عربي و دولي

الخارجية الأميركية: ترامب يرى السعودية شريكاً أساسياً بكل المجالات

ترامب يرى السعودية شريكاً أساسياً في جميع المجالات

اَفاق نيوز – في خطوة وُصفت بالتاريخية، عُقدت اليوم في العاصمة السعودية الرياض قمة ثنائية جمعت ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، في قصر اليمامة، بحضور وفدي البلدين. وتأتي هذه القمة في إطار زيارة رسمية للرئيس الأميركي إلى المملكة العربية السعودية، هي الأولى له خارج الولايات المتحدة في ولايته الرئاسية الثانية، ما يعكس أهمية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.

وفي تصريح لقناة “العربية/الحدث”، وصف المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، سامويل وربيرغ، اللقاء بأنه “تاريخي”، مؤكداً أن “الرئيس ترامب يرى في السعودية شريكاً أساسياً للولايات المتحدة في مجالات متعددة تشمل الدفاع، الأمن، السياسة، الاقتصاد، والثقافة”، مشدداً على أن التعاون بين واشنطن والرياض يشهد تطوراً غير مسبوق على كافة الأصعدة.

شراكة متنامية في الدفاع والتكنولوجيا النووية السلمية

وأوضح وربيرغ أن الولايات المتحدة تتطلع إلى تعزيز التعاون العسكري مع المملكة، مضيفاً: “واشنطن ترى أن السعودية تستطيع المشاركة مع الولايات المتحدة في أي مناورات عسكرية وفي الدفاع المشترك”، مشيراً إلى أن هذا التنسيق العسكري يعكس مستوى الثقة بين الطرفين.

كما أشار إلى رغبة أميركية واضحة في دعم المملكة في مختلف مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وقال: “نريد أن تستفيد السعودية من كل التكنولوجيا الأميركية، بما في ذلك تكنولوجيا الطاقة النووية السلمية”، وهو ما يعد خطوة إضافية في مسار نقل الخبرات والدعم التقني ضمن إطار الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

مترو الرياض.. نموذج للتعاون المدني

وفي سياق حديثه، أثنى المتحدث باسم الخارجية الأميركية على مشروع مترو الرياض، واصفاً إياه بأنه “صرح جديد وجميل”، معرباً عن فخر الولايات المتحدة بالمشاركة في إنجازه، حيث شاركت شركات أميركية رائدة في تنفيذه ضمن جهود تنموية ضخمة تشهدها المملكة ضمن “رؤية السعودية 2030”.

توقعات بإعلانات هامة خلال الزيارة

وأكد وربيرغ أن الزيارة الحالية ستشهد صدور عدد من البيانات والإعلانات التي ستتناول أوجه التنسيق الثنائي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما في الجوانب الاقتصادية، الأمنية، الدفاعية، الثقافية والتعليمية. وتوقع أن تُترجم هذه الزيارة إلى خطوات تنفيذية ملموسة على الأرض خلال الفترة المقبلة، بما يعزز الاستقرار الإقليمي ويخدم المصالح المشتركة.

زيارة تؤكد البعد الإستراتيجي للعلاقات

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة تمثل امتداداً لنهج اتبعه ترامب منذ ولايته الأولى، حين اختار السعودية أيضاً كأول محطة خارجية له، في خطوة اعتبرت آنذاك تأكيداً لمكانة المملكة المتقدمة في السياسة الخارجية الأميركية.

وتسلط الزيارة الحالية الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه الرياض في الملفات الإقليمية والدولية، بما في ذلك جهود تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، فضلاً عن تعزيز الشراكات الاقتصادية مع القوى العالمية الكبرى.

ويأتي هذا التقارب في وقت تشهد فيه منطقة الخليج تحولات متسارعة، بما فيها صعود دور السعودية وقطر والإمارات في رسم معالم السياسات الاقتصادية والأمنية الإقليمية. ويرى مراقبون أن زيارة ترامب ومباحثاته مع القيادة السعودية تعكس إدراكاً أميركياً متجدداً لأهمية تنسيق السياسات مع دول الخليج لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز الفرص التنموية.

ختام

ختامًا، تُعد زيارة الرئيس ترامب للسعودية، وما رافقها من لقاءات ومباحثات، علامة بارزة على متانة العلاقة بين الرياض وواشنطن، ودفعة قوية باتجاه مزيد من التعاون الإستراتيجي بين الحليفين، في وقت تتجه فيه المنطقة إلى إعادة تشكيل تحالفاتها وتوازناتها على أسس جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى