ثاني أخطر زلزال بتركيا.. تسبب في عشرات آلاف الضحايا

Husam9 فبراير 2023آخر تحديث :
ثاني أخطر زلزال بتركيا.. تسبب في عشرات آلاف الضحايا

بالقرن الماضي، عاشت تركيا على وقع العديد من الزلازل المدمرة التي سوت مدنا كاملة بالأرض وتسببت في سقوط عدد كبير من القتلى. وأواخر القرن العشرين، عاشت البلاد سنة 1999 على وقع كارثة زلزال أزميد (İzmit)، المعروف أيضا بزلزال مرمرة، الذي صُنف كثاني أكثر زلزال دموي بتاريخ تركيا الحديثة بعد زلزال أرزنجان الذي تسبب، مع الطقس شديد البرودة حينها، في سقوط أكثر من 100 ألف ضحية بين قتيل وجريح.

نشاط زلزالي كثيف

يعد فالق شمال الأناضول، الذي وقع به الزلزال عام 1999، منطقة صدع بطول 1200 كلم امتدت ما بين خليج ساروس (Saros) وتقاطع كارليوفا الثلاثي.

وقد تشكل هذا الصدع، حسب علماء الجيولوجيا، منذ ملايين السنين (حوالي 13 مليون سنة) بالجزء الشرقي من الأناضول واتجه فيما بعد نحو بحر مرمرة.

وبسبب ذلك، تتميز هذه المنطقة بنشاط زلزالي هام وتصنف كواحدة من أكثر المناطق المهددة بالانزلاقات الأرضية بالعالم.

وقبل زلزال أزميد عام 1999، شهدت هذه المنطقة بالقرون السابقة العديد من الزلازل المدمرة التي تسببت في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.

وفي حدود الساعة الثالثة صباحا ودقيقة يوم 17 أغسطس 1999، اهتزت محافظة قوجة إيلي (Kocaeli) التركية، التي مثلت أزميد عاصمة لها، على وقع زلزال مدمر بلغت شدته 7.4 درجات على مقياس ريختر. وقد استمر هذا الزلزال لفترة تراوحت بين 35 و45 ثانية مدمرا بطريقه مدنا عديدة كأزميد وغولجوك (Gölcük) ويالوفا (Yalova) وآدابازاري (Adapazarı)، بمحافظة ساكاريا، التي تواجدت قرب الطرف الشمالي لبحر مرمرة بخليج أزميت.

عشرات آلاف القتلى والجرحى

إلى ذلك، بلغ تأثير الزلزال العاصمة إسطنبول وألحق أضرارا جسيمة بها خاصة بحي أفسيلار (Avcılar)، غربي إسطنبول، الذي تواجد على بعد حوالي 70 كلم من قلب العاصمة. وبهذا الحي وحده، توفي نحو ألف شخص تحت أنقاض المنازل المدمرة. من جهة أخرى، تسبب زلزال أزميد في تشققات أرضية امتدت لعشرات الكيلومترات وتسببت في ابتلاع العديد من المنازل والسيارات. أيضا، شهدت ديجيرميندير (Değirmendere)، الواقعة غربي غولجوك، انزلاقات أرضية أسفرت عن انهيار وردم قسم هام من وسط المدينة الذي ضم فنادق ومحلات تجارية. من جهة أخرى، تسبب الزلزال في اندلاع حريق هائل بمصفاة نفط توبراز. وقد استغرق إخماد هذا الحريق خمسة أيام تم خلالها إجلاء سكان المناطق المحاذية.

وحسب تقرير تركي رسمي صادر خلال شهر أكتوبر 1999، قدر عدد القتلى جراء الزلزال بنحو 17127 ضحية بينما بلغ عدد الجرحى 43953 جريح. وبنفس هذا السياق، رجحت مصادر غير رسمية أخرى أن عدد القتلى جراء زلزال أزميد يقارب 45 ألفا.

بتقرير صادر خلال شهر سبتمبر 1999، قدر عدد المنازل المدمرة بنحو 120 ألفا بينما بلغ عدد العمارات التي سويت بالأرض حوالي 20 ألف عمارة. وقد أدى ذلك فيما بعد لتشريد ما يقل عن ربع مليون شخص. من ناحية أخرى، قدر حجم الخسائر المادية الرئيسية بحوالي 6.5 مليار دولار.

بالفترة التالية، لاحقت السلطات التركية قضائيا العديد من مؤسسات البناء بسبب اعتمادها مواد بناء غير مطابقة للمواصفات لتشييد البنايات بهذه المناطق ذات النشاط الزلزالي الهام. وفي الأثناء، أسفرت هذه التتبعات العدلية عن إدانة عدد قليل من مؤسسات البناء المتهمة. من جهة ثانية، وجه عدد كبير من سكان المناطق المتضررة أصابع الاتهام للسلطات التركية واتهموها بعدم مراقبة معايير السلامة بمناطقهم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه