الكرك خشم العقاب .. التي لا تهاب

عوض ضيف الله الملاحمه

أعشق وطني ، رغم إجحافه بحقي في صباي ، وفي كِبري . أعشقه برمته ، بخيره وشرّه ، بعطاءه وإجحافه ، وبظلمه وعدله المُفتقد . أعشق مدنه ، وقراه ، ومخيماته ، وباديته . بأغواره ، وجباله ، وصحرائه . أعشقه رغم أنني لم أهنأ به .

لكن عِشق الكرك ، خشم العقاب ، له عبق ومذاق خاص . إنه عشق الطفولة والشباب والرجولة . إنه عشق قريتي حبيبتي / زحوم ، عشق طفولة الخمسينات ، وشباب الستينات . عشق أيام الخير والسعادة والعطاء والشقاء . عشق رجال الكرك ، رجال ايام زمان . إنه عشق مدرستي ، مدرسة الكرك الثانوية الصرح التعليمي والتنويري والفكري التي شُيدت عام ١٨٩٩ ، والتي بناها أهالي الكرك حيث تحمّلوا كلفة بنائها كاملة . فالمقتدر مادياً كان يقدم المال ، والمعوز يتبرع بجهده بالمساهمة في أعمال البناء .

ولبلدية الكرك عشق خاص ، التي أُسست عام ١٨٩٣ . كيف لا أعشقها وهي بلدية الشيخ / دليوان المجالية ، الذي ترأسها لمدة ( ٥٨ ) عاماً متصلة ، الذي سُجل إسمه في موسوعة ( غينيس ) كأطول مدة لرئيس بلدية في العالم . وهي بلدية حمدو الحباشنة الشيخ الكركي الجليل الرزين . كما انها بلدية المناضل القومي المقدام الدكتور / عبدالله زعل الضمور — إبن خالتي الذي أفخر وأتشرف بشخصه وسيرته ومسيرته ، الذي سُجل إسمه كأصغر رئيس بلدية في العالم في موسوعة غينيس ، حيث كان عمره ( ٢٦ ) عاماً فقط ، الذي هدم مقدمة عمارة بناها له والده ليعينه في نفقاته الشخصية . كما انها بلدية الرجل الكريم الوقور المهذب الأستاذ / علي عبدالحميد الكركي . وبلدية الدكتور المهذب / احمد المحادين . وبلدية الأستاذ المثقف / خالد الضمور . وبلدية المهندس الديناميكي الجريء المهندس / احمد حمود الضمور . وها هي بلدية المهندس المتفجر حيوية وعطاءاً المهندس / محمد المعايطة . وليعذرني السادة الذين لم أذكر أسمائهم لانني إغتربت خارج وطني الحبيب قسرياً لأكثر من ربع قرن من الزمان ، لهم كل الاحترام جميعهم من تشرفت بذكر أسمائهم ومن لم يطالني شرف ذكر أسمائهم .

إنها كرك مملكة الملك ميشع ، الذي هزم العبرانيين عام ( ٨٤٠ قبل الميلاد ) ، وهو الذي إخترع أكلة المنسف الأردني الشهبرة ، لأنه إستخدمه كإستفتاء ذكي متفرد لقتال العبرانيين . وكرك الشاعر الكركي العملاق ديك الجن عاش خلال الاعوام ( ١٦١ – ٢٣٦ هجري ) . وكرك النطاسي البارع الطبيب الجراح / إبن القف الكركي الذي عاش خلال الاعوام ( ٦٣٠ – ٦٨٥ هجري) .

كما انها الكرك التي تخصصت بإستضافة المناضلين العرب . فهي كرك صلاح الدين الأيوبي الذي يُخطيء الكثيرون ويعتقدون انه كردي ، ولا يعرفون انه صلاح الدين الأيوبي التكريتي ، من تكريت مسقط رأس الشهيد الحيّ / صدام حسين المجيد التكريتي . كما انها كرك الشيخ ابراهيم الضمور والد الذبيحين عندما إستجار به المناضل النابلسي / وجيه القاسم . كما انها كرك جيل المؤسسين الأردنيين الباشا الشيخ / حسين الطراونة ، والشيخ / قدر المجالية ، والشيخ / أسماعيل المجالية الملقب بالشوفي . والشيخ فجيج بن طاعه الطراونة .

كما انها كرك رجالات الخمسينات والستينات والسبعينات ، كرك الأستاذ / محمود الأدهش المعايطة ، والاستاذ / عبدالكريم احمد الملاحمه ، والأستاذ / فريد الحوراني ، والدكتور / عيسى القسوس ، والسيد / نجيب العمارين ، كما انها كرك الشيخ الجليل / إسليم القرالة .. وغيرهم الكثيرين . التمس العذر من القراء الكرام لانه يستحيل عليّ تذكُّر كافة رجالات الكرك في كافة المراحل التاريخية التي تطرقت لها .

وها هي كرك المهندس / محمد المعايطة ، رئيس مجلس بلدي الكرك الشماء ، هو وكافة السادة أعضاء المجلس البلدي الذين أكن لهم كل الاحترام والتقدير ، يسيرون على نفس النهج الذي إختطته الكرك لنفسها منذ أيام الملك ميشع ، نهج التميز والإقدام ، والتفاعل والإسناد لكافة القضايا الوطنية والقومية ، وذلك يتمثل بقرار المجلس البلدي رقم ١٢ / ٩٤٨ ، تاريخ ٢٠٢٤/١/١٠ ، بتكريم شهداء غزة العزة ، بتسمية أحد الشوارع ضمن حدود بلدية الكرك الكبرى بإسم الشهيد / حمزة وائل الدحدوح .

متمنياً من المجلس البلدي الموقر ورئيسه ، تغيير بعض المسميات التي إستجدت على الكثير من شوارع بلدية الكرك الكبرى ، كون بعضها غير لائق ، والبعض الآخر غير مناسب وتسميتها بأسماء تليق بالكرك وتاريخها العظيم ، ولا بأس من تسمية الشوارع بأسماء شخصيات كركية تاريخية وحديثة . كما اتمنى من المجلس الموقر إطلاق إسم الشهيد / حمزة وائل الدحدوح على الشارع الرئيسي الذي يقع عليه بيت والدي رحمه الله ، في منطقة زحوم ، بدلاً من إسمه الحالي — شارع الروضة — حيث لا روضة ولا رياض ولا جِنان .