مَن عدونا اللدود .. على الحدود ؟
عوض ضيف الله الملاحمه
ماذا أقول عنكَ يا أردن وانت دوماً مُبتلى من أقرب الناس !؟ مع انك لم تخدع ، ولم تستهدف ، ولم تقتنص فرصة للإضرار بأحد ، حتى دول العالم الاخرى ، فكيف بالاشقاء ، والجيران ودول المنطقة ؟
يجب علينا ان نُجيب على السؤال الإستفهامي الإستنكاري الذي نسأله دوماً ، مع اننا نعرف إجابته ، لكننا لا نفصح عنها ، ولا أدري لماذا !؟ والسؤال هو : من هم أعداء الأردن ؟
النظام السوري ، الذي قادته قسوته لمواجهة شعبه ، بغياب الحِكمة في تعامله مع المحتجين . مما مهد الطريق للأشرار الذين لا ينوون خيراً لسوريا . فتكالبت عشرات التنظيمات صاحبة الأجندات الخارجية الخطيرة على سوريا ، فذبحت سوريا من الوريد للوريد .
وعندما وجد النظام السوري نفسه يترنح . إستنجد — مُخطئاً — بالفرس لدعمه . وسلّم نفسه للفرس دون قيد او شرط . فسنحت الفرصة لهم لإستباحتها .
لكن تدخل ايران لم يُحدِث فرقاً جوهرياً في ساحات الإقتتال . مما إضطر النظام السوري للجوء لروسيا . فوافقت روسيا على التدخل لأنها اعتبرت سوريا هي آخر معقلٍ لها على البحر المتوسط ، بعد ضياع ليبيا . وتمكن النظام السوري من فرض قبضته على غالبية الأراضي السورية .
أما ايران فقد إستغلت فرصتها الفريدة ، لتحقيق حلمها بالسيطرة على أي جزءٍ متاح من أي قُطرٍ عربي . وهنا فتكت ايران في سوريا فاستباحتها بمعنى الكلمة . حيث بدأت بتجنيس الإيرانيين ، وشراء الأراضي والمساكن في مناطق معينة . كما عمِلت على تهجير بعض السكان من مناطق الى اخرى ، لأماكن لها دلالات تاريخية تهم ايران . وبدأت بافتتاح مراكز ثقافية — وهذه دوماً وسيلة ايران عندما تنوي إختراق بلد معين ، وقد عانت السودان ، وتونس تحديداً من ذلك — وفي الواقع هي بؤر لتجنيد العملاء . كما بدأت بإنشاء مدارس لتعليم اللغة الفارسية ، والمناهج الإيرانية .. وغيرها من الوسائل الخبيثة التي تهدف منها السيطرة على سوريا . كما تم نشر المخدرات والدعارة .. وغيرها من الموبقات . والأخطر تشكيل العديد من التنظيمات الفارسية المسلحة والمدربة جيداً .
أما بخصوص الأردن ، فلا تخفَ أطماعها ، ولعلنا نذكر إصرار ايران على إجتذاب الأردن لمعسكرها ، بعرض تزويد الأردن بالنفط مجاناً ، والسماح بالسياحة الدينية ، وإنشاء مطار في الكرك ، ومحاولاتهم شراء عقارات في المزار الجنوبي . كما لا اعتقد اننا نسينا نشاطهم الخفي في نشر التشيع في الكرك وعمّان قبل حوالي عقدٍ من الزمان .
ولأن ايران تمر في ضائقة مالية ، فقد اوعزت لتنظيماتها لتمويل نفسها ذاتياً من زراعة المخدرات في لبنان بالذات . ومنذ عقود من الزمن وصل الأمر الى إعتماد تنظيماتها إعتماداً شبه كلي على تمويل عملياتها ونشاطاتها من زراعة وبيع المخدرات .
ايران الشيطان تستهدف الأردن ، وفي وضح النهار . وعمليات تهريب المخدرات الى الأردن مدعومة إيرانياً بشكل واضح وجلي . والإشتباكات الأخيرة دليل اكيد على ان هكذا إشتباكات تعدت إمكانات التنظيمات . لأن قوة ، ومدة ، وحجم تلك الإشتباكات يدل على ان جيشنا العربي الباسل قد خاض معركة حقيقية مع جيش شبه نظامي .
إيران هي التي تقف بكل ثقلها ، وراء تهريب المخدرات الى الأردن . ولم يعد الأمر يحتمل المداراة ، واللجوء الى العبارات الدبلوماسية الفضفاضة ، ( الرايغة ) . وهذا يتطلب إحداث تغيير جوهري في آلية المواجهة . ثم لابد من لجوء الدولة الأردنية الى المجتمع الدولي للمساندة الفورية ، وإتخاذ خطوات عملية وجادة قبل إستفحال الوضع . إيران الفارسية المجوسية هي عدونا اللدود على الحدود . وكفى صمتاً ، ومداراةً . ولا جدوى من إتهام سوريا ، لأن الأمر ليس في يدها مطلقاً ، الأمر بيد ايران التي تحكم سوريا فعلياً .
لماذا الصمت تجاه ايران ؟ لماذا التعامل على إستحياء مع ايران ؟ لماذا نسكت وايران تتمادى وعناصر التهريب التي تديرها تصعّد مخاطرها وهجومها ؟ اما زلنا لا نعتبر ان التهريب واستخدام القوة يشكل خطراً ؟ كما
علينا ان نعرف هل لايران وتنظيماتها خلايا نائمة ؟
من يدعم ايران في تجاوزاتها على الأردن ؟
الم نتأكد بعد ان هناك تنسيقاً خفياً بين امريكا والكيان وايران ؟ هل نسكت حتى يحدث للأردن ما حدث للعراق ؟ الم نقتنع بعد ان احتلال العراق كان مخططاً امريكياً صهيونياً ايرانياً ؟
الا نعرف بان ايران والكيان حليفين في الخفاء ؟ الا نعرف بان هناك مصلحة للكيان بما تقوم به ايران ؟ الا نعرف بان حجم الإستثمارات الصهيونية المباشرة في ايران بلغ ( ٣٣ ) مليار دولار ؟ الا نعلم بان هناك ( ٦ ) قنوات ايرانية تبث الطائفية على أقمار صناعية اسرائيلية !؟ وتلتزم بشرط عدم المساس بإسرائيل . ومن تلك الأقمار الصناعية ( عاموس ٢ ، وعاموس ٣ ، وعاموس ٥ ) . كما ان هناك قنوات ايرانية طائفية ناطقة بالعربية ، وتبث من إسرائيل مثل : ( قناة آل البيت ، والأنوار ، والعالمية ، والغدير .. وغيرها ) . وهناك نحو ( ٢٨ ) قناة تبث بنحو ( ٣٥ ) لغة ، هذا عدا عن مئات المواقع الالكترونية الإيرانية التي تبث من الكيان .
الا نعرف ان اسلوب التقية ليس محصورا استخدامه بالاشخاص بل تستخدمه الدولة الإيرانية في سياساتها وتعاملاتها مع الغير ؟ الم ندرك للآن القدرات الإيرانية — المتميزة حقاً — في اسلوب شراء الوقت والتفنن في التستر للوصول لأهدافها ؟
الم يصل لكم بعد ان ايران عجّزت دول العالم الكبرى كلها بمراوغتها بالنشاط النووي ، وها هي تقترب ان لم تكن قد انتجت القنبلة النووية والعالم كله فاغراً فاهه وهو عاجز عن ايجاد آليات لضبطها ؟
ثم ، ألم ندرك بعد اننا بين فكي الكماشة الإيرانية على حدودنا مع العراق وسوريا ؟
الم نفهم بعد ان تجمهر التنظيمات الإيرانية في العراق على حدودنا مع العراق ليس غايته نُصرة فلسطين وانما إحداث خلل أمني في الأردن ؟
إياكم ان تعتقدوا ان فلسطين تعني شيئا لإيران . انها تدعم لغايات ايجاد أذرعٍ لها في المنطقة لتستخدمها لخدمة سياساتها وفارسيتها وتوسعها .
الم ندرك نحن وكل النظام الرسمي العربي بأن هناك ثلاثة قوى لها ثلاثة مشاريع استعمارية تتسابق ، ( وتتباطح ) ، (وتتناطح ) لإلتهام الوطن العربي ؟ وهذه القوى تتمثل في الكيان الصهيوني ، وايران الفارسية ، وتركيا العثمانية .