اليونسكو تسجل غناء الراي الجزائري ضمن التراث العالمي غير المادي

Stocks3 ديسمبر 2022آخر تحديث :
اليونسكو تسجل غناء الراي الجزائري ضمن التراث العالمي غير المادي

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) أنها سجلت أمس الخميس، غناء الرّاي الجزائري في لائحة التراث العالمي غير المادي.

وغردت المنظمة على حسابها “تسجيل جديد على لائحة التراث غير المادي، الرّاي، الغناء الشعبي للجزائر” مضيفة عبارة “مبروك!”.

في بدايات القرن الماضي، لم يكن يوجد تعبير فني بمنطقة الشرق المغربي والغرب الجزائري أكثر شهرة من الأغنية البدوية، التي اعتمدت على نصوص الملحون، وكان يطلق على رواد هذه الأغنية “الشيوخ”، لكن هل كان هؤلاء الشيوخ يتوقعون أن المواويل التي أطربوا بها القبيلة ستكون سببا في ولادة الراي؟

الباحث في التراث والفن ميمون الراكب قال للجزيرة نت، في تقرير سابق، إن الأغنية البدوية المتأثرة بنصوص الملحون ظلت حبيسة القبيلة كتعبير عن الذات وعما يخالجها في إطار النظام القبلي.

لكن الفنان عندما انتقل إلى الحياة المدنية وجد نفسه من دون حماية القبيلة، ومضطرا للتعبير عن مكنونات نفسه، ومن هنا استمد فن الراي اسمه، بحيث كان تعبيرا عن الذات وشكلا من أشكال مناجاتها، أو كما يقول الراكب “الراي هو تعبير الإنسان البدوي بلغة المدينة”.

غناء الراي

والرّاي الجزائري وسيلة لنقل الواقع الاجتماعي بدون محرمات أو رقابة، ويتناول موضوعات مثل الحب والحرية واليأس ومحاربة الضغوط الاجتماعية.

وظهر هذا النوع الغنائي في ثلاثينيات القرن الـ20، وكان منتشرا خاصة في المناطق الريفية بالغرب الجزائري من قبل “الشيوخ والشيخات”، حيث كانوا يغنون نصوصا شعرية باللهجة الجزائرية العربية، مع فرقة موسيقية بآلات تقليدية.

وفي منتصف الثمانينيات، عرفت موسيقى الرّاي انتشارا واسعا بفضل بروز “الشباب”، مع إدخال آلات عصرية على هذه الموسيقى الجزائرية التقليدية في مدينة وهران، التي احتضنت أول مهرجان لهذه الموسيقى في 1985.

وفي الفترة نفسها وصل هذا النوع الموسيقي إلى فرنسا بمناسبة مهرجان في “بوبيني” قرب باريس في يناير/كانون الثاني 1986.

وبفضل هذا المهرجان، اكتشف الجمهور الفرنسي صوت نجوم الرّاي الصاعدين مثل الشاب مامي والشاب خالد وكذلك القدامى مثل الشيخة الرميتي، الذين أصبحوا لاحقا من نجوم العالم.

وفي غضون سنوات قليلة، توسّع جمهور موسيقى الرّاي، وجذب اهتمام الشركات الكبرى. حتى أصبح الشاب خالد أول فنان من شمال أفريقيا يدخل قائمة أفضل 50 مغنيا في أوائل التسعينيات بأغنيته “ديدي”.

ومع بداية العقد الأول من القرن الـ21، بدأ صيت موسيقى الرّاي يتراجع، وغابت تدريجيا عن شاشات القنوات الكبرى في أوروبا وعادت إلى جمهورها الأصلي كما كان في البدايات. فقد كان غناء الرّاي ضحية للصورة السيئة التي لحقت به بسبب سمعة نجومه، ومنهم الشاب مامي الذين دينَ بالعنف في حق صديقته الفرنسية السابقة، ولكن أيضت بسبب صعود أنواع أخرى مثل الراب.

وعاد العالم لاكتشاف موسيقى الرّاي بأسلوب عصري خلال الصيف من خلال النجاح الكبير للنجم الفرنسي-الجزائري “دي جي سنيك” والقطعة الموسيقية التي وسمها “ديسكو مغرب” باسم شركة تسجيلات عريقة في وهران التي منها انطلق أغلب نجوم الرّاي.

الجزائر والمغرب

وسبق أن تقدمت الجزائر بطلب رسمي إلى منظمة اليونسكو لتسجيل الراي موروثا وطنيا خالصا للجزائريين، وتقدمت جمعية “وجدة فنون” المنظمة لمهرجان الراي بمدينة وجدة شرقي المغرب أيضا بطلب لتسجيله تراثا مغربيا.

وقال سفير المغرب لدى اليونسكو سمير الدهار -في تصريح صحفي أمس الخميس- “كنا نأمل تقديم ملف مشترك حول فن الراي الجزائري الذي يوجد أيضا في المغرب” لولا القطيعة الدبلوماسية بين البلدين.

وأضاف “نتمنى من الله أن نقدم ملفات مشتركة حينما تتحسن الظروف في يوم من الأيام”، مؤكدا أن فلسفة اتفاقية الأمم المتحدة لصون التراث غير المادي تتمثل في “التقريب بين الناس والثقافات”.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه