علي خُلقي الشرايري .. وخُلُقِه الراقي (( الجزء الثالث ))

Stocks6 نوفمبر 2021آخر تحديث :
علي خُلقي الشرايري .. وخُلُقِه الراقي (( الجزء الثالث ))

افاق الاخبارية

علي خُلقي الشرايري .. وخُلُقِه الراقي
(( الجزء الثالث ))

بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

كان علي خُلقي الشرايري قويُّ الهِمة ، بريءُ الذمة ، شديد البأس ، لا يعرف اليأس ، عروبيٌ أبي ، ورجل حرب شرس قوي .

في شهر نيسان ١٩٢٠ عاد الى إربد ، وعرف من السيد / عبدالرحمن رشيدات ان الشيخ / كايد مفلح العبيدات يدعو الى مؤتمر عام لزعماء اللواء الشمالي ، بقصد تنظيم حملة كبيرة من ابناء اللواء الشمالي للهجوم على المستوطنات اليهودية ومعسكرات الجيش البريطاني في مناطق بيسان ، وصمخ ، وتلال الثعالب . والتقى علي خلقي بالشيخ / كايد وبارك دعوته . وبعدها بايام إستشهد الشيخ / كايد المفلح العبيدات ، (( كأول شهيد أردني يروي ثرى فلسطين بدمه الطاهر )) ، في جنان الخلد ، مع النبيين والصديقين والشهداء ، شيخنا ، وشهيدنا المغوار ، الذي كان يغار على وطنه وعروبته ، ولم يجد أغلى من الروح ليجود بها .

أصبحت الأردن بموجب التفاهم الفرنسي — الإنجليزي ضمن المناطق الخاضعة للنفوذ البريطاني ، وذلك بمجرد إنهيار الحكومة العربية الفيصلية بدمشق ، وقد شجعت بريطانيا في البداية على قيام حكومات مناطقية إتُفِق على تسميتها (( بالحكومات المحلية )) تعمل تحت شعار (( سد الفراغ السياسي والاداري )) وكانت هذه الحكومات خاضعة لإشراف مجموعة من الضباط الإنجليز ، حيث تشكلت حكومة الكرك وحكومة السلط ، وفي إربد شكّل علي خلقي حكومته الأولى بعد مناقشات ومباحثات مطولة بينه وبين زعماء الشمال الأردني في شهر آب ١٩٢٠ .

ويفاخر علي خلقي بشخصيته حيث اعتبرها مميزة في السلوكية النضاليه وفي المحافظة على الثوابت الوطنية والقومية ، وفي الابتعاد عن الشُهرة والجاه والأنوار الكاشفة المضيئة .

بتاريخ ١٩٢٠/٩/٧ انتخبت لجنة الشيوخ أمير اللواء / علي خلقي الشرايري ، رئيساً لمجلسهم ، واتخذوا قراراً برفع العلم السوري العربي على دار الحكومة والبلدية . وبسبب إنشقاق لواء الكورة ، وجزء من ناحية بني عبيد بزعامة الشيخ / كليب الشريدة . تفاوض علي خلقي معه لكن لم يوافق الشريدة على انضمام لواء الكورة الى اربد .

كانت نوايا علي خلقي الشرايري وحدوية حيث أرسل رسائل الى كل من متصرف الكرك ، والسلط ، وبعض المناطق من سوريا ، ولبنان لإيجاد رابطة وطنية تشمل كل الأراضي العربية والأردنية. واخذ يناضل لتحقيق هذا الهدف القومي .

ومن العقبات التي وقفت امام تحقيق احلامه في تحقيق وحدة المناطق هي العقلية العشائرية ، والمناطقيه ، فمثلاً رفض الشيخ كليب الشريدة الإنضمام الى حكومة إربد وشكّل حكومة (( دير يوسف )) . كما ان رد حكومة الكرك ، وحكومة السلط جاء سلبياً ايضاً ، وناحية الوسطية كانت تتبع الى إربد شكلياً .

لقد اثبت علي خلقي انه الرجل المُخلِص لأمته وعروبته ، حيث اراد ان يكون الأردن موحداً كجزءٍ من أمته العربية .

وفي أوائل شهر كانون الأول أوفد الأمير عبدالله الشريف علي الحارثي الى عمان للإتصال بالوطنيين وقد خصَّ القائمقام / علي خلقي . وساند علي خلقي الأمير عبدالله ، رغم تحفظه في البداية لان هدفه كان وحدة البلاد الشامية وإستقلالها . كما انه كان يعتقد ان قدوم الأمير عبدالله بجيش كبير يهدف منه إخضاع الحكومات المحلية بالقوة . لكنه فهم من الشيخ / حسين باشا الطراونه ان التدابير التي اتخذتها بريطانيا في فلسطين وشرق الاردن اثناء وجود الأمير في معان غامضة ومريبة حيث أصدروا منشوراً بتاريخ ١٩٢٠/١٢/١٥ وزِّع في الكرك ، تنفي فيه بريطانيا تحريضها للأمير عبدالله على مهاجمة الفرنسيين . ومن هذا المنطلق أخذ علي خلقي الموقف السلبي من زيارة الأمير عبدالله الى عمان .

وفي ١٠ نيسان ١٩٢١ زاره الأمير عبدالله ، ومعه اللورد تشرتشل ، وبعض زعامات الشمال وطلبوا منه الإشتراك بالحكومة المزمع تشكيلها في اليوم التالي فوافق علي خلقي على ذلك ، شريطة ان يكون قائداً للقوات الأردنية الجديدة ، ومسؤولاً عن الامن العام ، ومشاوراً في مجلس الأمير . فوافق الجميع وذهب معهم الى عمان ، ودخل حكومة رشيد طليع بتاريخ ١١ نيسان ١٩٢١ مشاوراً للأمن ، والانضباط ، وعضواً في مجلس المشاورين . حيث عقد عزمه على تعضيد الجيش العربي ، وتقويته وتزويده ، بالأسلحة .

حدث بعدها ان تبنى الشاعر / مصطفى وهبي التل شِعار (( الأردن للأردنيين )) لأن المؤسسات الأردنية تولاها أشخاص من الدول المجاورة . وقد لقي الشيخ / سلطان العدوان في هذا الشعار فرصته كي يجاهر بمعارضته لذلك . (( يتبع الجزء الرابع والأخير )) .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة