
احمد ابو خليل
بمناسة إعلان الحكومة عن تشكيل لجنة توجيهية عليا مختصة بمتابعة رمي النفايات العشوائي في الأردن..
لا بأس بالخطوة بالطبع.
لكن اسمحولي الإشارة إلى أن نفايات الشوارع شأن يخص المدن فقط وخاصة الكبيرة.
من مشاهداتي التفصيلية المتعددة والموزعة على أكثر من منطقة شمالا وجنوبا، لاحظت أن شوارع القرى نظيفة، وأن أهلها ببساطة لا يرمون النفايات في شوارعهم، ثم أن نفاياتهم قليلة نسبيا.
رأيت في قرية حرثا (بني كنانة) مؤخرا أن بعض النساء ما زلن يحافظن على عادة تكنيس الشارع أمام البيوت وبمكانس القش القديمة..
بلديات القرى توزع حاويات صغيرة وبكثافة، وقد اهتدوا إلى تصنيع حاويات خاصة عبارة عن برميل مقصوص طوليا ومثبت فوق هيكل معدني مناسب. بحيث يغلق النصف العلوي على السفلي. وعندم سألت عمال النفايات عن طريقة تفريغ هذه الحاوية (البرميل) اجابوا إن المحتويات التي يجدونها في هذه البراميل يمكن تفريغها بالأيدي.
في بعض قرى لواءي المزار والوسطية قامت البلدية بتوزيع حاويات بلاستيكية صغيرة أمام كل منزل تقريبا.
بل إن بعض القرى تشتهر بأن أهلها يعتنون بمظهر أبواب منازلهم وأسوارها من خلال الزينة الطبيعية بالأشجار والزهور. وبعض مداخل البيوت ظننت في البداية أنها مشاتل بسبب كثرة قواوير الورود امامها وعلى أسوارها. بعض البيوت تحرص على وجود مساطب أمام المداخل كجلسات أصبحت عبارة عن منطقة استقبال غير رسمي (كاسة شاي أو فنجان سادة).
وبالمناسبة، هذه الظاهرة لاحظها الملاحظون المختصون، فقد اصطحبت قبل نحو عشرين عاما (في جولة في قرى عجلون) عالم الأنثروبولوجيا المصري أحمد أبو زيد (رحمه الله) وهو الخبير الدولي في مسائل التنمية منذ خمسينات القرن الماضي في قارات العالم الثالث، وقد سألني عن سر نظافة القرى الأردنية، وأجبته بما تيسر لي من أجوبة. وقال لي إنه يعرف قرى الأردن منذ مطلع ستينات القرن العشرين.
لكن المؤسف أن النفايات في المحافظات تتركز في الشوارع التي يقصدها السياح!! هذا لاحظته في محيط القرى المستهدفة في عجلون وغرب اربد وبني كنانة وخاصة في الشوارع الكبيرة القريبة حيث يجلس المصطافون القادمون غالبا من المدن.
من فضلكم، برأيي أن على اللجنة الحكومية أن تعالج رمي النفايات عند من يرمونها.







