ذَاكِرَةُ سَمَكة .. وحِقدُ جَمَلْ

Stocks3 أغسطس 2021آخر تحديث :
ذَاكِرَةُ سَمَكة .. وحِقدُ جَمَلْ

افاق الاخبارية

ذَاكِرَةُ سَمَكة .. وحِقدُ جَمَلْ

بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

الدولة الاردنية اصبحت دولة تناقضات في التعامل، والاجراءات ، والمطالبات ، والملاحقات ، والتنفيعات . فمن ترضى عنه الحكومات الاردنية والعديد من الجهات ، زلّته ( مغفورة ) لان ذاكرة السمكة هي الفاعلة ، والمسيطرة والموجِهة ، حيث يتم نسيان وغفران كل الموبقات التي اقترفها مواطن ما . فالمقربون ، النفعيون ، المصلحيون ، المتملقون ، المتقلبون في مواقفهم ، الكذابون ، تستهوي سلوكياتهم الباطلة السيئة ، تستهوي حكوماتنا ، فحتى لو أخطأ هؤلاء ، فاخطائهم تُنسى ، وتُغتفر ، ولا تبيت ولو لليلة واحدة لا في سجلاتها ولا ذاكرتها ، بسبب تفعيل ذاكرة السمكة . ومن لا ينقادون ، ولا يتزلفون ، ولا يداهنون ، ويتصرفون كمواطنين شرفاء أعزاء ، أقوياء بالحق ، والمنطق تُشغّل الحكومات الاردنية حِقد الجمل ضدهم ، وتصدهم حتى لو حاولوا تغيير المسار ، يبقى حِقد الجمل هو الطاغي وهو الذي يُسيّر الامور .

المواطن الاردني ، إنسان طبيعي ، عادي ، ليس معصوماً من الخطأ او حتى ارتكاب الخطيئة . فاذا كان نبي الله سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام يقول :— (( كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون )) . وربّ العِزة سبحانه وتعالى يؤكد ان كل انسان معرّض لارتكاب الخطأ او حتى الخطيئة ، وان الله سبحانه وتعالى يغفر لبني آدم اخطائهم وحتى خطاياهم ، فلماذا لا تنتهج حكوماتنا هذه القاعدة الاسلامية العظيمة وتعممها على كل الشعب الاردني !؟ وتبتعد عن الحقد والضغينة ، التي لا تليق باسلوب دولة مع مواطنيها .

هذه الازدواجية المقيته في التفريق بين الناس في التعامل معهم ، تجد اشخاصاً تجرأوا على كل الوطن ونحروا سمعته ، وأساءوا اليه وربما قبضوا عليه ، وهاجروا ، وطلبوا اللجوء وتبغددوا ، واكتنزوا الكثير من المال ، وفي مرحلة معينة ارتأوا العودة الى الوطن ، يتم الإحتفاء بهم وتبجيلهم ، وكأنهم كانوا بمهمة لحماية الوطن من كيد الكائدين ، وتربص المتربصين ، وحقد الحاقدين ، إحتفاءاً لا يلقاه جنودنا البواسل ، ولا اجهزتنا الأمنية الساهرة على أمن الوطن وراحة المواطن .

بينما تجد العديد من الشرفاء المنتمين الاردنيين ، الصابرين على حياة القهر والفقر والشقاء والعوز ، لو افصح بكلمة واحدة سواء شفوياً او خطياً ، عن نقدٍ معين ، او تطرق لشخصية عامة من الاذناب ، تقوم الدنيا ولا تقعد على رؤوسهم ، ويبدأ العذاب من زائر الفجر ، الى السجن والقهر والتعذيب والتضييق ، وهذا حدث وما زال يحدث لمئات بل لآلاف الاردنيين .

حتى لا أُفهم خطأ ، أنا مع ، وادعم ، وافتخر لو ان حكوماتنا الاردنية تعامل الناس بسواسية واحترام دون تمييز او تضييق ، وان تحترم إنسانية الانسان سواء معارضي الخارج ، او معارضي الداخل ، وان تحترم الرأي الآخر ، وتتقبل حرية التعبير ، ولا تتورم أوداجها من النقد او من ساقته الاقدار وسوء الحظ للتلفظ بجملة لا تروق لتوجهات شخوص الحكومات .

يفترض ان لا تتعامل الدولة الاردنية بازدواجية بين مواطنيها ، وان لا تُقسِّم اصحاب الرأي الى خيار وفقوس ، حتى لو كان هؤلاء بمهة خارجية تقمصوا فيها دور المعارضة ، لاننا في النهاية كلنا اردنيون .
وهذا اعادني الى ان اتذكر انني بتاريخ ٢٠٢٠/٥/١٢ كتبت مقالاً نُشر على موقع ناطق نيوز بعنوان (( المعارضة الخارجية .. هل هي ضرورية !؟ ))

حكوماتنا تحترف التناقض بين ذاكرة السمكة ، وحقد الجمل . انتقائية بغيضه ومكروهه بين المواطنين عندما يتم التغاضي عن إساءات وتشويهات البعض للوطن ونشر غسيلنا امام العالم اجمع مما يشوه سمعة الوطن ، بينما يتم تغييب وتعذيب مواطنين انتقدوا مجرد انتقاد عادي لما يحصل في الوطن من بلاوي وهم في صلب المعاناة داخل الوطن .

ذاكرة السمكة ، وحقد الجمل لا تستوي مع إدارة وطن . ناس زلتهم مغفورة ، وناس صوفتهم منفوشة .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة