إطلاق عالمي لتقرير المؤشر الاقتصادي لجاهزية المستقبل

اَفاق نيوز –  شهد منتدى الدوحة الـ ” 21 ” إطلاقا عالميا للنسخة الثالثة لتقرير “المؤشر الاقتصادي لجاهزية المستقبل للعام 2023 ” تحت عنوان “السياسات الرقمية محور جاهزية المستقبل”. يُعتبر هذا التقرير ثمرة لتضافر جهود مشتركة، إذ أعدّه معهد ديكارت للمستقبل، بتكليف من Google Cloud وبتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات في دولة قطر. ويقدم التقرير قياساً عالمياً للجاهزية المستقبلية والتحول الرقمي في 124 دولة، كما يُقيّم الجوانب الرئيسية للتحول الرقمي، بما في ذلك السياسات والإجراءات التنظيمية.

يُعد المؤشر الاقتصادي لجاهزية المستقبل مصدراً أساسيًا للحكومات والشركات والمُحللين، حيث يُقدم مقاييس دقيقة لتقييم جاهزية التحول الرقمي. وأظهر تقرير 2023 أن سنغافورة والدنمارك وسويسرا تتصدر قائمة الجاهزية الرقمية، وهي دول تُعرف بإنجازاتها البارزة بين الاقتصادات الصغيرة المتطورة. وتشمل قائمة أفضل عشر دول في الأداء كلا من الولايات المتحدة والسويد وفنلندا والنرويج وهولندا والمملكة المتحدة وأستراليا، فيما جاءت كندا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا واليابان ضمن أفضل 25 دولة. وفي مجال السياسات الرقمية، تميزت المملكة المتحدة وأستراليا وإستونيا في مؤشرات تنظيم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتدابير الأمن السيبراني، والسياسات المتعلقة بالتقنيات الناشئة.

تم إطلاق التقرير رسمياً في جلسة “بناء الاقتصاد الرقمي: هل بلدك جاهز للمستقبل؟”، ضمن فعاليات منتدى الدوحة، حيث افتتح الجلسة سعادة السيد محمد بن علي المناعي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بكلمة أشاد فيها بأداء دولة قطر البارز في التقرير، مؤكدًا على تميزها بالحصول على المرتبة الثامنة في الركيزة الفرعية للسياسة الرقمية ومراكزها المتقدمة في مؤشرات رأس المال المادي والقدرة التنافسية. وأكد سعادته أن هذه النتائج تتوافق مع أجندة دولة قطر الرقمية 2030، مشددًا على التزام الدولة بالحوكمة الرقمية، ومشيرًا إلى التقدم البارز لمنطقة الشرق الأوسط في جاهزية المستقبل.

أدار السيد دان ميرفي، مذيع ومراسل في قناة CNBC حلقة النقاش التي شارك فيها متحدثون بارزون هم – سعادة الدكتور حسين علي مويني، رئيس زنجبار ورئيس المجلس الثوري وممثلاً لسعادة الدكتورة سامية سولوهو حسن، رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة، وسعادة السيد أرنولدو أندريه تينوكو، وزير الخارجية وشؤون العبادة في جمهورية كوستاريكا، والمهندس أحمد عبد الله المسلماني، رئيس هيئة تنظيم الاتصالات، والدكتور برونو لانفين، مؤسس ورئيس معهد ديكارت للمستقبل، وكاتب التقرير، والسيدة كيزوم نجودوب ماسالي، رئيس البرامج الرقمية ورئيس المكتب الرقمي في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والسيد سليم ادّه، مدير الشؤون الحكومية والسياسة العامة للأسواق الناشئة في Google Cloud. تناول النقاش استعراض نتائج التقرير واستكشاف سبل دمج استراتيجيات النمو التقليدية مع المبادرات الرقمية، بالإضافة إلى تمكين الدول من تشكيل مستقبلها الرقمي، والتفاعل بين الاستعداد للمستقبل والتكنولوجيا الرقمية، وأهمية التعددية في عالم التكنولوجيا الرقمية.
من جانبه، أشار المهندس أحمد عبد الله المسلماني، رئيس هيئة تنظيم الاتصالات، إلى دراسة الحالة المفصلة في التقرير حول إنجازات مسيرة السياسة الرقمية التي اعتمدتها دولة قطر خلال السنوات العشر الماضية. وأشاد بالتصنيف المرتفع الذي حققته دولة قطر في مؤشرات تنظيم الذكاء الاصطناعي والحوكمة السحابية وخصوصية البيانات، والتي كان لها دور محوري في التحول الرقمي للدولة.

كما أكد الدكتور برونو لانفين، مؤسس ورئيس معهد ديكارت للمستقبل، وكاتب التقرير، أن الجاهزية للمستقبل لا تقتصر فقط على المنافسة بين الاقتصادات التكنولوجية المتقدمة، بل يجب على الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني في جميع الأقطار بذل الجهود اللازمة لضمان الاستعداد للمستقبل. كما أن السعي للعيش في كوكب أكثر استدامة تنخفض فيه الفوارق ويتعزز فيه السلام يعد الآن من الأولويات القصوى، إذ يؤدي التحول الرقمي دورًا محوريًا في تحقيق هذه الأهداف.

وقال السيد سليم ادّه، مدير الشؤون الحكومية والسياسة العامة للأسواق الناشئة في Google Cloud: “مع تغطية المؤشر لـ 124 اقتصادًا وتوفير أداة تفاعلية عبر الإنترنت، يمكن لصانعي السياسات والمحللين تصور التأثير الذي قد تحدثه السياسات المستهدفة على جاهزية المستقبل وتصنيف اقتصاداتهم. كما يقدم تقرير 2023 خريطة طريق نحو نمو رقمي مستدام وشامل. يُحدد المؤشر ركائز إطار عمل “العدائين الرقميين” الذي أطلقته شركة جوجل في العام 2020، ويشير إلى أهمية استثمار البلدان في المجالات الرئيسية للبنية التحتية المادية، ورأس المال البشري، والسياسات الرقمية المتقدمة، والخدمات الحكومية لدعم مسيرة التحول الرقمي لديهم. وأشار إلى أن هذه الاستثمارات تتيح للدول الاستفادة من أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وبالتالي تكون جاهزة للمستقبل.”