
بقلوب يعتصرها الحزن، وبعيون دامعة، نودّع صديقنا الغالي الدكتور عبد الكريم مرعي، الذي فارق الحياة فجأة، تاركًا خلفه فراغًا كبيرًا وألمًا في قلوب الآلاف من محبيه ومن اصدقائه من مختلف الطبقات والمستويات.
لم يكن الدكتور عبد الكريم مرعي مجرد طبيب، بل كان إنسانًا نذر حياته لخدمة الناس، يمنح علمه ووقته بسخاء، ويعالج مرضاه بكرامة وحنان. لم يتردد يومًا في تلبية نداء صديق أو محتاج، في أي ساعة من الليل أو النهار، لمشورة او حالة طوارىء وكان الملجأ الطبي والإنساني لكثيرين، لا بل باعث الامل في عقول وقلوب مرضاه ومحبيه.
امتدت أياديه البيضاء لكل المكونات المدنية التي عرفته وعملت معه ،لتشمل دعمه لعشرات الطلبة لاستكمال دراستهم، ومعالجتهم كانوا عرب اومواطنين ،فكان طبيبا أستاذًا ومعلمًا وراعيًا وخادما لكل محتاج ولكل طموح.
عاش ابو حسن كريمًا في عائلة عز وكرم وشرف، محبًا، مرحًا، كريما لعائلته واولاده يملأ البيت دفئًا والقلوب سرورًا، ولم يعرف الراحة أو الانقطاع عن العمل والتواصل مع الناس والجيران في كل مناسبه حتى آخر لحظاته.
كان ابو حسن شخصية وطنية قلما نجد شبيه له ،ذا ذاكرة حاضرة واطلاع دقيق، يعرف أدق تفاصيل من حوله، ويشكّل مرجعية اجتماعية يلتجئ لها الجميع في الرأي والمشورة.
نم قرير العين يا أبا حسن، فقد أحبك الناس حبًا صادقًا وبكوا على فراقك، وذكراك ستبقى حيّة فينا ما حيينا.
د صالح ارشيدات








