إدانة هانتر بايدن.. كيف قوضت حملة ترامب لجمع الملايين؟
اَفاق نيوز – بعد ما يقرب من خمس سنوات من ملاحقة الجمهوريين لأول مرة لهانتر بايدن نجل الرئيس الأميركي جو بايدن، وجهت محكمة في وقت متأخر أمس الثلاثاء 3 تهم جنائية له بتهمة حياز سلاح ناري تحت تأثير المخدرات.
هذه الإدانة لم تعط الفرصة للرئيس السابق دونالد ترامب وحلفائه الجمهوريين لاسيما أنهم راهنوا على عدم شرعية المحاكمة في عدة مناسبات، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن الجمهوريين، وأدانت نجل بايدن ولم تبرئه.
وكان الحكم بالإدانة الصادر أمس الثلاثاء غير ملائم لرواية التشكيك المستمرة بالمحاكمة التي وصفها حلفاء ترامب بالزائفة، بل والأكثر قيمة هي خطط الجمهوريين لحملة جمع الأموال التي راهن فيها على عدم تبرئة هانتر.
خطط جمع الأموال
فقد كشف شخص مطلع على خطط جمع الأموال لحملة ترامب، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أنه كانت هناك مناقشات حول مدى المساعدة التي ستقدمها تبرئة هانتر، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وأوضح أنه كان من المحتمل أن يجمع ترامب عشرات الملايين من الدولارات الإضافية حيث خططوا للاستشهاد بالبراءة كدليل إضافي على تزوير نظام العدالة.
كذلك قال إنه بعد إدانة ترامب في مانهاتن بـ 34 تهمة جنائية، جمعت حملته مبالغ قياسية عبر الإنترنت، وأدرك بعض مستشاريه أن تبرئة نجل بايدن كان من الممكن أن تجمع أموالاً لترامب أكثر بكثير من الإدانة.
“لصرف انتباه الجمهور”
في موازاة ذلك ورغم إدانة هانتر بالتهم الثلاث، قلل الجمهوريون البارزون بما في ذلك أعضاء حملة ترامب، على الفور من هذه التهم، معتبرين أنها لصرف انتباه الجمهور بعيداً عن الجرائم غير المحددة التي زعموا أن الرئيس بايدن ارتكبها، مصرين على أن النظام القضائي لا يزال من مستويين إلى حد كبير.
وكشفت المحاكمة الكثير إذ أن رد الفعل الأول من معسكر ترامب لم يأت مباشرة من دونالد ترامب نفسه، الذي لم ينشر بعد كلمة واحدة عن الحكم بعد ساعات من صدوره، وبدلاً من ذلك، أصدرت حملته بياناً وصف الإدانة بأنها “إلهاء”.
انتقاد هانتر
في موازاة ذلك غيّر ترامب من استراتيجيته في انتقاد نجل جو بايدن وحوّل سهام نقده إلى وصف العائلة بالفاسدة وانتقاد جو بايدن نفسه.
وفي اجتماع العام الماضي، اعترف ترامب بشكل خاص لأحد مساعديه بأن الهجمات ضد نجل الرئيس يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية سياسيا، وفقا لشخص حضر الاجتماع وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لوصف محادثة خاصة.
وقال ترامب إن الجمهوريين بحاجة إلى توخي الحذر، “لعدم المبالغة” في الهجوم على هانتر بايدن، خاصة فيما يتعلق بقضية إدمان المخدرات، لأنها يمكن أن تثير التعاطف وتجعل الناس ينظرون إلى الرئيس على أنه أب حنون.
وتختلف الطريقة التي يتحدث بها ترامب اليوم عن قضية هانتر بايدن بشكل ملحوظ عن الطريقة التي كان يتحدث فيها عام 2020.
ففي المناظرة الرئاسية الأولى بينهما، في سبتمبر/أيلول 2020، هاجم ترامب نجل الرئيس بشكل مباشر بسبب تعاطيه للمخدرات.
وخلال الأيام الـ 11 الأخيرة من حملة عام 2020، أشار ترامب إلى هانتر بايدن أكثر من خمسين مرة في التجمعات الانتخابية، وخلال المقابلات وفي منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.
وبدلاً من التركيز على الجدال حول سبب استحقاقه لولاية ثانية، نشر السؤال مراراً وتكراراً: “أين هانتر؟”
لكن يبدو أن الرئيس السابق تعلم درسا سياسيا من تلك التجربة. والآن، يتعاطف أحياناً مع محنة الإدمان وتجربته العائلية معها، بما في ذلك في مقابلة أجريت معه مؤخراً مع شون هانيتي على قناة فوكس نيوز.
إلا أن ليس جميع الجمهوريين نظروا إلى حكم الإدانة باعتباره أمراً يقوض رسالتهم، إذ كانت ذراع حملة الجمهوريين في مجلس النواب تقوم بالفعل بجمع الأموال من أجل الإدانة، حيث روجت لما سمّته القمصان “البرتقالية” التي تتهم بايدن وابنه بالفساد الإجرامي.