نوادر رمضان والشعراء

Husam13 أبريل 2023آخر تحديث :
نوادر رمضان والشعراء

 

احمد ابودلو

ومن النوادر التي قيلت في رمضان ان اعرابيا باشر الصيام فلما اشتد عليه افطر فقالت له زوجته الا تصوم؟ قال يجيبها:
أتأمرني بالصوم لادر درها وفي القبر صوم يا أميم طويل
ومرّ رجل بأعرابي يأكل في رمضان فقال له: الا تصوم يا أعرابي ؟فقال :
وصائم هب يلحاني فقلت له أعمد لقومك واتركني لافطاري
واظمأ فانني سأروي ثم ترى من ذا يصير اذا متنا الى النار
ويروون ان اعرابيا قدم على ابن عم له بالحضر فأدركه رمضان فقيل له :لقد آتاك شهر رمضان ، فقال : وما شهر رمضان ؟ قالوا : الامساك عن الطعام ، قال : بالليل ام بالنهار ؟ قالوا : لا بل بالنهار ، قال أفيرضون بديلا من الشهر ؟ قالوا : لا ، فان لم اصم فعلوا ماذا ؟ قالوا : تضرب وتحبس . فصام أياما فلم يصبر ، فا رتحل عنهم وجعل يقول :
يقول : بنو عمي وقد زرت مصرهم تهيأ ابا عمر لشهر صيام
فقلت لهم هاتوا جرابي ومزودي سلام عليكم فأذهبوا بسلام
فبادرت ارضا ليس فيها مسيطر على ولا مناع أكل طعام
وعلى الرغم من كثرة المهنئين والفرحين بمقدم رمضان ، الا ان هناك بعض الشعراء اعتبروه ضيفا ثقيلا لانه يحد من مجونهم ولهوهم وعبثهم . وهذا الصاحب بن عباد يقول على سبيل المداعبة :
راسلت من اهواه اطلب زورة فأجابني او لست في رمضان
فأجبته والقلب يخفق صبوة اتصوم عن بر وعن احسان
صم ان اردت تحرجا وعففا عن ان تكد الصب بالهجران
او لا تزرني والظلام مجلل وأحسبه يوما مر من شعبان
ويقول ابن بسام صاحب الذخيرة :
سقيا لشهر الصوم من شهر عندي له ما شاء من شكر
ورغم ان ابن الرومي سامحه الله كان كان يصوم شهر رمضان الا انه كان لا يخفى تبرمه بهذا الشهر المبارك وقد أبدع في تصوير أيامه الطويلة فقال مداعبا :
شهر الصيام وان عظَّمت حرمته شهر طويل ثقيل الظل والحركة
يمشي الهويني فأما حين يطلبنا فلا (السليك) يدانيه ولا (السلكة)
أذمه غير وقت فيه احمده منذ العشاء الى تسقع الديكة
يا صدق من قال ايام مباركة ان كان يكفي عن اسم الطول بالبركة
شهر كأن وقوعي فيه من قلقي وسوء حالي وقوع الحوت في الشبكة
ويقوم في قصيدة اخرى :
اذا باركته في صوم لقوم دعوت لهم بتطويل العذاب
وما التبريك في شهر طويل يطاول يومه يوم الحساب
فليت الليل فيه كان شهرا ومر نهاره مر السحاب
وعلى هذا النسق يقول ابو نواس متضجرا من رمضان:
نبئت ان فتاة كنت اخطبها عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول
اما ابن سكرة الهاشمي فانه يصف سوء حاله في رمضان:
وهنوا بالصيام فقلت مهلا فان طول عمري في صيام
وهل فطر لمن يمسي ويضحي يؤمل فضل اوقات لئام
وقوله :
أما صيام فشيء لست أعدمه مدى لزمان وان ابيت افطارا
أغشى أناسا فأغشى في منازلهم جوعا علي ولا أغشى لهم نارا
وابن العميد في قاض مفطر:
يا قاضيا بات أعمى عن الهلال السعيد
أفطرت في رمضان وصمت في يوم عيد

وفي ليلة القدر :
انني اجد بين يدي زخما هائلا من الشعر لا يتسع المقام لرصده ، لكنني انتقي منه بعض تلك الفيوضات التي افاض الله بها على شعراء الدعوة الاسلامية الذين تفردوا بالحديث عن تلك النفحات الربانية، واجدني مضطرا ان أبدأ برصد تلك الملامح التي رصدها الشاعر علال الفاسى عن ليلة القدر ، تلك الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: ((انا أنزلناه في ليلة القدر)) .
يقول علال الفاسى في ذكرى مرور أربعة عشر قرنا على نزول القرآن الكريم :
يا ليلة القدر التي شرفت به وسمت على ألف الشهور تنزلا
فيك الحضارة كلها قد جمعت وبك الهنا للعالمين تاثلا
انا لنحي فيك ميلاد السنا والمجد والعرفان يوم تأصلا
انا لنحي فيك ايمان الورى بالله والانسان يوم تحملا
انا لنحي لحظة الانس السعيدة في حراء وسرها المنتقلا
ذكرى نزول الوحى في أرجائه ومحمد يصغى لما قد انزلا
واذا بدنيانا حراء كلها وكأن جبريل يردد ما تلا
وكأننا من حول أحمد خشعٌ جمع الزمان به فيا ما أجملا
ان الشاعر هنا يقف امام ذلك الحدث العظيم الذي شرفت به الدنيا ، وسعد به العالم ، انه نزول القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم – وقد كان في رمضان- لقد اصبحت الدنيا كلها حراء ، وجبريل يردد ما تلاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرآن ، ومحمد صلى الله عليه وسلم، يصغى له، ويقرأ كت تردد على سمعه: ((اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الاكرم، الذي علم بالقلم، علم الانسان مالم يعلم)) .
ثم يعد ان يحي الشاعر هذه الليلة بذلك التاكيد : ((انا لنحي فيك ميلاد السنا، انا لنحي فيك ايمان الورى، انا لنحي لحظة الانس

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه