أقلام و آراء

حديث جدي والباش مأمور أو الوزير

بقلم صهيب التل

حدثني جدي قائلا : أيها الحفيد الذي يحاول ان يتعلم من دروس الدنيا
في زمن مضى كان أحد الأشخاص محمود بين اهله وربعه، وسمعته طيبه عندهم و عند غيرهم، وكان يعد من أصحاب الفضل فيهم ولكل من عرفه، وإذا طَلبتُ منه خدمة يكون اسرع من الريح في انجازها، ولا يدخر جهدا لتلبية اي طلب يطلب منه
وفي احدى دورات الزمن أصبح ذلك الشخص (ماغيره) باش مأمور اي ما يعادل الوزير في أيامكم، اذ تولى منصبا، والمناصب لاتدوم لاصحابها وما يدوم هو الذكر الطيب واحترام الآخرين.
يا جدي ذلك الشخص غرته الدنيا و أغراه المنصب واغمض جزءا من عينه عن معارفه ومن ساندوه في مسيرته حتى وصل المنصب، وأصبح لايكاد يرد على اتصالات اهله و ربعه ومعارفه ويتكلم بعلو منفرٍ من برج عالٍ، و نسي صاحبنا ان المتغير هو الثابت الوحيد في هذه الدنيا، وأن من عادة الدنيا ان تنقلب باهلها، ولما انقلبت به الدنيا وذهب عنه زخرفها جلس مذمومآ محسورا نادما على ما فرطت يداه ولسانه في حق غيره.
ولم يتعظ صاحبنا بغيره وغاب عنه ان الله سبحانه وتعالى هو المنعم، والمتحكم بتوزيع النعم على عباده، فمن صان نعمة الله و حافظ عليها بالشكر انعم الله عليه بنعمة حب الناس وارشده للمزيد من الجهد لخدمتهم لان قضاء حوائجهم عبادة تورث السمعة الطيبة للأبناء والاحفاد “وانهم
(بتنومسوا بيها بين خلق الله) جيلآ بعد جيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى