
اَفاق نيوز – استضاف برنامج “أوراق مطوية”، والذي بُث عبر قناة التغيير، الصحفي الاستقصائي والخبير الإعلامي الأردني سعد حتر، في لقاء أجراه الإعلامي جلال النداوي.
الملك الحسين والإعلام: تواصل استثنائي
استعرض حتر علاقته بالإعلام في عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال، مشيرًا إلى أن الملك كان على تواصل مباشر مع الإعلاميين الأردنيين، خاصة في الأزمات.
وقال إن الملك الحسين كان حريصًا على إيصال رسائله السياسية عبر المقالات والوسائل التقليدية، رغم إصابته بالسرطان عام 1991 وتلقيه العلاج في “مايو كلينيك” بالولايات المتحدة، حيث أصر على الشفافية في إبلاغ الشعب بحالته الصحية، رغم بعض التحفظات من المحيطين به.
كما استذكر خطابًا شهيرًا للملك في مدينة إربد حمل رسائل ودّ تجاه سوريا، في وقت كانت العلاقات بين البلدين تمر بتقلبات سياسية.
قمة عربية : محاولة أردنية لجمع صدام والأسد
روى حتر محاولة الملك الحسين عقد قمة عربية عام 1987 ضمّت صدام حسين وحافظ الأسد، في محاولة لرأب الصدع العربي.
وأكد أن الأردن لطالما لعب دور الوسيط الإيجابي، مستفيدًا من عمقه الاستراتيجي في العراق، وعلاقاته التاريخية مع مختلف الأطراف العربية.
من قلب بغداد: التغطية تحت القصف الأمريكي
كان سعد حتر من بين الصحفيين القلائل الذين تواجدوا في بغداد خلال الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث غطى الأحداث لحظة بلحظة وسط أجواء مشحونة وخطرة.
تحدث عن تتبعه لخطابات صدام حسين، وتحليلها نفسيًا وسياسيًا، وعن كيفية طرده من العراق خلال 8 ساعات بسبب تمسكه بالحياد والموضوعية في التغطية، في وقت كانت السلطات تمارس ضغوطًا كبيرة على الصحفيين.
وأشار إلى مطاردات أمنية واجهها وزملاؤه أثناء محاولتهم الخروج إلى الأردن، عبر طرق ملغّمة بالتهديدات.
المخاطر على الأرض: شهادات من خطوط النار
شارك حتر مواقف صعبة عاشها أثناء تغطيته للحروب، أبرزها تعرّض سيارات الصحفيين لإطلاق نار مباشر من القوات الأمريكية، واستشهاد زملاء ميدانيين كانوا يعملون إلى جانبه.
تحدث عن الظروف القاسية، من الحصار الأمني، إلى شحّ المياه والطعام، وغياب الحماية القانونية للصحفيين العاملين في مناطق النزاع.
العراق ما بعد الحرب: مشهد جديد ومفتوح على الفوضى
واكب حتر التغيرات السياسية التي أعقبت سقوط نظام صدام حسين، حيث غطى اجتماعات القمة العربية في العقبة، وأجرى مقابلات مع قادة الأحزاب الجديدة، كما وثّق لحظات إسقاط التماثيل والرموز العسكرية، والتي اعتبرها ضربة نفسية كبيرة للذاكرة الجمعية العراقية.
تجربة اختطاف في اليمن: من الخطر إلى الكرم القبلي
روى حتر تفاصيل اختطاف أربعة سياح فرنسيين في اليمن خلال شهر رمضان، وكيف تمكن من متابعة القصة ميدانيًا.
قال إن العملية لم تكن ذات طابع سياسي بل اجتماعي، وانتهت بسلام، بل وبتقديم بندقية قديمة كـ”هدية تكريم” من الخاطفين للمختطفين، في مشهد يلخّص تعقيدات الثقافة اليمنية.
غزة تحت النار: الصحافة في مواجهة المأساة
تحدث حتر عن تغطياته للأحداث في غزة، مشيرًا إلى المجازر والمجاعة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي، والصعوبات الكبيرة التي تواجه الصحفيين في إيصال الصورة بدقة.
وأكد أن المؤسسات التي عمل معها، ومنها BBC وAFP، كانت حريصة على التغطية الموضوعية رغم صعوبة الميدان وقيوده.
الختام: مهنة لا تعرف الخوف
في ختام اللقاء، أكد حتر أن العمل الصحفي الاستقصائي ليس وظيفة عادية، بل رسالة تتطلب الشجاعة والمصداقية والانحياز للناس. وأضاف أن تغطية النزاعات من قلب الحدث تعني أحيانًا المخاطرة بالحياة من أجل إيصال الحقيقة.
وقد أتاح هذا اللقاء عبر برنامج “أوراق مطوية” نافذة استثنائية لفهم خلفيات الأحداث الكبرى في العالم العربي، من خلال تجربة صحفي استقصائي ميداني تمرّس في نقل الحقيقة من خطوط النار.
ويتمتع سعد حتر بخبرة تمتد لأكثر من 45 عامًا في المجال الإعلامي، منها 20 عامًا في مجال التدريب الإعلامي.
وقد تنقّل خلال مسيرته المهنية بين العراق وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة واليمن، ناقلًا الأحداث من قلب مناطق النزاع. كما عمل مراسلًا لعدد من أبرز المؤسسات الإعلامية الدولية، من بينها وكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، وهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، ومجلة “تايم” الأمريكية.








