احمد ابودلو
وشهر رمضان المبارك كان فيه الخير والبداية والنهاية للكثيرين من الذين كانوا منارة علم وخير، فالتاريخ ملئ بهم فكانت ولادة الحسن بن علي في رمضان السنة الثانية للهجرة، وفيه ولد عبد الرحمن الناصر مؤسس الدولة الاموية في الاندلس وفي سنة 384 هجري ولد ابو محمد علي بن حزم رمز من رموز الحضارة الاسلامية في الاندلس وغيرهم الكثير الكثير ، ومن الذين توفاهم الله عز وجل خديجة ام المؤمنين – وابو طالب عم الرسول عليه الصلاة والسلام فأجتمعت على الرسول بذلك مصيبتان فسمى ذلك العام (عام الزن) ولقد تكفل ابو طالب النبي (ص) بحمايته بعد جده عبد المطلب ،وقال عن الاسلام :
ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
وقال عن الرسول (ص)
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للارامل
وفي الثاني عشر من رمضان تمت مؤاخاة النبي (ص) بين المهاجرين وبين الانصار في المدينة المنورة ، قالتعالى في القرآن الكريم (أنما المؤمنون اخوة) وأخى رسول الله (ص) بين اصحابه في المدينة المنورة ولم يؤاخ بين نفسه (ص) وبين أحد ، كما لم يؤاخ بين على بن ابي طالب (ع) وبين أحد أيضا ، فقال علي وعيناه تدمعان : يا رسول الله أخيت بين اصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد ، فقال رسول الله عليه السلام ( يا علي أنت أخي في الدنيا والاخرة ) وقال الشاعر :
وللمؤاخاة قرأن نقدسه وسنة من تآخي يثرب فرقا
– وفي السنة الحادية عشرة توفيت السيدة عائشة في العام 58 للهجرة والحجاج الذي أذهل الدنيا بدهائه توفي فيه من العام 59 للهجرة وابن خلدون توفي في عام 808 هجري .
وكذلك توفى في رمضان ابن سينا والشيخ المفيد بن محمد بن النعمان وفي السابع من رمضان كانت اول صلاة جماعة في الازهر ، وفي الرابع عشر منه وضع اساس جامع الازهر في دولة الفاطميين ، وفي الخامس عشر من رمضان كانت ولادة الامام الحسن بن علي بن ابي طالب ، وفي التاسع عشر منه جرح الامام علي بن ابي طالب في محراب مسجد الكوفة ، وفي الواحد والعشرين منه كانت وفاة الفقيه محمد بن الحسين (الحر العاملي ) وكذلك وفاة أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب وكان مقتل ابي الطيب المتنبي ووفاة جمال الدين الافغاني .
وفي رمضان 138 هـ عبر عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) البحر للاندلس وحيدا واسس دولة اسلامية نفاخر بها ليومنا هذا، وفي الخامس من رمضان عام 201هجري تمت البيعة للامام الرضا علي بن موسى الكاظم ثامن أئمة أهل البيت النبوي ، ولد بالمدينة المنورة عام 148هجري وعاصر الرشيد والامين والمأمون العباسيين بولاية عهد المسلمين . وفي سنة 222هجري فتح الافشين – البذ مدينة بابك الخرمي بولاية السند ، وفي سنة 264 هجري 14رمضان كان سقوط سرقوسة من جزيرة صقلية ، وفي عام 361هـ انتهى بناء الجامع الازهر الشريف باشراف القائد الفاطمي (جوهر الصقيلي) وصار حصنا للمسلمين ومنارة علم ودين
– وفي رمضان عام 1399 هجري العاشر من رمضان السادس من اكتوبر 1973م انتصرت الجيوش السورية والمصرية مع قوات مسانده لها من جيوش عربية اخرى على القوات الصهيونية ، وقال الشاعر :
دارت على سيناء معركة الوغى فوق السهول وفي ربى وبطاح
وكتائب الايمان تهتف كلها الله اكبر فوق كل سلاح
لتدك بارليف المنيع بقوة طب الجراح بمبضع الجراح
فاذا مسيلمة اليمامة هارب متنكرا يعدو بمرط سجاح
واذا بمائير العجوز بمأتم ومناحة كبرى سوء صياح
هذا هو شهر رمضان شهر الخيرات والبركات شهر الجهاد والفتوحات فهل نعتبر ونكون بحق خير امة؟ ونحقق حكمة الصيام العبادية والاجتماعية والصحية ؟…
شهر كريم .. وعيد سعيد ..؟
عذراً التعليقات مغلقة