اَفاق الإخبارية / قالت نائبة مدير قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية غادة الطاهر مضوي إن نداء المنظمة الدولية الإنساني للاستجابة للزلزال في سوريا ممول بنسبة 17% فقط حتى الآن، في حين استمرت الهزات الارتدادية عقب زلزالان جديدان وقعا في هاتاي جنوبي تركيا أول أمس الاثنين.
وأكدت مضوي أن الوضع الإنساني شمال غربي سوريا كان صعبا حتى قبل وقوع الزلزال، حيث كانت أسعار المواد الغذائية ترتفع، وبعد الزلزال ارتفعت بشكل حاد أسعار السلع الأساسية، مثل الخبز والعدس والخضروات والسكر والأرز.
وقدرت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) التابعة للأمم المتحدة عدد المعتمِدين على الدعم الإنساني في شمالي سوريا بأكثر من 4 ملايين شخص، وقالت الإسكوا في تقرير جديد لها إن 9 ملايين شخص قد تضرروا في سوريا نتيجة الزلزال.
وطالب التقرير الأممي بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا وزيادة الدعم المقدم.
وكان الأمين العام لمنظمة “إغاثة جوعى العالم” الألمانية ماتياس موجه قال -أمس الثلاثاء- إن الدعم لمتضرري الزلزال لا يزال محدودا للغاية خاصة شمال غربي سوريا.
وأضاف أن فتح المزيد من المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا يمثل البداية، “ولكن يجب الآن توصيل إمدادات الإغاثة، مثل المياه والأدوية والأغذية والخيام بسرعة وبكميات كافية”.
وفي السياق ذاته، قالت رابطة الشبكات السورية -في مؤتمر صحفي عقدته في مدينة جنديرس- إن إصرار الأمم المتحدة على تنسيق جميع جهود الاستجابة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتقديم المساعدة فقط بعد الحصول على الضوء الأخضر منه أدى إلى إضاعة الوقت الثمين في عملية الاستجابة، وتسبب في موت ومعاناة كان يمكن تجنبهما لآلاف السوريين.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 4500 شخص قتلوا وأصيب 8300 في شمال غرب سوريا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في السادس من فبراير/شباط الجاري، في حين ارتفعت حصيلة الوفيات في تركيا إلى 42 ألفا و310 أشخاص.
وتضررت 11 ولاية تركية من الزلزالين، وبلغت قوة الزلزال الأول 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات على مقياس ريختر، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة.
كما أفاد الدفاع المدني السوري بإصابة 190 شخصا جراء الزلزالين الجديدين اللذين ضربا مركز منطقتي دفنه وسمنداغ في هاتاي جنوبي تركيا مساء الاثنين الماضي، إذ بلغت قوة الأول 6.4 والثاني 5.8 درجات على مقياس ريختر.
هزات ارتدادية
وفي تركيا، ارتفع عدد ضحايا الزلزالين الجديدين -اللذين تبعهما أكثر من 190 هزة ارتدادية- إلى 6 قتلى ونحو 562 جريحا، 18 منهم حالتهم خطرة.
وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن هزة ارتدادية جديدة وقعت اليوم الأربعاء بقوة 4.1 درجات مركزها كهرمان مرعش، كما أعلن معهد الزلازل التركي عن هزة ارتدادية أخرى بقوة 4.5 درجات على مقياس ريختر مركزها ولاية ديار بكر جنوبي تركي، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات جراء هذه الهزات.
تشريعات جديدة في تركيا
من جهة أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات وتشريعات حازمة للحماية من الزلازل المقبلة، وكشف عن مشاريع قوانين تقيد بناء أكثر من 3 طوابق في المناطق ذات المخاطر المرتفعة.
وتفقد أردوغان -أمس الثلاثاء- مدينة مساكن مسبقة الصنع لإيواء المتضررين من الزلزال في قضاء إصلاحية بولاية غازي عنتاب، ورافقه في زيارته زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن 865 ألف شخص يعيشون حاليا في خيام و23 ألفا و500 في حاويات، بينما يعيش 376 ألفا في المدن الطلابية ودور الضيافة العامة خارج منطقة الزلزال.
وقالت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تركيا لويزا فينتون إنه ستتعين إزالة ما يصل إلى 210 ملايين طن من أنقاض عديد من المباني المنهارة.
عذراً التعليقات مغلقة