«الحزام والطريق».. نظرة أمريكية مغايرة

Stocks30 مارس 2021آخر تحديث :
«الحزام والطريق».. نظرة أمريكية مغايرة

افاق الاخبارية

بقلم : خالد الروسان

تعرض بكين على العالم اليوم، مشروعها الضخم المُسمّى: «الحزام والطريق»، بشكل تبدو فيه طرفاً دولياً كبيراً، يحاول أن يُحدث عملية تنموية كبرى للبشرية، لدرجة أنّها تسوّقه أحياناً على أنّه هديتها للعالم.

لكن تبدو بعض الأمور غير واضحة، حيث يختلط ما تروّج له الصين مع قضايا التنافس والسيطرة والنفوذ الذي تسعى له الدول الكبرى عادة، وقد ناقش الكثير من المراقبين الأهداف والغايات التي ترمي لها الصين من ذلك، وشكّكوا بما تقوله بكين إنّها لا تهدف من وراء هذه المشاريع إلى التدخل في السياسات الداخلية للدول أو التأثير على توجهاتها الخارجية.

غير أنّ ما يُهمنا هنا هو: كيف تنظر أمريكا لمشروع طريق الحرير الصيني والمشاريع الأخرى؟

في الواقع، من يرصد سياسات أمريكا وإجراءاتها وقراراتها تجاه الصين والقضايا الخلافية معها، ومحاولة منافستها في كثير من الملفات والمناطق، وتشكيلها لبعض الأحلاف والمحاور والتجمعات وغيرها، يُدرك أنّها لن ترضَى أو تطمئن لهذه المشاريع، ولكن بالتدقيق أكثر نلحظ أنّ الصورة ربما ليست بهذا الشكل، فأمريكا قد تجني المكاسب الظاهرة والخفية من وراء مشاريع الصين، بشكل مباشر أو غير مباشر، فقد يُناسبها ما تقوم به الصين من إنشاء بنية تحتية ضخمة جديدة للعالم، مشكّلة من شبكات وطرق نقل ومحطات وموانئ تغطّي مساحة كبيرة منه، دون أن تدفع أو تتحمّل فيها واشنطن أيّ كلفة مادية، إضافة إلى أنّها وبسبب حجمها العالمي، وقوتها الدولية، وامتلاكها لأوراق رابحة كثيرة وحاسمة، وتأثيرها على حلفائها وغير ذلك، ستحاول استغلال كل هذا لصالحها، سواء في صراعها أو تفاوضها مع الصين، وقد تجني ثماراً كثيرة من ذلك.

كذلك يعتقد البعض، أنّه كلما زاد انخراط الصينيين في الساحة الدولية، خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتعاون الدولي وغيرها، كان ذلك لصالح أمريكا، لأنّ بكين ستدفع ثمن ضمان نجاح بعض ذلك لواشنطن التي لها اليد العليا عالمياً، والقادرة على تمرير ذلك أو إعاقته، وبالتالي ستكون محتاجة لأمريكا أكثر.

وأياً كانت مآلات الصراع واستراتيجياته ونتائجه بين أمريكا والصين، يُمكننا القول: إنّ نظرة كل طرف للآخر تختلف عن النظرة التي يُشكّلها الآخرون لصراعهما أو تفاوضهما، خاصة أنّهما كقطبين دوليين يعلمان أنّ بقاء أحدهما قد يتوقف على الآخر، وبالتالي فإن علاقتهما تصارعاً أو تفاوضاً معقدة ومتداخلة أكثر ممّا يعتقده العالم أو يحسبه.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه