احداث حج هذا العام تسبب صدمة للرأي العام الاردني
كتب الزميل رئيس التحرير صهيب حسن التل
سببت الاحداث المؤلمة التي المت بحجاجنا هذا الموسم صدمة للرأي العام الاردني ، مؤكدة ان شعار
الإنسان أغلى ما نملك الذي يرفعه الأردن الرسمي منذ سنوات طويلة هو اليوم على المحك الحقيقي اكثر من اي وقت مضى، مما يستدعي اتخاذ عدة خطوات بشكل عاجل لتجنب تكرارها في المستقبل، ومحاسبة كل المتورطين والمقصرين فورا وسريعا والزامهم بدفع الديات الشرعية لذوي المتوفين بداية وعدم التساهل معهم بالحق العام. بحجة نظامي وغير نظامي لتنصل من المسؤولية ونقول ان الأردني هو أردني و حمايته وحماية حقوقه في اي مكان أو زمان أو ظرف واجبة على الدولة و لا تقبل القسمة .
ان ما جرى هذا العام من وفاة العشرات وفقدان اخرين يستوجب فتح تحقيق ومساءلة كل متورط أو مقصر في واجب حماية الأردنيين و لتضع حلا جذريا لمعاناة الحجاج الاردنيين المتكررة ، ومتابعة شركات نقل الحجاج.
وان عدم تسجل اي حالة وفاة أو فقدان بين اعضاء بعثة الحج الرسمية ،لا يعفي من المسؤولية ويرفض ان يكون ذلك تبريرآ للتنصل مما حدث والعمل على معالجة اسباب ماحدث بحجة الحج النظامي وغير النظامي، فكل الحجاج النظامي وغير النظامي اردنيون يحملون الجنسية الاردنية والرقم الوطني .
ولابد من اعادة النظر باسس الحج من الفها الى يائها بحيث لا يسمح للحج الا لمن عمره دون 55 عاما، ومن اراد الحج ممن تجاوز هذا العمر هذا العمر عليه احضار تقارير طبية من جهة رسمية معتمدة لا يرتقي اليها الشك في صدقيتها ومهنيتها تؤكد اهليته الصحية لأداء الحج ذلك ان الحج ليس رحلة استجمام بل هو رحلة تعبد وتعب وجهد والحاج في سن الشباب يستطيع ان يقوم بكل ما يتطلبه اداء هذا الركن من اركان الاسلام بكل يسر وسهوله ويمكن له ان يقدم العون والمساعدة للاخرين لا ان ينتظر المساعدة من الاخرين.
فلا يجوز ان يرتبط اداء هذه الركن من اركان الاسلام في نهايات العمر وادبار الحياه بصخبها وضجيجها والاقبال على القبر بسكونه ووحدته ووحشته ،
بل يجب أن يكون هذا مرتبطا بالحياه في بداياتها ليكن ضابط ايقاع لها يعصم الشباب من كل خطا او خطيئة قد يقعون فيها خلال حياتهم ولكي يعود لهذا الركن دوره الحقيقي في تربية الناشئه والاجيال على الفضائل الحميدة والاخلاق الكريمة لكي تكون بوصلتهم في حياتهم، التي تضج بالعمل الصالح والتقرب الى الله في وقت يضج به الانسان في حياته بالحيوية والعمل؛
لذا يجب التوقف عن ربط الحج بنهايات العمر.
لا نعلم ماهي الحكمة بأن اغلب الحجاج الاردنيين من مواليد 1951 وقبل ما يعني ان اعمارهم نحو 73 سنة واكثر.
ان ما حدث ناقوس خطر كبير ومحطة توقف كبيرة لابد فيها من مراجعة الكثير الكثير من اعمالنا التي لم يعد السكوت عن اخطائها مبررا باي شكل من الاشكال لان الخطا هنا ازهاق ارواح اردنيين في الغربة فالالم للمفارق يكون هنا مضاعفا جدا بسبب قدوم الاجل المحتوم في بلاد الغربة والدفن فيها.
لا زال الامل معقود على ان يتم اتخاذ القرارات المناسبة على اعلى المستويات وبسرعة قياسية فالوضع لا يحتمل المماطلة والتسويف والتبرير لان كل ما حدث اشعرنا بالعجز والكساح والحسرة.