مشاهدات صحفي شارك في إحدى رحلات “اردننا جنة”
كتب رئيس التحرير الزميل صهيب حسن التل
يسجل لوزارة السياحة والاثار اطلاق مشروع اردننا جنة منذ عام 2019، الذي مكن مئات الالوف من الاردنيات والاردنيين من مختلف الشرائح الاجتماعية وبغض النظر عن قدراتهم المالية من زيارة الاماكن السياحية والتراثية والاثارية والطبيعية بكلف مالية قليلة جدا اسهمت على قلتها بتنشيط الحركة السياحية الداخلية والاسواق المحلية في الاطراف والاماكن البعيدة عن مراكز المدن التي تلقفت كرة هذا المشروع فتفاعلت معه من خلال تجويد وتسويق الصناعات اليدوية ومنتجات المجتمعات المحلية اضافة الى فتح عشرات الاكشاك على الطرقات المؤدية الى هذه المواقع لبيع المشروبات الساخنة والباردة والمعجنات والمشغولات اليدوية الخاصة بها للسياح والمصطافين والمتنزهين.
مما يؤكد قدرة الاردنيين ورغبتهم في المساهمة بتطوير بيئاتهم المحلية وتحسين فرص زيادة دخلهم بعيدا عن الوظائف التقليدية اذا اتيحت لهم فرص مماثلة لما وفرها مشروع اردننا جنة.
كانت البداية بدعوة طيبة من شركة الحوري للسياحة والسفر والحج العمرة حيث انطلقت الرحلة بوقت مبكر من مدينة اربد بحافلة سياحية حديثة فكانت المحطة الأولى من مركز زوار عجلون الذي يستقبل موظفوه الافواج السياحية بابتسامة عريضة ووجوه باشة و هم ينظمون اصطفاف الحافلات الكبيرة تمهيدا لنقل السياح الى قلعة عجلون و “التلفريك” بحافلات صغيرة مكيفة ومجهزة لهذة الرحلات اسوة بالحافلات الحديثة والكبيرة ذات الموصفات العالمية .
ولما كنا نتحدث عن هذا المشروع الوطني لابد من تعظيم عناصرنجاحه والاشارة لمواطن الضعف لتلافيها مستقبلا ومنها الاستغراب من تكدس السياح امام التلفريك حتى الساعة 11 قبل الظهر لفتح باب التذاكر امام الراغبين للتمتع بهذه التجربة الجديدة على غالبيتهم وما واجهوه من عناء الانتظار دون سبب مقنع
واللافت ان البنية التحتية المحيطة به تحتاج للمزيد من عناية واهتمام المسؤولين وليس مقبولا ان يكون موقف واحد للحافلات الكبيرة والصغيرة و دخولها و خروجها من البوابة ذاتها مما يرتب مشقة كبيرة على السائقين الذين يضطرون لحشر حافلاتهم في اماكن ضيقة يعاني السياح عند عودتهم اليها مشقة كبيرة الاستدلال عليها فلا بد من توسيع هذه المواقف لتستوعب الاعداد المتزايدة من الحافلات نتيجة اقبال المواطنين الشديد للتمتع بمزايا هذا المشروع الوطني الذي عمل كما اسلفنا على تنشيط الحركة السياحية الداخلية و المجتمعات المحلية اقتصاديا وخلقه لمصادر دخل جديدة لها سواء بالعمل المباشر في المواقع السياحية او في المشاريع الانتاجية الاهلية التي ما كان لها ان توجد لولا هذا المشروع الوطني الهام .
و افتقار الطرق المؤدية الى المواقع المستهدفة في البرنامج الى اللوحات الارشادية على جنباتها لتبين للسياح المسافةبين الموقع والاخر ليتمكنوا من تنظيم اوقاتهم وبات من المطلوب من البلديات ووزارة الاشغال العامة وضع هذه اللوحات الارشادية لبيان الطرق والمسافات التي تكون في مسار الحافلات لإنه ليس كل مواطن يعرف هذه الطرقات واتجاهاتها التي يفتقر غالبيتها للانارة رغم سهولة توفيرها باستخدام الطاقة المتجددة.
و عدم الاهتمام بالمرافق الصحية في بعض المواقع التي تشهد اقبالا كبيرا من السياح والمصطافين خاصة في ايام العطل فليس من المقبول تكديس هذا العدد الكبير من السياح من مختلف الشرائح العمرية في مواقع ومتنزهات تفتقر مرافقها الصحية على محدوديتها الى ادنى الشروط الواجب توفرها فيه اضافة الى افتقار غالبية هذه المواقع الى مراكز الاسعاف والطوارىء للتعامل مع اي حالات طارئة.
وبات من الضروري تميز العاملين في المتنزهات و المواقع السياحية بزي يميزهم عن السياح و المتنزهين لتسهيل طلب الخدمة و تقديمها .
واسر بعض السائقين العاملين على هذه الحافلات انهم يعملون ساعات طويلة تصل في بعض الاحيان الى يومين متتاليين مقابل الحد الادنى للاجور دون اي تامينات صحية او اجازات مدفوعة الاجر، وفي حال اضطر احدهم للغياب عن العمل لأي سبب كان تحسم اجرة ذلك اليوم من راتبه الشهري
وقال بعضهم انهم يجبرون عند تجديد عقودهم مع بعض الشركات المشغلة لهم توقيع اوراق لايطلعون على مضامينها.
نؤكد على اهمية تضافر الجهود كافة لمراكمة نجاح هذا المشروع الوطني بربط الرحلات المدرسية به لتحقيق جملة اهداف ليس اقلها تعريف الناشة بوطنهم بزيارتهم لمواقعه السياحية والتاريخية والتراثية من خلال برنامج” اردننا جنة” ليجنبنا كثير ا من مصائب وويلات وقعت في بعض الرحلات المدرسية في سنوات سابقة خسرنا فيها ثلة من فلذات الاكباد.
اضافة الى تجنب ازمات الركاب على الخطوط التي يتم سحب حافلاتها لغايات الرحلات المدرسية ، وهذه الفكرة تذكرنا بفكرة معسكرات الحسين للعمل والبناء في ستينيات القرن الماضي التي كانت تقوم على تفويج طلبة المدارس بين محافظات المملكة والويتها و المكوث فيها بضعة أسابيع لتعرف إليها و الى أهلها وعاداتهم و وتقاليدهم وبناء صداقات دامت بقية العمر إضافة إلى زراعة الحدائق و الغابات وتنفيذ اعمال صيانة للمدارس والطرقات عززت الانتماء لهذا الوطن في فترة صعبة من تاريخه .
وما نريده اليوم هو تحريك هؤلاء الطلبة بهدف السياحة والتعرف عن قرب على جغرافيا اردننا الغالي والتعرف إلى بعضنا عن قرب ولو لبضع ساعات بحافلات حديثة وسائقين محترفين ذوي دراية تامة بالطرق الموصلة الى المواقع المستهدفة؛ ليعرفوا اي وطن جميل حبانا الله به تتمثل بتشكيلة من الجبال والوديان والغابات والينابيع ومجاري السيول والجداول المائية اضافة الى اثار ضاربة جذورها في اعماق التاريخ لنعرف الناشئة ان هذا الوطن لايحتاج الا بعض الاخلاص في العمل ليعطينا ما في ظاهره وباطنه من خيرات يصعب حصرها في مقدمتها الحبوب والفواكه و الخضروات و المراعي مكنتنا من تنويع سلتنا الغذائية على مدار العام.
نؤكد من جديد اهمية وضرورة سرعة تضافر جهود جميع الوزارات لتمكين الاردنيين كلهم وفي طليعتهم طلبة المدارس زيارة المواقع السياحية والتراثية والاثرية والطبيعية في وطنهم من خلال برنامج” اردننا جنة” بكلفة شبه مجانية، ودرجة أمان عالية .
شكرا لمن خطط ونفذ وتابع هذا المشروع الوطني وسنقول شكرا كبيرة لمن سيعمل على تلافي اي ملاحظات اوسلبيات خلال تنفيذ هذا المشروع الكبير ليكون انموذجا يحتذى به في تدوير وتسريع عجلة الاقتصاد المحلي خاصة في المحافظات واطرافها البعيدة .