
عدنان نصار
على مرمى وردتين من عمان الى أولى القبلتين ، وعلى تلال القدس التي تعانق عمان ، وتحديدًا على تراب المسجد الأقصى المبارك، يتجلى البعد الخماسي : الصراع والتشابك السياسي والديني والتاريخي والجغرافي. ومنذ أكثر من مئة عام، تمسكت الأسرة الهاشمية بدور تاريخي وروحي في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، ضمن ما يُعرف بالوصاية الهاشمية ، التي لم تكن مجرد واجب ديني أو التزام سياسي وأخلاقي ، بل عكست موقفًا ثابتًا في ارتباط الأردن، ملكًا وشعبًا، بالقدس وهويتها العربية والإسلامية ، وهو أيضا واجب عربي واسلامي في لحظة تاريخية تتزايد فيها التحديات والانتهاكات بحق الأقصى ، وسط هذا التحدي تظل الوصاية الهاشمية صمام أمان للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات، وتظل الوصاية الهاشمية المركز الأساسي في الدفاع عن حق الشعوب العربية والإسلامية في أولى القبلتين وثالث الحرمين..وهو أمر ليس حديث العهد ، بل متعمق في التاريخ ، وضارب في جذور الجغرافيا ، ومتأصل في الوجودية السياسية والدينية والتاريخية كون الوصاية الهاشمية الضمانة التاريخية والقانونية للحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية للمسجد الأقصى وسائر المقدسات في القدس المحتلة.
الوصاية، التي تعود جذورها إلى عهد الشريف الحسين بن علي واستمر بها ملوك بني هاشم، ليست فقط رمزية أو دينية، بل تشكل عامل توازن في وجه محاولات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني للمقدسات ، التي يسعى الإحتلال الاسرائيلي بوقاحة وصلافة لتهويد القدس ومقدساتها على يد اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يقوده ما يسمى بوزير الأمن القومي المدعوق بن غفير .
الإحتلال الاسرائيلي وإنتهاكاته الهمجية بحق الأقصى لم تجيء إعتباطا ، ولا هي خارج تفكير الإحتلال الاسرائيلي ، بل هي خطوات مبرمجة ، فيها من الإستفزازية والتحدي ما يكفي لأن تقف الدول العربية والإسلامية في وجه هذا المخطط الإجرامي ، وتقديم الدعم السياسي العربي والإسلامي للتعزيز دور الوصاية الهاشمية ، التي تعتبر الخط الأول في مواجهة هذه الإنتهاكات .
الوصاية الهاشمية التي اكتسبت شرعيتها من اعتراف عربي وإسلامي ودولي، يعزز دور الأردن في حماية الوضع القائم ورفض المساس بالسيادة الدينية في الحرم الشريف. ومن خلال هذه الوصاية، يمارس الأردن دورًا دبلوماسيًا فاعلًا، يجمع بين الثبات على المبادئ والمرونة السياسية في المحافل الإقليمية والدولية، مما يجعلها ركيزة أساسية في الحفاظ على القدس كعاصمة للهوية العربية والإسلامية.
أمام هذه الهجمة على الأقصى المبارك ، لن تكفي بيانات الشجب والإستنكار ، ولن يكفي مؤتمرات تصدر بيانات ..الموقف يستدعي تحرك عربي وإسلامي ودولي لوقف هذه الإنتهاكات ، ودعم شرعية الوصاية الهاشمية وقانونيتها لتبقى ممسكة بزمام الحماية القانونية عبر الوصاية الهاشمية التي تجمع عليها الدول العربية والاسلامية والمواثيق الدولية ..آن الآوان للتحرك الفعلي لوقف مهزلة بن غفير وأنصاره من قطعان المستوطنين .








