوك  القويم   والصفات  الحميدة ، وتقديم  المساعدة  لابناء   وطنه  ومجتمعه  والاسهام  في  كل ما من  شأنه  بناء  الوطن   وتقدمه  وازدهاره   والبعد  عن الرذائل   وسفساف  الامور ، واجتناب  كل من  ما نهى  الله عنه .

 

 مراتب  الصوم :

وللصوم مراتب ثلاث ، فالاولى صوم العموم ، والثانية صوم الخصوص ، واما الثالثة فصوم خصوص الخصوص .

فصوم العموم الامتناع عن الاكل والشرب والجماع وسائر المفطرات الحسية.

وصوم الخصوص حبس النفس عن المأكل والمشرب وكل ما هو حسي مع الامتناع عن المفطرات المعنوية التي منها، الغيبة ، والنميمة، والكذاب والبهتان ، والزور ، وعقوق الوالدين واهمال حقوق الله .  اما صوم  خصوص الخصوص ، فيجمع القسم الاول مع الثاني ، ويزيد عليهما امتناع القلب عن ان ينشغل بذكر الله .

والانسان في محاولة للوصول الى الاحسن ،  ودائما في حالة ترقي من الادنى للاعلى فان عاش في المرحلة الاولى في صباه او في اي مرحلة اخرى من مراحل العمر يسعى للمرتبة الثانية وان حاز الثانية يحاول جاهدا ان يكمل نفسه بان يقف على ابواب الثالثة وما الطريق الى تلك المرحلة الراقية ؟! بذكر الله في السر والعلانية ، وذكر الله ميسور .. في القرآن الكريم (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر) ووردت في سورة القمر اربع مرات.

وشهر الصوم شهر القرآن ( شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)

      ولا يرى السفح الا من خلال القمة ، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر، والواقف في أعلى البنيان يرى من في الارض صغيرا، والصعود للأعلى يلزمه قوة في الصبر وفي العزيمة، حتى اذا ما ارتقى ووصل الى مرحلة الكمال في النفس لزمته المهمة التي تميزت بها امة الاسلام ان يكمل غيره يأخذ بيده يعلمه السير ، وان وقع منه في الطريق ، يحاول  جاهدا ان يكشف له الطريق (كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)

 

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه