سرطان القولون عدو الرجال .. والكشف المبكر نصف العلاج

Husam26 ديسمبر 2022آخر تحديث :
سرطان القولون عدو الرجال .. والكشف المبكر نصف العلاج

آفاق الإخبارية/عادة ما يوصي ذوو الاختصاص كل من تعدت أعمارهم الخمسين عامًا بالكشف المبكر عن سرطان القولون، الذي يعد أحد أنواع السرطانات التي قد تعرض حياة الإنسان للخطر إذا لم يتم الكشف المبكر عنه.

ويشدد هؤلاء الاختصاصيون على ضرورة الفحص حتى في سن دون 45 عاما لكل من يحمل تاريخهم العائلي إصابات سابقة.

وعلى الرغم من أن سرطان القولون يعد ثاني سبب رئيسي لوفيات السرطان، لكن باتباع نظام غذائي صحي، وبالكشف المبكر عنه، يمكن أن يلعب ذلك دورا كبيرا في القضاء عليه، وفقا لما للمختصين.

يشار إلى أن سرطان القولون يصنف في المرتبة الأولى بين أكثر من 10 سرطانات شيوعًا عند الذكور، ويعد ثاني أكثر السرطانات في عدد الوفيات، وبنسبة 10.7 %، وفقًا للتقرير السنوي لإصابات السرطان للعام 2018.

والقولون، كما يوضح اختصاصي الجهاز الهضمي الدكتور أحمد الخاروف، هو جزء يقع في نهاية الجهاز الهضمي.

وتتمثل وظائفه، وفق الخاروف، بنقل الفضلات إلى منطقة الشرج للتخلص منها، وامتصاص السوائل والمعادن المتبقية في تلك الفضلات وتجفيفها، كما يحتوي على بكتيريا مسؤولة عن تصنيع بعض الفيتامينات.

وأما سرطان القولون فيكون على شكل زائدة لحمية صغيرة تكبر مع مرور الوقت، وغالبا تكون حميدة ثم تتطور إلى خبيثة، وقد تبدأ خبيثة حسب نوعها، لذلك من الضروري الكشف المبكر حتى يتم استئصالها والتأكد من أنها حميدة، وفقا لما أكد عليه الخاروف.

وفيما يتعلق بأعراض سرطان القولون، يوضح الخاروف أنه يبدأ في الغالب بلا أعراض، لكن تظهر أعراضه عند تطوره، وتكون على شكل ضعف في الدم، وفقدان للوزن والشهية، وانسداد الأمعاء التي يصاحبها انتفاخ شديد، وخروج دم مع البراز.

وتعتمد المراحل التي يمر فيها مريض سرطان القولون على درجة ومكان الإصابة، فإذا كانت الإصابة في المستقيم وهو آخر جزء في الجهاز الهضمي، فيعد ذلك من أصعب أنواع الإصابة، إذ يحتاج المريض إلى تدخل بالأشعة ومن ثم الجراحة، ومن الممكن استخدام العلاج الكيماوي، وإذا كان السرطان في القولون نفسه فغالبا ما يحتاج إلى استئصال، وقد يحتاج إلى علاج كيماوي، ويعتمد ذلك أيضا على درجة الإصابة والانتشار، وفق الخاروف.

ويضيف: ثمة نظريات علمية توضح أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون من النساء على مستوى العالم، نظرا لوجود هرمون نسائي يقلل من خطر الإصابه به، كما يمكن أن ينشأ سرطان القولون بعامل وراثي وغير وراثي، “كالتدخين، والعمر.

بدورها، تشير مسؤولة الكشف المبكر عن السرطان في مركز الحسين للسرطان الدكتورة ابتهال السعود إلى طرق الكشف المبكر عن سرطان القولون، عبر الفحص السريري (الشرجي)، كما يتم اجراء فحص آخر هو فحص الدم الخفي في البراز وهو دم لا يرى بالعين المجردة، بل عبر الميكروسكوب، والفحص دقيق بنسبة 100 %.

واتفق كل من السعود والخاروف على أنه إذا كان هناك تاريخ مرضي في عائلة المصاب وتم تشخيص أحد أقاربه بسرطان القولون في عمر 40 عاما، فيلزم عندئذ إجراء التنظير لأقاربه ممن هم أقل منه عمرا بعشر سنوات، مؤكدين أن سرطان القولون يعتبر أحد أنواع السرطان التي يكون للعامل الجيني أو الوراثي دور في الإصابة به بنسبة تتراوح من 10 %- 20 %.

كما أجمع الطرفان على أن الفحص يطلب عادة للفئة العمرية من 50 عاما فأكثر كونهم أكثر عرضة للإصابة به، وفي بعض الدول أصبح يطلب الفحص لمن هم في عمر 45 عاما، حتى يتم الكشف مبكرا عنه واستئصاله بسهولة في بدايته، دون الحاجة إلى تدخل جراحي أو علاج كيماوي.

وللوقاية من هذا السرطان، تنصح السعود بضرورة تناول الغذاء الصحي، والتركيز على الألياف، والابتعاد عن الغذاء المدخن والمعلب، والاكثار من شرب السوائل تلافيا للإمساك، وممارسة الرياضة، فضلا عن التقليل من تناول الغذاء الذي يحتوي على الدهون، وتجنب الكحوليات، والتدخين.

وعن أهمية الغذاء الصحي، تشير اختصاصية التغذية الدكتورة ربى مشربش إلى أن تناول غذاء غير صحي عالي الدهون ومنخفض الألياف، والإفراط بتناول الأطعمة المصنعة واللحوم المجهزة مثل النقانق والسجق، واللحوم المعلبة، والحبش، جميعها عوامل تزيد من الإصابة بسرطان القولون.

كما أن الإمساك المستمر يزيد من خطر الإصابة، ومعظم من لا يتناولون الألياف في نظامهم الغذائي معرضون أكثر للإصابة بالإمساك وبالتالي قد يكون ذلك من عوامل الخطر المرتبطة بسرطان القولون، وفق مشربش.

وتضيف أن الطهي في درجات حرارة عالية، أو الطعام الذي يلامس اللهب أو الفحم بطريقة مباشرة مثل الشوي والقلي، ينتج المزيد من المواد الكيميائية المسببة للسرطان، كما أن استهلاك 50 غراما من اللحوم المصنعة يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمعدة بنسبة 18 %، واستهلاك 100 غرام من اللحوم الحمراء يزيد الخطر بنسبة 17 %، وللسمنة وزيادة الوزن دور كبير بالإصابة بسرطان القولون عند الرجال.

وفيما يتعلق بسبب ارتفاع إصابة الرجال بسرطان القولون عن النساء، فسببه أنماط الحياة عند الرجال، والتدخين، والنظام الغذائي الخالي من الألياف، والوزن الزائد، حسب مشربش.

وتؤكد ضرورة تخفيف الوزن بمعدل 5 وحدات من مؤشر كتلة الجسم كونه يقلل من الإصابة بنسبة تتراوح من 10 %-20 %، وتجنب الأطعمة المصنعة الغنية بالمواد الحافظة، والمواد المضافة، والصبغات، والمنكهات، وضرورة تناول كميات كافية من الكالسيوم، وفيتامين د، وأوميغا 3، والمغنيسيوم.

كما تؤكد أن تناول البريبيوتيك (الألياف) التي تعزز من نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، ومحاولة التنويع في المصادر الحيوانية (تقليل اللحوم الحمراء) وتناول السمك بانتظام، والتقليل من استهلاك الدهون المشبعة، والابتعاد قدر المستطاع عن اللحوم المصنعة مثل المرتديلا والسلامي والسوسج والنقانق، وممارسة الرياضة بانتظام بمعدل 30 دقيقة يوميًا، جميعها عوامل تقي من سرطان القولون.

ولفتت إلى أن هناك دورا مهما للخضار والفواكه في الوقاية نظرا لاحتوائها على الألياف، مثل القرنبيات كالبروكلي والزهرة والملفوف والفجل، كما تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة وتحمي الخلايا من التلف.

ونصحت المصابين باتباع حمية صحية معتدلة ومتوازنة، وتجنب الأطعمة التي قد تسبب غازات وانتفاخات، ويفضّل تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة ومتعددة خلال اليوم مع الحرص على تناول احتياجات الجسم من الطاقة، كما يجدر بالمريض تجنب الإسهال والإمساك، واتباع الإرشادات التغذوية المناسبة للحالة.

يشار إلى أن آخر تقرير للسجل الوطني للسرطان صادر عن وزارة الصحة العام 2018، فيما تعكف الوزارة بالتعاون مع بقية المؤسسات الصحية على تسريع إنجاز تقارير بقية السنوات، لتشكيل خارطة طريق تسهم في إعداد برنامج مسح للكشف المبكر عن سرطان القولون في الأردن.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه