افاق نيوز

غاده عقل تكتب : مصباح علاء الدين

alt=

غاده عقل

في الماضي و عندما كنت طفلة كنت متفوقة في اللغة العربية و بالأخص بمادة التعبير كنت دائما أحصل علي العلامة كاملة.

و عندما تطلب المدرسة منا أن نضع كلمة في جملة مفيدة لم أكن أقتنع بالجمل التقليدية بل أبحث عن جمل قوية ودائما كنت أستخدم كلمة الوطن…فلسطين..الشهيد

وكنت احصل على جائزة لقوة جملي

والجائزة آنذاك كانت عبارة عن تصفيق باقي الطالبات لي.

وفي يوم طلبت منا المدرسة أن تذهب كل منا لعالم الخيال وتسرح في عالم مجهول بعيدا عن الواقع وتتصور أنها وجدت مصباح علاء الدين

و تابعت المدرسة سائلة

ماذا لو وجدتِ مصباحَ علاءِ الدّين؟

لو تمثّل لكِ الماردُ عبدا بين يديكِ وقال:

شبيك لبيك عبدكِ بين يديكِ

فماذا كنتِ ستطلبين؟

أتطلبين قصراً جدرانُه من ياقوتٍ ومرجان

وفرشُهُ ريشُ نعام

أم ستطلبين فارسَ أحلامٍ

يأتي على حصانٍ أبيضَ ذلك المقدام

أم شباباً لا يزول؟

أو ربما ستطلبين حياةَ الخلود ..

فأجابت الطالبات كل واحدة على حسب ما تحلم به وتتمناه

أما أنا فأجبتها:

سأطلب منه أن يأخذَ الأطفالَ لجزرِ الأحلامِ

حيث لا حربَ

ولا جوع

ولا بردَ

ولا ظلام

ولأمرته أن يفرشَ لهم الأرضَ سلاما

وأن يلبسهم الأمان ثوبا

وأن يحدّثهم بقصص زمنٍ مضى

وأصبح في ذاكرة النسيان

زمنٍ كان به الذئب يرعى الأغنام

ثمّ طلبت منه أن يقرئَ وطني مني السلام..

و أن يبلغه أن شوقي إليه يُغرقني

من رأسي إلى أخمص قدمي.

و عندها طلبت المدرسة من الطالبات التصفيق لي مرة و أخرى وسعدت حينها بالتصفيق كان مكافأة آنذاك

لأنني تميزت عن الأخريات

و الآن

وحين كبرت أصبح التصفيق مجرد خدعه مجرد رياء و الصدمة الكبرى أنه أصبح مكافأة لمن صنعوا الخراب والدمار و تعطروا بدماء الأبرياء وشربوا نخب الخيانة وباعوا الوطن و قبضوا الثمن

*****

Exit mobile version