استغلال اللحظة: دعوة أردنية للعمل العربي والإسلامي في أعقاب توقف تمويل الغرب للأونروا

Husam29 يناير 2024آخر تحديث :
استغلال اللحظة: دعوة أردنية للعمل العربي والإسلامي في أعقاب توقف تمويل الغرب للأونروا

 

م. رائد الصعوب

كمواطن أردني متجذر في الهوية العربية ووجدانها الجماعي، أجد نفسي مضطرًا لمناقشة لحظة حاسمة في تاريخنا. التوقف المفاجئ للتمويل الغربي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يمثل نقطة تحول حاسمة ليس فقط للقضية الفلسطينية ولكن للعالم العربي والإسلامي بأسره.

هذا الانسحاب من الدعم في أوقات الأزمات الإنسانية الحادة في غزة يسلط الضوء بشكل صارخ على الفجوة في الجهود الإنسانية الدولية. توقف التمويل الغربي للأونروا في هذا الوقت الحرج يعكس الحاجة الملحة للدول العربية والإسلامية للتقدم إلى الأمام، ليس فقط كتعبير عن التضامن ولكن كمسؤولية أساسية تجاه إخواننا الفلسطينيين.

في هذا السياق، أقترح مبادرة ضخمة، تبدأ من الأردن وتمتد إلى العالم العربي والإسلامي بأكمله. مبادرة تتجاوز مجرد كلمات الدعم – فعل ملموس ومؤثر يتمثل في تشكيل كيان جديد: وكالة المساعدة الإسلامية وإعادة إعمار فلسطين
(Islamic Aid and Palestine Reconstruction Agency – IAPRA).

هذا الكيان سيجسد إرادتنا الجماعية وقدرتنا على دعم القضية الفلسطينية. ستشمل مهمته ليس فقط الإغاثة الطارئة ولكن أيضًا إعادة الإعمار والتنمية طويلة الأمد للمناطق الفلسطينية المتضررة من الحرب، وخاصة قطاع غزة.

إنشاء وكالة الأيبرا سيبعث برسالة قوية. سيكون رمزًا لاستقلالنا وقدرتنا على تعبئة الموارد والخبرات داخل العالم العربي والإسلامي. كما أنه سيكون شهادة على التزامنا بالمبادئ الإنسانية ورفضنا لترك الشعب الفلسطيني يعاني بسبب السياسات الدولية.

علاوة على ذلك، ستعزز هذه المبادرة وحدة وقوة الدول العربية والإسلامية في مواجهة التحديات الإقليمية.

إنها دعوة لنا للنظر إلى الداخل بحثًا عن الحلول والدعم، والاعتماد على قوتنا ومواردنا. من خلال قيادة هذه المبادرة، يمكن للأردن أن يمهد الطريق للدول العربية الأخرى للانضمام في جهد موحد لتقديم الدعم المستدام لفلسطين.

هذه المبادرة ليست مجرد مهمة مساعدة؛ إنها إعلان عن قيمنا المشتركة، مسؤوليتنا الجماعية، والتزامنا الراسخ بكرامة وحقوق كل فرد في منطقتنا. إن توقف التمويل الغربي ليس نهاية بل بداية – فرصة لنا للنهوض معًا، أقوى وأكثر توحدًا من أي وقت مضى، من أجل فلسطين والعالم العربي بأسره.

في الختام، الوضع في غزة ليس مجرد أزمة فلسطينية؛ إنه اختبار لإرادتنا الجماعية وإنسانيتنا. إنها لحظة للعالم العربي والإسلامي لإثبات تأثيرهم وقدرتهم على تشكيل مستقبل أفضل لفلسطين.

دعونا نغتنم هذه الفرصة لإظهار للعالم قوة توحدنا وعمق التزامنا بالسلام وكرامة الإنسان.

واقبلوا فائق الاحترام والتقدير ،

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة