الحرب الروسية الأوكرانية .. وجهة نظر عربية

Husam6 مارس 2022آخر تحديث :
الحرب الروسية الأوكرانية .. وجهة نظر عربية

افاق الاخبارية

الحرب الروسية الأوكرانية .. وجهة نظر عربية

بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

أرى انه على كل عربي صادق الإنتماء لعروبته وقضيته المركزية — القضية الفلسطينية — ان ينظر للصراع الروسي الأوكراني وفق المنظور العقلاني التالي :—
أولاً :— المحور الرئيسي للحُكم ينطلق من موقفنا من بوصلتنا — قضيتنا الفلسطينية المركزية — التي نعتبر فيها العدو الصهيوني محتلاً . وإنطلاقاً من ذلك ، تُعتبر روسيا ، دولة مُعتدية على أوكرانيا ، ومن يكون موقفه غير ذلك ، يعاني من إزدواجية المعايير ، التي نعاني منها ، وموقفه هذا يُشبه موقف الأوكرانيين الصهاينة الذين تظاهروا ضد روسيا لأنهم يعتبرونها مُعتدية ومحتلة لأوكرانيا ، وينسون انهم يحتلون فلسطين .
ثانياً :— النظام الأوكراني — النظام وليس الشعب — عدو لكل العرب للأسباب التالية :- ١)) رئيس الجمهورية الأوكرانية / فولوديمير زيلنسكي صهيوني ويحمل الجنسية الإسرائيلية . ٢)) النظام الأوكراني يقف دوماً مع العدو الصهيوني في اعتداءاته على الفلسطينيين . ٣)) النظام الأوكراني ساهم بالحرب على العراق ب ( ٢,٥٠٠ ) جندي ، وهم من أوائل الجحافل المجرمة التي دخلت بغداد لأنهم صُنفوا بالأكثر شراسة وعدائية بين جنود التحالف .
ثالثاً :— أتفق مع روسيا وأدعمها ، لأنها كسرت أنف وعنجهية ، وعربدة ، وتفرد امريكا المتغطرسة ، وللمرة الأولى يحصل هذا الإستخفاف في قوة امريكا ومحاولاتها ان تكون القوة الوحيدة في العالم وتعمل على ان يبقى العالم أُحادي القُطبية .
رابعاً :— سينتج عن هذه الحرب ، وعن التحجيم الامريكي انتقال العالم من أُحادية القطبية والتفرد الامريكي البغيض الى تعدد الأقطاب ، وهذا فيه خير عميم للدول التابعة ذات القدرات المتواضعة .
خامساً :— لا بد ويكون من نتائج تعدد القطبية انعكاس سلبي على تغطرس الكيان الصهيوني نتيجة ضعف دور وفاعلية داعمه الأكبر أمريكا .
سادساً :— كل عربي نقي الإنتماء لعروبته ، ونتيجة لما تجرّع العرب من ويلات دمرتهم واذهبت قدراتهم من أمريكا المتغطرسة الداعمة للعدو الصهيوني ، وفرنسا التي قامت ببناء متاحف من جماجم العرب الجزائريين الأحرار ، وبريطانيا التي منحت الصهاينة وطناً في فلسطين ، والأتراك الذين احتلونا ودمرونا وكانوا سبباً في تخلفنا وقتلوا آلاف العرب إما بأيدي جلاوزتهم او زجوا بهم في الحروب العثمانية العبثية في اوروبا ، وكل تلك الدول داعمة للنظام الأوكراني . علينا ان نكون ضد كل معتدٍ على الغير .
سابعاً :- نحن مع الشعوب ، ونحرص على تجنُّب الحروب والقتل وسفك الدماء ، لأننا دوماً مفعول بنا ونحن وقود لكل الحروب التي نُزج بها . لهذا علينا ان نقول لا للحروب ، ولا للقتل ، ومع الشعوب بان تعيش بأمن وسلام .
ثامناً :— أتمنى ان تتحرك الصين لضم تايوان وإعادتها الى وطنها الأصلي ، التي اقتطعها الاستعمار البريطاني ، ولتزداد الجبهات التي تواجهها امريكا لتتعرى وتضعف ، ويستمر الأمل بان تتفكك امريكا الى دويلات متناحرة متقاتلة ، وان تطمع بها دولاً أخرى وتفعل بهم تلك الدول ما فعلوه بالكثير من دول العالم .
تاسعاً :— مع الشعب الأوكراني في الدفاع عن وطنه ، وضد نظامه الصهيوني الداعم للعدو الصهيوني .
عاشراً :— شكراً لروسيا التي كسرت أنف امريكا المتغطرسة ، وكلنا أمل ان ( تمرمغ ) بهيبتها الأرض لعلنا نتخلص من غطرستها .
عاشراً :— إضعاف امريكا سيُضعِف ، ويهز عروش الأنظمة العربية التي رهنت لهم الأوطان والقدرات مقابل ضمان بقائهم في عروشهم .
حادي عشر :- أرى ان سطحية تفكير رئيس الجمهورية الأوكرانية ، وعدم حنكته في الشأن السياسي هو الذي ورّط بلاده ، بعدائها لروسيا ، لأنه لم يحاول الإبتعاد عن روسيا الجارة ، والشقيقة أيام الاتحاد السوفياتي فقط ، بل حاول الإنضمام الى حلف أُنشيء بهدف واحدٍ وحيد وهو تهديد الإتحاد السوفياتي السابق ووريثته روسيا .
ثاني عشر :— يستحيل ان يوافق حلف الناتو على إنضمام أوكرانيا ، لانه متيقن ان روسيا لن تسكت وستشن حرباً لإجهاض ذلك التوجه مهما كلّفت . ومما يؤكد عدم حنكة الرئيس الأوكراني سياسياً ، انه لم يُدرك خطورة الجغرافيا التي توجب عليه إنتهاج الحياد . وانه بمجرد رفض الحلف او حتى تردده ان يوقن ان الحلف لن يُقدِم على ذلك ، لانه بمثابة إعلان حرب على روسيا ، لذلك كان من الواجب عليه ان يغيرِّ نهجه السياسي وان يخلق توازناً في العلاقة مع روسيا من جهة ومع الإتحاد الأوروبي من جهة أخرى ، ويعقد إتفاقيات تعاون تؤكد حياد أوكرانيا . وبهذا تتأكد روسيا ان أوكرانيا لن تجلب الحلف الى حدودها ، وعليه ستصبح أوكرانيا منطقة عازلة . وللعلم فان الحلف لم يرفض إنضمام أوكرانيا بشكل قاطع ونهائي ، والغاية من ذلك إرباك روسيا ، وإشعارها بان هناك تهديداً وشيكاً لها .
ثالث عشر :— كان يجب على الرئيس الأوكراني ان لا يغيب عن باله الفارق الهائل في القوة بين بلاده وروسيا ، فالجيش الروسي يحتل الترتيب ( ٢ ) بين جيوش العالم ، بينما يحتل الجيش الأوكراني المرتبة ( ٢٥ ) . وعليه يكون تجاهل مصالح روسيا والوصول الى إندلاع حرب يعتبر إنتحاراً بالنسبة الى أوكرانيا .
رابع عشر :— كيف لا يعرف الرئيس الأوكراني ان امريكا ودول الغرب يتخلون دوماً عن حلفائهم والشواهد كثيرة ويعرفها كل متابع ، فكيف لا يعرفها رئيس دولة !؟ وهو الذي أدركها متأخراً حين قال قبل أيام : لقد تخلى عنا حلفاؤنا وتركونا لوحدنا .
خامس عشر :— أرى ان المطالب الروسية منطقية وشرعية وهي تتمثل في إبعاد حلف الناتو الذي يضم ( ٣٠ ) دولة عن حدودها ضماناً لأمنها وإزالة الخطر الجسيم الذي يهددها وجودياً .
سادس عشر :— الجيش الروسي لم يستهدف المدنيين ، ولم يدمر البنية التحتية كالطرق ، ومصادر المياه ، والكهرباء ، وحتى خدمات الإنترنت ، ولم تهاجم روسيا الاّ منطقة محددة في مدينة خاركيف أخفى الجيش الأوكراني أسلحته فيها وبدأ بإطلاق النار منها .
سابع عشر :— الجيش الأوكراني مثّل بالجنود الروس وهم أحياء ، حيث شاهدت صلباً لجندي روسي وهم يدقون المسامير بجسده على خشبات الصلب وهو يصرخ ويتألم بشدة .
ثامن عشر :— لهذه الحرب إنعكاسات سلبية جداً على إقتصادات العالم تتمثل باشكال عديدة أهمها : الإرتفاع الكبير على أسعار النفط مما يؤدي الى إرتفاع أسعار كل السلع عالمياً ، والنقص في التزويد الغذائي باعتبار روسيا واوكرانيا من كبار منتجي القمح عالمياً ، وكذلك التخوف من تأثر اوروبا في حال توقف إمدادها بالغاز الروسي .

الإنسان الطبيعي ضد الحروب ، ويكره إراقة وسفك الدماء ، ومع تحرير الأوطان ، وتحرر الإنسان أينما كان ، بغض النظر عن جيناته ، ولونه ، ومعتقداته ، وافكاره ، وطبيعة حياته . كل الأديان السماوية تدعو للسلام والأمان وإحترام الإنسان ، لكن أتباعها إبتعدوا كثيراً عن قيمها وإنسانية مبادئها .

وعليه فعلى كل عربي أن لا يكون مع روسيا لأنها مُعتدية ، ولا مع أوكرانيا لأن رئيسها صهيوني . وأختم : ان لم يكن الدب الروسي أقرب للعرب ، فانه أقل ضرراً من الكابوي الأمريكي المتغطرس .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه