قِمَمٌ .. وقَلَمْ

Husam13 نوفمبر 2023آخر تحديث :
قِمَمٌ .. وقَلَمْ

 

عوض ضيف الله الملاحمه

قِمَمٌ كما قمم اللّمم . إذا كان لِلّممِ قِمم . قممٌ يستعصي توصيفها على القلم . قمم الهبوط والسقوط العربي والإسلامي . قمم المليار قِيمها تنهار . وتتبدى الخيانات في وضح النهار . قمم خائفة ، مرتجفة ، عميلة ، تابعة ، ذليلة . مليار مواطن كانوا بالانتظار ، فإنهار الأمل المرتجى . لكن العتب علينا : كيف نرتجي من هكذا قِمم خيرا ؟

قامت الدنيا ولم تقعد ، لا بل بدأت الدنيا وكأنها تقف على رجل واحدة ، لا بل على إصبع واحد . حدث هذا ، عندما تم الاتفاق على عقد قمتين : قمة عربية ، وقمة إسلامية . فبدأت المراسلات والاتصالات وتحفّز الرؤساء . وانشغلت كوادرهم في دوامة كبرى من التحضير والتجهيز للانطلاق . وبدات زيارات مكوكية : لوزراء الخارجية كل يتواصل مع الاخر ، ويحاول اقناعه بموقفة ليستقطبه لجهته .مع ان المواقف متسقة ومتشابهة لدرجة لا يمكن الفصل بينها او تصنيفها على ان ذاك البلد موافق والاخر معارض . وتم تجهيز الطائرات واجهزة المخابرات . واستُنفرت الجيوش واجهزة الأمن . وأغلقت الشوارع . وتوالت المواكب المهيبة — الا من الكرامة — وانهمك رجال البروتوكولات . متى يُقلع الرئيس ؟ ولابد من تامين مكان إقامة الرئيس ايام القمة ؟ وامتلأت الكروش من مآدب كثيرة صنوفها . وشعوبهم جائعة . وامتلات الاجواء بعشرات الطائرات الوثيرة المصصمة خصيصاً لراحة الرؤساء .

وهذا يذكرني بما كتبه السيد / محمد حسنين هيكل ، حيث قال : (( دُعيت لمقابلة زعيمٍ عربي لمناقشة الوضع العربي بعامته ، ولبيت الدعوة ، وعندما التقيته ، بدأ حديثة بسؤال : كيف و ضعك انت والمدام ، رددت وانا أستغرب : الحمد لله . عندها قال : كيف وضعك مع المدام في السرير ؟ صَمَتُّ ، وإنشدهت . عندها بدأ حديثه عن المنشطات الجنسية بإسهابٍ مُخجل ومُحرج . وفي اليوم التالي كانت الصحف تعج بعناوين ليس لها علاقة بما تحدث به .

وعندما بدأت القمة بدأ المرافقون يتهامسون : الرئيس همس . الرئيس عطس . الرئيس تنحنح . الرئيس ( غمز ) ولمز برئيس آخر . الرئيس أومأ . الرئيس قَحْ ( طبعاً ليس قُحْ ) ، احضِروا نصف طن من المحارم الورقية . الرئيس تململ . الرئيس عدّل من جلسته . الرئيس تبسم . الرئيس كشّر . الرئيس أصابته تخمة . الرئيس فغر فاه . الرئيس زَمَّ شِفاه . الرئيس رفع رأسه . الرئيس خفض رأسه . الرئيس طأطأ . الرئيس أطرق . الرئيس تف . الرئيس نف . الرئيس غاب . الرئيس خاب . الرئيس عاد الى ارض الوطن يجر أذيال الخيبة . الرئيس نسي ما أسباب عقد هذه القمم التآمرية على أمته . الرئيس أبدع في صمته . الرئيس مقدام . الرئيس هُمام . الرئيس فرغ من كل شيء . الرئيس لا يعرف شيء . الرئيس يود ان ينام ( نومت اهل الكهف ان شاء الله) . انتهت القمة ، وهو لا يعرف لماذا هذه ( اللمّه ). لم تنكشف الغمة . بل زادت الغمة قتاماً ، وخنوعاً ، واذلالاً . وحتى يزيدوا من قهرنا ، ويعتقدون انهم يضحكون علينا أمطرونا ب ( ٣١ ) بنداً في بيانهم الختامي ، كلها جمل انشائية جوفاء ليس بينها بند واحد يشكل سنداً لأبطال غزة .

نعم إنها لَمّه وليست قمة . الرؤساء غيروا جو . وطاروا في الجو . مساكين مرّ عليهم أسبوع لم يرتاحوا ولم يغيروا جو . الرئيس دمعته طاحت . وموقف الرئيس ريحته فاحت .

وأتت الأوامر من أسيادهم بالغاء القمة العربية . وليخدعوا الناس البسطاء كذبوا وقالوا بأنه تم دمج القمتين . لا يلاموا ، فهل يستطيعون قول الحقيقة التي حجمتهم ، وصغّرتهم ، لا بل وأهانتهم . ولا يعرفون ان كل شيء يمكن دمجه الا القمم .

والله انه شيء محزن ، ومعيب ، ويُخجِل كل من لديه حياء . وما يُخزي ، ويُدمي ، ويبكي ، ويُضحك عنوان صحيفة الرأي الأردنية يوم الاحد ٢٠٢٣/١١/١٢ حيث نشرت (( قمة الرياض تقرر كسر حصار غزة )) !!؟؟ كيف !؟ واين !؟ ومتى !؟ آه يا رأي محمود الكايد ، كم طالكِ الوهن .

والله انه من المُعيب ان تُحسب هكذا قمم هزيلة على الإسلام العظيم ، والعرب أصحاب التاريخ المجيد .
حين تمخضت القمة فولدت تخاذلاً وانصياعاً وذلة وتبعية . والله إن هكذا قمم يستعصي توصيفها على القلم . وأختم ببيتٍ من الشِعرِ للشاعر الأردني الذي أُسميه انا (( فيلسوف شعراء الأردن )) الأستاذ / صيام المواجدة ، حيث يقول :—
أَنَّى نطيق إذا جيست مرابعنا / والحرّ يسكن دون العِرضِ باللحدِ .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه